فاس-حميد بنعبد الله
تطمح مؤسسة "أنجيل روكور" المغربية إلى جمع تبرعات مالية وعينية كفيلة بفك العزلة وضمان التطبيب (العلاج) والتعليم، وتقديم المساعدات الاستعجالية الضرورية لـ 8 ملايين نسمة نصفهم أطفال في 11 ألف منزل في الريف، وتنمية مداخيلهم (دخول) الضعيفة، في أفق العقود الثلاثة المقبلة، مما يتطلب إمكانات تقدر بمليارات الدراهم تمنّت أن تجد الدعم اللازم لتوفيرها.ولأجل تحقيق هذا الهدف النبيل،
أطلقت يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أغنية دعائية بلغات ولهجات مغربية مختلفة، عنونتها بـ "أطفال الجبال" وشارك فيها 16 فنانًا وفنانة، تحثّ على زرع البسمة في قلوب الناس، وتقديم الدعم اللازم لإنجاح مشاريعها الاجتماعية الموجهة لفائدة الأطفال وسكان الريف الفقراء، في مبادرات دشّنتْها في مناطق عدة قبل أكثر من عام.
وحققت هذه الأغنية نسبة تتبع ومشاهدة قياسية قُدرت بـ 13 ألف مشاهد خلال ثلاثة أيام فقط من إطلاقها، بعد أيام تطلّبَها تصويرها وأداؤها من قِبل هؤلاء الفنانين المغاربة، الذين من بينهم سعيدة شرف وصوفيا مستاري وباري وجوديا وسعد المجرد ومريم السيف والموسيقي الأمير علي ونبيل بنعبد الجليل وعثمان الروبي وفرقة "أش كاين" والشاب قادر وغيرهم.
وتطوع هؤلاء الفنانين لأداء الأغنية بحماس كبير، على أمل حشد المساعدات والدعم اللازمين لهذه المؤسسة، التي ستتحول إلى تعاونيات في أفق الأشهر الستة المقبلة، وتوجه نصف أرباحها من مختلف المبادرات لفائدة جمعيات ومنظمات أهلية جادة ومعروفة بشفافيتها، لإنجاز برامج ومشاريع في قطاعات السياحة والتعليم والصحة، لفائدة سكان الريف المغربي.
ولم تقف هذه المؤسسة مكتوفة الأيدي في انتظار الدعم، بل باشرت مشاريع فعلية من خلال تدخلات إنسانية في مواقع مختلفة استهلّتها بتقديم مساعدات عينية عبارة عن أفرشة وملابس وتجهيزات إلى سكان قرية أنفكو في إقليم خنيفرة بعد وفاة طفل نتيجة البرد القارس، متعهدة بإطلاق مبادرات خيرية مماثلة في مناطق متفرقة في إقليم إفران، في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وينتظر أن يتم التركيز في هذه المبادرة على قرى منطقة عين اللوح، بتقديم مساعدات لأهاليها، وإصلاح وتجهيز مدرسة ومأوى المعلمين، على غرار ما أنجز في جماعة وادي إفران، في انتظار تنظيم قافلة طبية في منطقة زاكورة (الجنوب)، على هامش تنظيم البطل العالمي المغربي الحسين أحنصال لدورة جديدة لماراثون الرمال، الذي دأب على تنظيمه سنويًا.
وأكد مدير المؤسسة المهدي بن عبد الجليل، في ندوة صحافية نظّمها في فندق في مدينة فاس، مساء الخميس، أن هذه المبادرات وغيرها مما تعتزم مؤسسته إطلاقه، يحتاج إلى حشد الإمكانات الضرورية، مشيرًا إلى نجاح حملة مماثلة أُطلقت قبل التدخل ميدانيًا في أنفكو، ومكّنت من جمع 600 ألف درهم بعد أيام قليلة من إطلاق صفحة خاصة في موقع "فيسبوك".
وكشف عن ست تدخلات مماثلة أطلقتها مؤسسته لفك العزلة عن مناطق في الأطلس المتوسط، من بينها تدخلات مستعجلة في رمضان وأيام البرد شملت 1500 أسرة في إفران، معلنًا عن إطلاق مبادرة "دار الطبيب" الكفيلة بضمان الاستقرار النفسي والاجتماعي للأطباء، وتجهيزها بالحاجات الضرورية من أجهزة تلفاز وحواسيب وخدمات الإنترنت وغيرها.