الجزائر- سميرة عوام
قدم مخبر علم الاجتماع في جامعة باجي مختار في عنابة الجزائرية ، خلال دراسة أعدها بالتنسيق مع مختصين في قطاع التربية في الجزائر، أن العنف المدرسي لسنة 2013 قد أخذ أشكالا خطيرة خلال الأشهر الأخيرة منها استعمال السيوف و الخناجر في عدة ثانويات تابعة لعنابة و العاصمة وكذلك قسنطينة ،إلى جانب إنقاذ 10محاولات للانتحار في المؤسسات التربوية منذ أكتوبر/تشرين الاول الماضي
، لأسباب مجهولة وحسب مخبر الاجتماع بعنابة ، فإن العنف المدرسي قدر ب 50بالمائة .و يحتل المرتبة الثالثة عنف الشوارع ب 30بالمائة، في حين يحتل العنف العائلي المرتبة الثانية ب 45 بالمائة .
وحسب تقرير مخبر معهد علم الاجتماع فأن العنف المدرسي فيالجزائر ، قد أخذ منحنى خطيرا بعد أن أصبح الأساتذة و المعلمون و المراقبون أكثر عرضة لمختلف أشكال العنف، ورغم انفجار الوضع بمدارسنا إلا أن الفاعلين في القطاع التربوي أهملوا تدارس القضية ، حيث لم يحظ ملف العنف المدرسي باهتمامهم خاصة من ناحية التشخيص و البحث عن الأسباب الرئيسية لتنامي هذه الظاهرة الخطيرة.و الأخطر من هذا، حسب الدراسة المقدمة ، فإن المؤسسات التربوية لا تتوفر على هيئة رسمية تتكفل بتشريح ملف العنف المدرسي، حتى الأرقام المقدمة غير دقيقة ولا تساعد على مناقشة ملف العنف المدرسي.
وأوضحت الدراسة ،أن أشكال العنف المتمثلة في العقاب البدني و العنف كالضرب و الشتم قد ألحق أضرار جسيمة بالتلاميذ ومن ثم تحويلهم إلى أشخاص عنيفين يعتدون على المعلمين داخل المؤسسات تربوية ، وهو ما ساعد على تفاقم الأوضاع داخل مختلف المدارس و المؤسسات التربوية الأخرى ، وفي هذا الشأن أوضحت تقارير مخبر علم الاجتماع أن نسبة كبيرة من الأولياء لا يقتنعون بما يقومون به أبناؤهم داخل القسم ، بل هناك من الآباء من يستعمل العنف مع الأستاذ أو رفع دعوة قضائية ضده وذلك لحماية ابنه من العقاب.
أما ضحايا العنف اللفظي و التهديد أغلبهم من الموظفين والعمال و الذين يتعرضون حتى إلى الضرب و الجرح العمدي .
وفي سياق آخر يرى المختصون في علم الاجتماع أن أسباب العنف المدرسي مرتبط بالفشل المدرسي، إلى جانب إقدام بعض التلاميذ على أخذ الثأر و الانتقام من المعلمين بعد طردهم من القسم وتسريحهم إلى الشارع، بالإضافة إلى الحرمان العائلي و البؤس الاجتماعي.
كل هذا ساهم في انتقال العنف المدرسي إلى مستوايات أخرى مثل أن يتابع الأستاذ بالقذف و التجريح أو الكتابة على الجدران و المضايقات، و أحيانا العنف ،يتحول إلى تحطيم ممتلكات الأستاذ مثل تعرض سيارة الأستاذ إلى التحطيم و التخريب و إتلاف كافة تجهيزاته الدراسية. مثل تكسير الكراسي و الطاولات.