الدارالبيضاء - أسماء عمري
أثارت مذكرة تقدم بها رئيس مؤسسة "زاكورة"، نور الدين عيوش، الجدل بعد مطالبتها باعتماد التدريس باللّغة العامية المغربية في التعليم الأولي وتدريس العلوم بلغة أجنبية، واستبعاد الدين من المراحل الأولى من التعليم، خصوصًا في الكتاتيب. وأكدّ عيوش، الأربعاء، أنّ الاتهامات التي وجهت إليه بـ"المساس بالهوية العربية والإسلامية للمغرب، والعمل على إلغاء التعليم الديني،" تحريفًا لتصريحاته الصحافية التي تشرح مضامين المذكرة المنبثقة عن ندوة "سبيل النجاح".
ونفى أنّ تكون توصيات المذكرة "تشير من قريب أو من بعيد إلى التنكر للهوية العربية الإسلامية للمغرب"، مبعدًا عن نفسه تهمة "التهجم" على اللغة العربية التي وجهها له منتقدون كثر، معتبرًا أنها "يجب أن تحتفظ بدورها الرائد في مجال التعليم،" مؤكدًا أنّ "لغاتنا الرسمية هي العربية والأمازيغية".
وفي ما يتعلق بالتعليم الديني، شرح عيوش أنّ التوصية المتعلقة به أشارت إلى معطيات رقمية فقط بكون "38٪ من الأطفال في سن ولوج التعليم الأولى لا يوجدون به، و67٪ من المتمدرسين يوجدون في الكتاتيب،" مشددًا على أنّ الأمر لا يتعلق بإلغاء التعليم الديني من المدرسة في بلد "مسلم وملكه أمير المؤمنين"، داعيًا إلى توفير تعليم "ديني مُنفتح ومُتسامح وفقًا للدستور".
كما دعا إلى "الكف عن إنكار الواقع" والاعتراف بأن "التعليم لا يسير في الطريق السوي"، ما جعل المواطنين يفقدون الثقة فيه، مؤكدًا أنّ "الحاجة مُلّحة لمعالجة المشاكل الحقيقية لتكف المدرسة المغربية عن إنتاج مزيد من العاطلين".
واعتبرت "الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية" ما جاء في المذكرة، "ينم عن جهل بمعتقدات الأمة، وهويتها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ"، وما الاستياء العام في "أوساط محبي اللغة العربية وكافة شرائح الشعب المغربي المعتزة بدينها ولغتها و ثقافتها، وبهويتها إلا دليل على شجب وإدانة المذكرة المذكورة ومن يسير في ركبها".
وأشارت إلى أنّ مثل هذه "المذكرات الحاقدة على اللغة العربية، لا تزيد الشعب المغربي إلا تمسكاً بلغته، ولا تزيد اللّغة العربية إلا صمودًا وثباتًا وقوة، أمام هذه التصريحات غير المؤسسة، التي ترغب في زرع الفتنة والبلبلة، وتحقيرًا للتربية في بلاد المغرب، التي تحتاج إلى إصلاح بإشراك الجميع من أجل تصحيح مسارها ووضع حد للتطفل في الحقل التربوي لأنها العمود الفقري لكل تنمية وتحضر وتمدن".