الجديدة - المغرب اليوم
تنتمي غالبية الخيول الموجودة في المغرب إلى فصيلتين؛ الخيول العربية البربرية، وهي خيول تحمل جينات الخيول العربية الأصيلة ممزوجة بجينات الخيول البربرية، والخيول البربرية، التي تعتبر الخيول المغربية الأصيلة، وتتميز عن باقي فصائل الخيول بعدد من المميزات، من أبرزها جمال شكلها.
قبل سنوات قلّت الخيول البربرية المغربية بشكل كبير، ما دفع مهتمّين بهذا الموروث إلى تأسيس الجمعية الوطنية لمربي الخيول البربرية، بهدف الحفاظ على هذه الفصيلة من الخيول في المملكة وتطوير تربيتها، وتطوير وتوسيع مجالات استعمالها، بُغية تشجيع المربين على إنتاجها بشكل مكثف.
العمل الذي تقوم به الجمعية الوطنية لمربي الخيول، من خلال تأطير المربّين، مكّن من الوصول إلى مرحلة توليد خيول بربرية ذات جودة عالية، وتكاثر أعدادها سنة بعد أخرى، حسب الدكتور يونس جاري، رئيس الجمعية، مُبرزا أن أجْود الخيول البربرية، وأصلُها من شمال إفريقيا، توجد حاليا في المغرب.
ويُولي المغرب خلال السنوات الأخيرة اهتماما خاصا بقطاع تربية الخيول، فمنذ سنة 2008 يُنظم معرض الفرس بمدينة الجديدة، الذي يشهد على مدى ستة أيام تنظيم مسابقات للفروسية، التقليدية منها والعصرية، ويشارك فيها فرسان من المغرب ومن 28 دولة؛ فضلا عن احتوائه أروقة تضم كل ما له علاقة بالفروسية.
يقول يونس جاري، في تصريح لهسبريس، إن الحصان البربري "مهم جدا، لأن لديه مكانة غاية في الأهمية في المغرب، يخولها له التاريخ، باعتبار مهد الخيول البربرية هو المغرب والجزائر وتونس"، مضيفا: "هناك مجهود كبير وتعليمات سامية من أعلى سلطة في البلاد لتطوير تربية الخيول البربرية منذ تأسيس معرض الفرس بالجديدة قبل عشر سنوات".
وتمثل الخيول البربرية، والعربية البربرية، حوالي ثمانين في المائة من الخيول الموجودة بالمغرب. وبالموازاة مع تزايد أعداد الخيول البربرية التي يتم توليدها، طُرح إشكال أمام المربين، يتعلق بقلّة مجالات استعمال هذه الفصيلة من الخيول، وهو ما دفع الجمعية الوطنية لمربي الخيول البربرية إلى إحداث مسابقة سمّتها "لحاق المغرب".
و"لحاق المغرب" هو نوع من المسابقات الرياضة يتم فيها التباري بين مجموعات من الفرسان، تضم كل مجموعة ثلاثة إلى أربعة فرسان، على مسافة خمسة وعشرين كيلومترا. وتُقسم المسابقة إلى ثلاث مراحل، في نهاية كل مرحلة يتم فحص الفرس، للتأكد من سلامته.
ونُظمت هذه المسابقات في أربع جهات، وأقيمت بطولتها النهائية في مدينة الجديدة بمناسبة معرض الفرس.
"لقد عبّر مربّو الخيول البربرية عن ارتياحهم لإحداث "لحاق المغرب"، لأن هذه المسابقة الرياضية فسحت المجال أمامهم لاستعمال الخيول التي يربونها في مجال جديد، وستفتح أمامهم آفاقا أخرى لبيع الخيول للمشاركين في هذه الرياضة مستقبلا"، يقول يونس جاري، مشيرا إلى أن تصدير الخيول البربرية إلى الخارج يحتاج إلى بعض الوقت، ريثما يتم إنتاج أعداد كافية منها، بما يضمن الحفاظ على فصيلتها، وكذا تحسين جودتها.
ويُبدي يونس جاري تفاؤلا كبيرا بشأن مستقبل تربية الخيول البربرية في المغرب، بفضل معرض الفرس بالجديدة، مُبرزا أن مسابقات الخيول التي شهدها المعرض، وتبارى فيها فرسان من المغرب ومن أوروبا، عرفت حضورا لافتا للخيول البربرية على منصة التتويج، إذ استحوذت على غالبية الميداليات في مسابقات الجَمال، وأردف معلقا على هذه النتيجة: "اليوم أصبحت لدينا خيول بربرية ذات جودة عالية جدا، وهذا شرف كبير لنا".