الرباط - المغرب اليوم
يحتضن رواق مؤسسة محمد السادس في مدينة الرباط، خلال الفترة من 12 الشهر الجاري إلى 2 يناير/ كانون الثاني المقبل، معرضا للفنان التشكيلي بنيونس عميروش، والذي اختار له "فُسحة" عنوانا بارزا، وعن اختيار العنوان المذكور، قال عميروش: "في هذا المعرض وقع اختياري على كلمة "فُسْحَة" لتكون عنوانا داخل سياقها المعماري، انطلاقا من عبارة هيجل "الفُسَح المعمارية"، في كتابه "فن النحت" بترجمة جورج طرابيشي (1980)، والقصد هو الميادين والساحات المَدينِيَّة التي تتيح التجمع والمرور، أي الفضاءات العمومية الخارجية التي تُمَكِّنُنا من مشْهَدِيَّة المعمار التي لا تُتاح لنا إلا بتموقع أجسادنا داخلها، أي داخل الفراغ".
وأضاف المتحدث ذاته: "والحال أن أعمال هذا المعرض تتخذ صبغتها التكوينية الموصولة بالفضاءات المدينِيَّة من منطلق التموقع الفيزيقي والرمزي في الفُسَح المعمارية التي تنسج فِعل التنقل والتبادل والتأمل الوجودي، فيما تُجَسِّد الدهنيات والمثاقفات والأنساق القيمِيَّة، وكل ما يعكس الثقافة الحضرية بمفهومها الإثنولوجي الشامل".
أما الكاتب والناقد أحمد لطف الله، فقد أشار إلى أن "الفنان بنيونس عميروش يشرع في التعامل مع خامته، بحضور فكرة سيادة الخط، فيرسم فسحات فاتحة مضية ومشرقة أحيانا، وأخرى قاتمة معتمة حينا آخر، كما تنحصر ملونة معظم هذه الأعمال الفنية الموغلة في التعبيرية بين الأزرق والبني الترابي. لهذا، تتجه رؤيتنا منذ البدء نحو التقاط ذلك الإحساس المهيب بالفضاء كون معلق بين زرقة السماء وأديم الأرض، ومن أعلى السماء تغزو الفضاء في بعض الأعمال كتل لونية فصيحة، ترمز لهوية بعض الأمكنة المقدسة".
وأضاف الناقد أن "الأرض هنا دعامة الأشياء، وقاعدتها الأفقية، ولا يمكن للعين أن ترتاح إلا إذا نظرت لمنجزات الفن موضوعة على تلك القاعدة"، مشيرا إلى أنه "في هذه الأعمال الفنية، يخضع الخط حسب طبيعته المكانية لمسلّمات الهندسة الإقليدية، ولمقتضيات المساحة، حيث يبدو للوهلة الأولى رديفا للحقيقة التي هي المعمار، لكننا ونحن نتلمس كيف تقترح علينا اللوحات فكرة العمق، والتي تطورت بتطور المنظور، فإننا نلاحظ أن الخط أصبح قادرا على نقل الحقيقة من مساحة الواقع نحو فسحات المجاز".
يُذكر إلى أن بنيونس عميروش يُعد من بين الفنانين التشكيليين المغاربة الذين يُوحدون في اشتغالهم التشكيلي بين العمل النظري والممارسة الصباغية، إذ يُكرس إلى جانب اشتغاله الجمالي اشتغالا نقديا وجماليا مهما لمتابعة وتحليل ودراسة منجزات وتجارب تشكيلية مغربية. وقد صدر لعميروش، في هذا الصدد، عن منشورات اتحاد كتاب المغرب مؤلف بعنوان "قراءات في التصوير المغربي المعاصر".
قد يهمك أيضًا :
تعرف على تفاصيل الاستراتيجية الجديدة لمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين
مؤسسة "محمد السادس" تخصص 3 ملايين لدعم متفوقي أبناء شغّيلة التعليم