عبد الإله متقي
كشفت معطيات عن مشاكل كبيرة في أغلب أندية القسم الثاني لكرة القدم، وبات أغلبها مهددًا بالإفلاس.
وتعتبر وضعية شباب قصبة تادلة ورجاء بني ملال وشباب المسيرة أكثر تعقيدا مقارنة مع باقي الأندية.
ولم يستطع شباب قصبة تادلة تجميع فريق على بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق البطولة، بعدما غادره جميع لاعبي الموسم الماضي، واضطر إلى تكليف المدرب المساعد سعيد ميمي بتدريب لاعبين من الأمل في ظروف صعبة جدًا، بسبب الحرارة المرتفعة، والعجز عن برمجة أي معسكر خارج المدينة.
وابتعد الرئيس مصطفى العزيز عن الفريق مهددا بالاستقالة، بسبب غياب الموارد، وتفاقم الأزمة المالية، وعجز الفريق عن تدبير مستحقات لاعبيه ومصاريف الإعداد.
ورفض المدرب عبد المالك العزيز مواصلة مهامه، ولجأ إلى لجنة النزاعات بالجامعة للحصول على مستحقاته، علما أن الرئيس شقيقه.
واضطر مراد فلاح، مدرب رجاء بني ملال، إلى الاستنجاد برئيس المجلس البلدي، والوالي محمد الدردروي، لتدبير أبسط المصاريف وإقناع اللاعبين بالعودة إلى التداريب.
وحصل فلاح على ثلاثة ملايين سنتيم وزعها على اللاعبين، في الوقت الذي قدم فيه الرئيس وأمين المال استقالتهما، بدعوى انعدام الموارد، دون أن يعقدا جمعا عاما لانتخاب مكتب جديد.
ويعجز الفريق عن تأهيل اللاعبين وتوقيع عقود معهم في غياب أي مخاطب، كما باتت برمجة معسكر خارج المدينة مطلبا ملحا بسبب الحرارة المفرطة في بني ملال.
وتطوع منصور عشوبي، المدير التقني لشباب المسيرة ومساعده عزيز البوشبتي لقيادة الفريق، وبرمجة اختبارات للاعبين بابن سليمان، بعد استقالة الرئيس حسن الدرهم وتفكك المكتب المسير، بسبب شح الموارد.
وعجز الفريق عن تأهيل لاعبين جدد، والقيام بصفقات، باستثناء اللاعبين الذين نجحوا في الاختبارات، وأغلبهم من الهواة، في الوقت الذي غادر فيه أبرز لاعبي الموسم الماضي.
وعلق لاعب من الفريق الصحراوي على الوضع مساء أول أمس، قائلا “الفرقة مشات”.
ويعيش الاتحاد القاسمي وضعا غامضا، في علاقته مع بعض المسؤولين المحليين، الذين يتهمهم النادي بافتعال المشاكل، للتضييق عليه، ومنعه من الاستقبال بملعبه، ما جعله يلجأ إلى ملاعب خارج المدينة، سواء بالنسبة إلى الفريق الأول، أو الفئات الصغرى.
ويعيش النادي القنيطري صراعات داخلية صامتة، يحاول المدرب إبعاد اللاعبين عنها، فيما يتدرب الفريق في ظروف صعبة.
وشبهت مصادر من اتحاد الخميسات الوضع بالفريق بأندية الهواة، في ظل غياب هيكلة واضحة للنادي، وفوضى الاستعدادات، وضعف الإدارة التقنية، وتشتت المكتب المسير.
ويعاني وداد فاس مشاكل مالية كبيرة، وغادره أبرز لاعبيه، ومنهم من رافق المدرب محمد مديحي إلى المغرب الفاسي (محمد بركات وعمر عاطي الله، فيما انتقل رفيق الماموني إلى رجاء بني ملال).
ولحسن حظ وداد تمارة أن المدربين هلال الطير وهشام اللويسي شرعا مبكرا في الاستعدادات، ونجحا بحكم علاقتهما في تكوين فريق والتغلب على المشاكل الناجمة عن ضعف التسيير وهشاشته، واحتكار التسيير من قبل أشخاص معينين، وغياب قاعدة للمنخرطين.
وتتحمل لجنة المراقبة بالجامعة مسؤولية كبيرة في المشاكل التي دخلتها أندية القسم الثاني، بسبب تساهلها مع الفرق إلى أن باتت على حافة الإفلاس.