بقلم: محمد الروحلي
رهانات متعددة طبعت الديربي البيضاوي رقم (126)، والذي جرى مرة أخرى بمدينة مراكش، وتجلى ذلك في رغبة كل فريق في تحقيق فوز يسعد جماهيره ويعزز مكانته في سبورة ترتيب البطولة الوطنية، واستمرار اشتعال المنافسة على اللقب. وعلى هذا الأساس، جاء إيقاع المواجهة سريعا، مطبوعا بالندية والاندفاع القوى، زاده إثارة الحضور الجماهيري اللافت، رغم أن الوداد عانى من غيابات مؤثرة، كان أبرزها محمد أوناجم وابراهيم النقاش، بينما ظهرت الرجاء بالتشكيلة الأساسية مع غياب واحد على مستوى وسط الميدان، بعد العملية الجراحية التي أجرها صانع ألعابه عبد الإله الحافيظي.
فالوداد، المتصدر ب52 نقطة، سعى أولا للمحافظة على فارق النقاط عن الرجاء الوصيف ب43 نقطة، والذي لا زالت تنقصه مباراة مؤجلة أمام حسنية أكادير الثالث ب36، ولما تحقيق فوز يوسع به الفارق، ويجعله في مأمن عن كل المفاجآت، خاصة وأن مواجهة قوية تنتظره في نصف نهاية عصبة أبطال أفريقيا، أمام ماميلودي صان داونز الجنوب الأفريقي.
بينما سعى الرجاء إلى مواصلة نتائجه الإيجابية، منذ فوزه بالسوبر الأفريقي على حساب الترجي التونسي، إذ تمكن من تحقيق خمس انتصارات متتالية في البطولة مكنته، من احتلال الوصافة التي تضمن له المشاركة في دوري أبطال أفريقيا، كما أحيت آماله في المنافسة على اللقب، وفي حالة فوزه في “الديربي” وتخطى الحسنية في اللقاء المؤجل، كان سيسمح له بتقليص الفارق إلى ثلاث النقاط.
كل هذه الحسابات المعقدة، خيمت على أجواء المباراة، وعلى عكس مواجهة الذهاب التي اتسمت بالحذر الشديد والحيطة من الطرفين، فقد دخل الطرفان بسرعة في صلب الموضوع، مع أفضلية نسبية للوداد الذي ضغط على معترك الرجاء باعتماد التمريرات العرضية الطويلة، وكان السابق للتسجيل في مناسبتين.
إلا أن هذا لم يمنع الرجاء من العودة في النتيجة، مما ميز هذه النسخة من مباريات الديربي، والذي جاءت وعلى غير العادة خلال السنوات الأخيرة قوية، ندية، ومثيرة، كما لم تخلو من لقطات ممتعة سواء كانت فردية أو جماعية، مما خلف ارتياحا وسط الجمهور الرياضي، سواء الذي حضر للملعب، أو الذي تابع المباراة عبر القنوات التلفزية سواء الوطنية أو الأجنبية.
قدم الفريقان معا كل ما يتطلبه ديربي من هذا المستوى، رغم الاكراهات والحيثيات التي رافقته، كما حضر الجمهور وكالعادة، بكل أدوات التشجيع والإبداع على المدرجات، أما التحكيم، وبالرغم من المؤاخذات المتعددة حول تحكيم رضوان جيد ومساعديه، فان ابن مدينة أكادير، كان وكالعادة في الموعد، واستعمل كل تجربته وخبرته في قيادة المقابلة بدون احتجاجات كثيرة ولا ردود فعل غاضبة.