واشنطن ـ رولا عيسى
تتطور التكنولوجيا بأسرع مما نتوقع . ففي حين تتواصل حلقات النقاش حول المستقبل الاجتماعي والقانوني للسيارات ذاتية القيادة، أصبحت هذه التكنولوجيا بالفعل أمرا واقعا .
وتبدو صناعة السيارات الآن أكثر استعداداً لكي تطلق سيارتها الآلية من مختبراتها . وكانت الدورة الأخيرة من معرض الإلكترونيات الدولي في مدينة لاس فيغاس الأميركية شهدت بداية مرحلة جديدة في رحلة تطوير السيارات الروبوتية التي لا تحتاج إلى سائق .
وقد أصبح في مقدور شركة أودي الألمانية للسيارات الرياضية الفارهة إرسال سيارتها ذاتية القيادة "أيه 7" في رحلة تستمر يومين وتقطع فيها حوالي 900 كيلومتر من وادي السيليكون إلى لاس فيغاس . وهو أمر مدهش، لكن الأكثر إثارة هو أن هذه السيارة لم تحمل مهندسي شركة أودي أو معدات القياس أو حوافظ الملاحظات، وإنما صحافيين أميركيين من النقاد . والرسالة الواضحة من هذه التجربة هي أن تكنولوجيا القيادة الذاتية أصبحت جاهزة .
وقد أوضحت صناعة السيارات بالفعل أن السيارات الروبوتية لم تكن مجرد بدعة قصيرة الأجل . وخلال المعرض نفسه عرضت شركة دايملر نموذجاً تجريبياً لسيارة روبوتية من طراز مرسيدس باسم "إف 015 الرفاهية المتحركة" . وهي مصممة لكي توفر أكبر مقصورة للركاب إلى جانب إمكانية دوران المقاعد الأمامية بحيث يصبح ظهرها للزجاج الأمامي ويتمكن الركاب من الحوار معاً بصورة أسهل .
وتستطيع السيارة المنتظرة الحديث مع الركاب، كما يمكن لأي راكب منهم التحكم في السيارة بحسب ما قاله دايتر تسيتشه الرئيس التنفيذي لشركة دايملر . وهذه السيارة تبدو أقرب إلى سيارات أفلام الخيال العلمي، لكنها ظهرت بالفعل على مسرح معرض لاس فيغاس .
وبالطبع فإن هذه السيارة الصالون الفارهة تختلف تماما عن السيارة الصغيرة ذات المقعدين التي تطورها شركة خدمات الإنترنت "غوغل" وتستهدف نقل ركابها من نقطة إلى أخرى .
وقدم تسيتشه تفسيرا فلسفيا لتطوير سيارة صالون فارهة ذاتية القيادة حيث قال إن "أغلى شيء في القرن الحادي والعشرين سيكون خصوصية المكان والزمان" .
وتعد السيارة ثالث مكان يقضي فيه كبار الأثرياء والمسؤولون في أي مجتمع وقتهم بعد العمل والمنزل .