مراكش - المغرب اليوم
نظم عشرات الأشخاص في وضعية إعاقة، بدعم الأساتذة العاملين بمعهد أبي العباس السبتي الخاص بالمكفوفين، الجمعة بمراكش، وقفة احتجاجية، تنديدا واستنكارا بما وصفوه “أسلوب اللامبالاة الذي تنتهجه هذه الوزارة، والمنظمة العلوية بمراكش المسؤولة عن تسيير هذا المرفق”.ورفع المحتجون، خلال هذه الوقفة، شعارات تستنكر ضرب حقوق المعاقين، بعد إغلاق باب المعهد سالف الذكر أمام التلاميذ ورفض تسجيلهم لمتابعة دراستهم، ما يعرضهم للهدر المدرسي؛ من قبيل: “رافضون رافضون للتربية الدامجة”، و”ناضل يا مناضل ضد الأمية والتشريد والتسول والإهانة”، و”لا تعليم ولا رعاية غير الإشهار والدعاية”.
ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي، الذي شارك فيه أولياء وأمهات وآباء التلميذات والتلاميذ المكفوفين وضعيفي البصر أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، كرد على التلويح بالبرنامج الوطني للتربية الدامجة دون إشراك جميع الأطياف والفعاليات المعنية بهذا الشأن، والتي تشتغل في مجال أشخاص في وضعية إعاقة بصرية، التي تم تصنيفها كإعاقة عميقة نظرا لما تخلفه من مشاكل وتبعات نفسية لدى الأسر والأفراد، وفق تصريحات متطابقة للمحتجين.
وقال المحتجون، في هذه التصريحات، إن المنظمة العلوية عهدت إلى بعض فروعها بعدم السماح للأولياء والآباء والأمهات بتسجيل أبنائهم بالمعهد، بدعوى أن كل معاق عليه التوجه إلى أقرب مؤسسة عمومية لمحل سكناه؛ وهو ما اعتبره المشاركون في الوقفة الاحتجاجية حيفا وإقصاء وتهميشا للشخص الكفيف.ورحبت كلمة هذه الوقفة الاحتجاجية بالتربية الدامجة ولكنها بشروطها وولوجياتها، ووصفت “تنزيل التربية الدامجة بـ”الجريمة الشنعاء” التي تستهدف القضاء على تثقيف وتكوين الأشخاص في وضعية إعاقة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص”.
وتعليقا على دواعي هذا الاحتجاج، أوضح محمد القنور، الكاتب العام لفرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، في تصريح لهسبريس، أن الوزارة الوصية على التعليم تعد من شركاء المنظمة ومعهد أبي العباس السبتي الخاص بالمكفوفين يخضع لوصاية هذه الوزارة التي تدبر الشأن التربوي؛ فيما تشرف المنظمة على كل ما هو مرتبط بالتغذية والسكن وبسلامة العملية التعليمية التعلمية.
وكان معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين نظم ندوة حول واقع التربية الدامجة بعمالة مراكش، خلصت إلى أهمية ربط آفاق ورهانات التربية الدامجة بالأطفال في وضعية مختلفة من قبيل التشرد والهشاشة والفتيات بالوسط القروي وأطفال الرحل واليتامى وغيرهم، وتوفير مساعدين فيما يتعلق بالحياة المدرسية، وتكييف الامتحانات وظروف اجتيازها مع حالات الأشخاص في وضعية إعاقة، والعمل المكثف والمتكامل على تحقيق شروط تكافؤ فرص التلاميذ المعاقين مع أقرانهم، ووضع مخطط وطني لتفعيل التربية الدامجة لفائدة الناشئة في وضعية إعاقة يشمل المناهج والمقاربات وأنظمة التقييم والدعامات الديالكتيكية الملائمة لمختلف الإعاقات والوضعيات الصحية والاجتماعية والقدرات المالية.
قد يهمك أيضَا :
جمعيات عاملة في مجال الإعاقة تنتقدُ استمرار أزمة دعم دراسة الأطفال المعاقين
الأكاديميات الجهوية المغربية تعدّ دليلًا عمليًا للتربية الدامجة للطلاب المعاقين