الرباط _ المغرب اليوم
تجهل ساكنة مدينة فاس حتى الساعة مآل المرحلة المقبلة من الانتخابات الجماعية، المقرر أن تجرى تزامنا مع الانتخابات الجهوية والبرلمانية يوم الثامن من شتنبر المقبل، في خضم التنافس الشرس الذي تشهده مدينتها بمقاطعاتها الست بين مختلف اللوائح الحزبية.
ويكتنف الغموض هوية العمدة المقبل لمدينة فاس، بعد أن اختارت الأحزاب المتنافسة عدم الإفصاح عن اسم مرشحها لهذا المنصب. كما أن المقتضيات القانونية الجديدة التي تنص على تنافي الجمع بين رئاسة المدن الكبرى، ومنها فاس، والعضوية في البرلمان، زادت الوضع تعقيدا وترقبا.
ويعد حميد شباط، العمدة السابق لمدينة فاس، المرشح الوحيد الذي أعلن حتى الآن عن طموحه الصريح لتدبير شؤون المدينة، وهو الذي ضحى بتاريخه الاستقلالي للمنافسة على هذا المنصب بالانتماء لحزب جبهة القوى الديمقراطية، رافعا شعار “الكرامة أولا.. فاس أولا”.
وتضع الأحزاب التي تخوض غمار الانتخابات الجماعية بفاس نصب أعينها نيل أكبر عدد من مقاعد مجالس المقاطعات يؤهلها فضلا عن ترؤس مجالس هذه الجماعات الترابية، للمنافسة على عمودية المدينة.
وبحسب المهتمين بالشأن الانتخابي بمدينة فاس، فإن المنافسة على منصب العمدة ستشتد على الخصوص بين أحزاب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فضلا عن حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي يتزعمه بالعاصمة العلمية حميد شباط، وكيل لائحته بمقاطعة زواغة.
ويطمح حزب العدالة والتنمية إلى مواصلة ترؤس المجلس الجماعي لمدينة فاس، لكن اختيار إدريس الأزمي الإدريسي، العمدة المنتهية ولايته، الترشح للبرلمان أربك كل الحسابات، وهو ما سيضطر معه الحزب إلى البحث عن بديل. ورجحت مصادر هسبريس أن يدفع “البيجيدي” بالأستاذ الجامعي الحسن بومشيطة، وكيل لائحته بمقاطعة زواغة، للمنافسة على عمودية فاس.
ويبقى نجاح حزب العدالة والتنمية في العودة إلى رئاسة المجلس الجماعي لفاس، مهما كان الاسم الذي سيختاره لتولي هذا المنصب، رهينا بتحالفه مع أحزاب أخرى.
وبهذا الخصوص، يرجح أن تشكل أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والأصالة والمعاصرة ائتلافا فيما بينها لقيادة المجلس الجماعي لمدينة فاس، وقطع الطريق على حميد شباط.
أما حزب التجمع الوطني للأحرار فيراهن على صحوته في انتخابات الغرف المهنية لتحقيق نتائج مشرفة في الانتخابات الجماعية، معولا على الدكتور عبد السلام البقالي، وكيل لائحته بمقاطعة جنان الورد، للمنافسة على منصب العمدة، بحسب مهتمين بالشأن الانتخابي، وذلك في غياب شخصية أخرى لها كاريزما سياسية ومؤهلات أكاديمية تؤهلها لشغل هذا المنصب باسم “الحمامة”.
حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قد يختار عبد الإله الفاسي الفهري، الدكتور في الصيدلة وكيل لائحة الحزب بمقاطعة سايس، للمنافسة على عمودية فاس، كما يمكنه تقديم سعيد أقصبي، رجل الأعمال الرئيس السابق لفريق المغرب الفاسي، لتولي هذا المنصب؛ فكلا الرجلين يحظيان بشعبية كبيرة نظير انخراطهما في الفعل الرياضي بالمدينة.
وفيما يخص حزب الأصالة والمعاصرة، يرجح المهتمون أن ينافس على منصب العمدة بوكيل لائحته بمقاطعة فاس المدينة محمد المفيد، الذي شغل نائبا لعمدة فاس باسم “الأحرار” في عهد ولاية حميد شباط، اعتبارا لكون المستثمر السياحي عزيز اللبار، الذي يمكن أن ينافسه على هذا المنصب، يراهن على ولوج قبة البرلمان بصفته وكيلا للائحة الحزب بالدائرة التشريعية فاس الجنوبية، رغم ترشحه كوكيل للائحة الحزب بمقاطعة سايس.
أما حزب الاستقلال، الذي تضرر كثيرا بمدينة فاس بعد الانشقاق الذي قاده حميد شباط، فيرجح المتتبعون أن يدفع بحميد فتاح، وكيل لائحة الحزب بمقاطعة سايس ومنسقه الإقليمي، للمنافسة على منصب عمدة المدينة، وذلك بعد اكتسابه صفة الرجل القوي في أعقاب نجاحه في إدارة الهزة التي تعرض لها الحزب على صعيد المدينة.
قد يهمك ايضا