بقلم : محمد الروحلي
يتواصل مسلسل تغيير المدربين، والدور جاء هذه مرة، على المدرب الإسباني خوان كارولوس غاريدو، المتخلى عنه من طرف المكتب المسير لفريق لرجاء البيضاوي لكرة القدم ومحمد أمين بنهاشم الذي أصبح منذ أول أمس الاثنين مدربا سابقا لفريق أولمبيك خريبكة. بخصوص المدرب الإسباني فقد تعددت الروايات حول أسباب الطلاق، لكن المؤكد أن إدارة الرجاء سعت إلى امتصاص الغضب المحيط بالفريق الأخضر من كل جوانب، والضحية الأسهل بطبيعة الحال، وهو المدرب، فكان التفاهم حول الطريقة لحدوث الطلاق، مع أن مجموعة من المصادر تفيد بأن الأمر يعود إلى العلاقة السيئة مع اللاعبين، ناهيك عن الموقف الرافض للطريقة التي يتعامل بها المدرب المعروف بالصرامة والجدية المبالغة في نظر اللاعبين.
وصل عدد المدربين المنفصلين عن فرقهم إلى حدود الدورة الخامسة عشرة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم إلى تسعة مدربين، وهناك فرق غيرت مدربها للمرة الثانية في ظرف وجيز، كفريقي الوداد البيضاوي واتحاد طنجة، ولا أعتقد أن العدد سيتوقف عند هذا الحد، مادام جل المدربين مهديين بالإقالة من طرف مسؤولي الأندية الذين يفضلون عادة التضحية بالمدرب عوض البحث عن الأسباب الحقيقية وراء حالات الإخفاق.
والمؤكد أن هناك خللا ما داخل المنظومة يؤدي باستمرار إلى بروز حالات شاذة داخل الممارسة الرياضية، صحيح أن تغيير المدربين مسألة مسلم بها لارتباطه بالنتائج والصيرورة العادية للأندية، لكن الاختلاف يكمن في طريقة المعالجة، وعدم اعتماد مقاربة مغايرة للمنهجية التي أدت إلى حدوث هذه الأخطاء.
يحدث هذا في غياب إدارة تقنية قارة ومسؤولة توكل إليها مهمة البحث عن مدرب يراعى في اختياره خصوصية النادي وطموحاته، ونوعية اللاعبين الذين يتوفر عليهم وغيرها من الأسس الواضحة والمضبوطة التي يجب أن تنبني عليها مسألة الاختيار، كما تتكلف هذه الإدارة بإعداد تقارير دورية حول الوضعية التقنية العامة للنادي، ومدى استجابة صفقات العقود الخاصة سواء باللاعبين أو الأطر العاملة للإستراتيجية العامة للنادي.
كل هذا يمر في إطار الصيرورة العادية لأي ناد مهيكل ومنظم ومؤسس على أرضية صلبة، لكن التصور المبني على التسيير المعقلن واحترام مبدأ التخصص، منعدم -مع سبق الإصرار والترصد- داخل أغلب الأندية الوطنية، ليتواصل غياب الاستقرار المطلوب، باعتماد منهج الهواية داخل بطولة يقال إنها دخلت الاحتراف منذ ثماني سنوات.
عن صحيفة بيان اليوم المغربية