الرئيسية » قصص وروايات

مراكش - ثورية إيشرم

صدرت حديثا عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال في مراكش، رواية بعنوان الخديعة للروائي الشاب عبد اللطيف خبا. وهي متكونة من  172 صفحة من القطع المتوسط توشيها لوحة فنية للفنان والنحات عبد الحق اليوسي.في هذا العمل السردي الأول، سلط عبد اللطيف خبا الضوء على ظاهرة ما يعرف بـ"الشباب المجاهدين" وهم شباب في مقتبل العمر، ينتمي غالبيتهم إلى جماعات دينية متطرفة، تؤمن بدولة الخلافة، وتسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال المشاركة في جميع بؤر التوتر في مختلف دول العالم الإسلامي، بدءا من أفغانستان، كوسوفو، العراق ثم سورية حاليًا، وهم لذلك يجندون الشباب باستعمال مختلف الذرائع، ويحثونهم على القتال في هذه الجبهات لنيل الشهادة، على حد تعبيرهم. وهذه العمليات غالبا ما تنتهي بمآس.  تكشف رواية الخديعة بعض تفاصيل هذه الممارسات، وذلك من خلال رصد تجربة شباب مغاربة ينحدرون من أسر مغربية بسيطة، ويعانون الفراغ والبطالة، ولكنهم متحمسون ومناصرون لقضاياهم القومية والإسلامية، لدرجة أنهم سيقومون بالسفر إلى العراق بطرق غامضة، استجابة لنداءات الجماعات التي تدعو إلى نصرة الإسلام والمسلمين في بلاد الرافدين، ولكن حماس هؤلاء الشباب سيصطدم بعنف المحتل الأميركي وقوته، وبتواطؤ شرائح واسعة من العراقيين مع هذا المحتل، بحيث سهلوا مهمة دخوله إلى بغداد، ما سيضع المجموعة المغربية التي سافرت إلى العراق أمام خيارين، إما العودة لأن المهمة التي من أجلها انتقلوا إلى العراق لم تكن هي ما كانوا يتوقعون، وإما أن يلتحقوا من جديد بالجماعات الجهادية، بحيث انقسمت هذه المجموعة، إلى عائد يجر خلفه مشاعر الخيبة والخذلان والإحساس بالخديعة، فيما اتخذ الباقون قرارا انتحاريا انتهى واقعيا بسلسلة من الإعدامات، ومدد سجنية غير محدودة.  تأتي رواية الخديعة في ظرف عربي اتسم بانتفاضات واسعة، فيما سمي بالربيع العربي، إذ انتعشت ظاهرة الهجرة للجهاد في صفوف الشباب من جديد، وكما حدث في العراق، إذ تحول الجهاديون إلى قتلة محترفين تحت مسميات مختلفة، فإن رواية الخديعة تستشرف المستقبل وتقدم للقارئ المفاتيح لفهم الظاهرة وتشكلاتها وتعقيداتها الإنسانية والاجتماعية والثقافية، كما أنها في إطار -مقتضيات السرد الروائي- تقدم تجارب حياة، ومواقف إنسانية لشخصيات وأسر مغربية وعراقية وفلسطينية وكويتية، تعيش شتاتا وغربة وتمزقا وجوديا لا يبدو أن في الأفق نهايات له.  للإشارة، فالروائي الشاب عبد اللطيف خبا من مواليد مدينة مراكش عاش فيها ودرس وله الكثير من الكتب والمقالات التي تحدث فيها عن مراكش الحمراء، عن جمالها ورونق جبالها وطبيعتها، وتحدث عن المعاناة التي عاشاها في هذه المدينة التي لم ولن يفكر أبدا في تركها أو تغييرها مهما كان الثمن.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

رواية "نهر النار" عن مشروع كلمة تسرد تاريخ الهند…
"نصف شمس صفراء" رواية أفريقية عن أحزان نيجيريا في…
إتاحة كافة إصدارات الوزارة عبر الموقع الرسمى لهيئة الكتاب
صدور "زوجات من اليابان" رواية ترصد معاناة المهاجرين فى…
"زوجات من اليابان" رواية ترصد قصة المهاجرين في أميركا

اخر الاخبار

الرئيس الفلسطيني يعتز بالعلاقات القائمة على الأخوة والتضامن مع…
القوات المسلحة الملكية المغربية تُشارك بدورة تدريبية حول إزالة…
مجلس الحكومة يدرس اتفاقا بشأن التعاون العسكري والتقني بين…
ولي العهد السعودي يُهنئ الملك محمد السادس بمناسبة عيد…

فن وموسيقى

النجمة ماجدة الرومي تُحقق نجاحاً كبيراً في حفل خيري…
المغربية فاتي جمالي تخوض تجربة فنية جديدة أول خطوة…
حاتم عمور يُؤكد أن ألبومه الجديد "غي فنان" عبارة…
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يُكرّم "الفتى الوسيم" أحمد عز…

أخبار النجوم

سلاف فواخرجي تخطف الأنظار بحكاية سلمي في مهرجان القاهرة…
شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
حسين فهمي يردّ على انتقادات عمله بعد أيام من…
محمود حميدة يكشف سرّاً عن مشاركته في "موعد مع…

رياضة

المغربي أشرف حكيمي ضمن المرشحين الخمسة للفوز بلقب أفضل…
محمد صلاح يتصدر ترتيب أفضل خمسة لاعبين أفارقة في…
كريستيانو رونالدو يعتلي صدارة هدافي دوري الأمم الأوروبية
محمد صلاح على رأس قائمة جوائز جلوب سوكر 2024

صحة وتغذية

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات…
نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء…

الأخبار الأكثر قراءة