الرئيسية » أفلام

القاهرة ـ أ ف ب

يرصد فيلم "كايروغرافي" للمخرجتين اللبنانيتين دالية نعوس وكندة حسن، قضايا الحرية الخاصة والمساحة الشخصية للذكور والاناث على حد سواء ضمن الحشود في شوارع القاهرة، في الوقت الذي تحتل فيه قضية التحرش الجنسي بابعادها الاجتماعية والسياسية واجهة الاهتمامات والنقاشات والتحركات في المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير. وعرض هذا الفيلم القصير، الذي يمتد على 17 دقيقة، في ستة عروض اقيمت يومي السبت والاحد في مركز "10 شارع محمود بسيوني" الثقافي الواقع في وسط مدينة القاهرة، وجذبت اعدادا كبيرة من المهتمين من المصريين والعرب والاجانب.يبدأ "كايروغرافي" مع رقصة نسائية على احدى الشرف المطلة على المباني المكتظة في القاهرة، تنطوي على توليفة متقنة من الحركات تحاكي ردود الفعل التلقائية التي تصدر عن الفتيات المذعورات عندما يتعرضن للتحرش في الشارع، سواء كان بالنظر او باللفظ او باللمس، وذلك على وقع موسيقى ومؤثرات صوتية تخطف الانفاس وتحاول تصوير الحالة النفسية الرهيبة التي تعاني منها فتيات مصر في شوارع بلدهن.اما القسم الثاني من الفيلم، فهو أشبه ما يكون ببرنامج "كاميرا خفية" لرصد ردود فعل الشارع من الفتيات الجريئات وكذلك الشباب الجريئين، في مشاهد حقيقية صورت خلسة.تقف شيرين حجازي، والكاميرا ترصدها عن بعد، في ميدان عام، وتتوجه اليها مجموعة من "شباب الشارع"، وبدل ان تخاف منهم تقترب اليهم بنفسها وتطلب منهم سيجارة، وسط استغراب الشباب وصمتهم، ثم تعيد الطلب عليهم مرة اخرى، فيستجيبون لها وينصرفون مذهولين من جرأتها من دون ان يصدر عنهم اي تصرف مزعج لها. وتقف شيرين لتدخن السيجارة في وسط الميدان العام، على مدى دقائق طويلة، ترصد فيها الكاميرا حالة استغراب من المارة وانكفاء "شباب الشوراع" عن توجيه اي كلمة او مضايقة لها. وتقول كندة حسن لوكالة فرانس برس بعد عرض الفيلم "هذه الفكرة تعبر عن حقيقة لمستها في القاهرة، وهي ان المرأة التي تبدو خائفة ومرتكبة وخجولة في الشارع هي اكثر تعرضا للتحرش والاستفزاز، أما الفتاة التي تتصرف بثقة بالغة وحتى التي تقوم بتصرفات فيها الكثير من التحدي، كطلب سيجارة من شباب او التمدد في ساحة عامة، فهي تثير حالة من الارباك لدى المتحرشين". وتضيف "هذه الحالة أشبه بغزال لا يهرب من الذئب المفترس بل يذهب اليه ليقول له انا جائع مثلا او انا محتاج لشيء ما..فيصيبه بالارباك التام".وفي هذا الجزء الثاني الاقرب الى الوثائقي، يصور الفيلم شابة ممدة على سور حديقة في القاهرة، في حركة قد تبدو جنونية في مصر، وترصد الكاميرا استغراب المارة واعراض شباب الشوارع عنها دون توجيه اي كلمة نابية او تصرف مؤذ بحقها.وتعتبر دالية نعوس، المخرجة والراقصة اللبنانية التي عاشت سنوات طويلة في القاهرة، ان هذا الفيلم كان أشبه "بعلاج نفسي" لها مما تعرضت له وما تتعرض له صديقاتها المصريات المشاركات في الفيلم.وتقول دالية "عشت سنوات طويلة هنا لا اجرؤ على الحركة، واعمد الى اخفاء جسمي وملامح انوثتي، ولم يزدني ذلك الا معاناة مع الشارع".وتضيف دالية "هذا الفيلم بما تضمنه من تجارب مصورة في الشارع قد حررني من عقدة الخوف ووجهني الى السلوك الواجب اتباعه في الشارع لارباك المتحرشين وارهابهم بدلا من الخوف الدائم منهم".ولا تقتصر المضايقات في شوارع القاهرة على النساء، بل ان الرجال ايضا يعانون "من انتهاك مساحتهم الخاصة" وسط الحشود، رغم عدم ارتباط ذلك بقضية التحرش. وترصد الكاميرات الخفية ايضا شابا يقوم بابعاد كل من يقترب منه ليلتصق به، وتصديه بجسمه للباص الذي كاد يطيح بمجموعة من المارة ليركن الى جانب الرصيف، وفيما يبتعد الناس الموجودون في المكان عن مسار الباص، يقف هذا الشاب متحديا له ويجبره على تخفيف السرعة شيئا فشيئا.وتقول كندة "الفكرة من الفيلم هي ان الشارع مساحة عامة، ولا يحق لاي احد ان ينتهك مساحتك الخاصة في هذه المساحة العامة".وتقع قضية التحرش الجنسي على رأس قائمة الجدل في مصر بعد الثورة، لاسيما بعد حوادث التحرش الجماعي العنيف الذي تعرضت له ناشطات ومشاركات في التظاهرات على يد مجموعات يقول الناشطون المعارضون انها "منظمة" او تحظى على الاقل ب"غض نظر" من السلطات المتعاقبة، لثني النساء عن المشاركة في الاحتجاجات.يضاف الى ذلك التحرش "العادي اليومي" الذي "سئمت منه الفتاة المصرية" والذي "لا يفرق بين شابة وعجوز، وبين منقبة ومحجبة وغير محجبة"، على ما يقول الناشطون. وفي غياب اي خطوات حاسمة من السلطات لمواجهة هذه الظاهرة في شقيها- التحرش "العادي اليومي" و"التحرش العنيف المنظم"- وفي ظل تبرير بعض الاسلاميين المتشددين لهذه الوقائع وتحميل النساء مسؤولية وقوعهن ضحايا للاعتداء، تشكلت "قوة مكافة التحرش" التي تضم مئات المتطوعين والمتطوعات الذين يتدخلون في الميادين العامة والتظاهرات الكبرى للاشتباك مع مجموعات التحرش المنظمة وانقاذ الفتيات والنساء الضحايا.وتشكلت ايضا مبادرات كثيرة ترمي الى التوعية وانشاء "احياء آمنة" بالتعاون مع الباعة والسكان، اضافة الى تقديم الدعم القانوني والنفسي للضحايا. وتخلص كنده الى القول ان "سلوك المرأة هو الاساس في مواجهة التحرش لكنها قد لا تكون دائما قادرة على القيام بهذا الدور..الموضوع معقد ويحتاج الى معالجات على صعد مختلفة".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

عرض "الغواص" في المركز النمساوي 15 كانون الثاني
"دي سي كوميكس" تسحب صورة ترويجية لباتمان
فيلم عاشورا ينال جائزة خاصة في مهرجان إسباني
فيلم "أمينة" للمخرج أيمن زيدان يشارك في مهرجان السليمانية
فيلم "يوم الدين " ينصف مرضى الجذام

اخر الاخبار

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة…
خامنئي يحث حزب الله اللبناني على الموافقة على مخطط…
الشعب المغربي يُخلد اليوم الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال…
فاطمة الزهراء المنصوري تضع اللمسات الأخيرة على مشروع إعداد…

فن وموسيقى

المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…
هيفاء وهبي تعود إلى دراما رمضان بعد غياب 6 سنوات وتنتظر…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تشعل حماس جمهورها في الكويت استعدادًا…
مروان خوري يحيي حفلا غنائيا في الكويت 12 ديسمبر
عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

رياضة

محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024
الهلال⁩ السعودي يتجاوز مانشستر يونايتد في تصنيف أندية العالم

صحة وتغذية

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…
هل تختلف ساعات نوم الأطفال عند تغيير التوقيت بين…

الأخبار الأكثر قراءة