بقلم - سعيد بلفقير
لن تفهم العلاقة التي تجمع أبناء الحي المحمدي بفريقهم "الطاس" إذا لم تسكن واحدا من أحيائه، إذا لم تحضر واحدة من مباريات "البيضا" بملعب الطاس أو ملعب العربي الزاولي، إذا لم تثرك تلك الجموع المتراصة تحث السير حيث العشق بالانتظار، بعضها يخرج من أزقة درب مولاي الشريف وبعضها من درب السعد وسوسيكا وبعض آخر من دار الامان وآخرون رمتهم صروف الدهر بعيدا عن الحي وما يزال "الحي" حيا في دواخلهم وإن هجروا بيت الطفولة لكن الطاس بيت العمر ما زال هناك.
الطاس، حديث أبناء الحي المحمدي الذي لا ينتهي، حكايا الشيوخ يمتزج فيها هز الشباك بصوت الرصاص، كيف لا والمقاومة ولدت في حضن"كاريان سنطرال"، كما ولد الطاس فريقا لا يشبه غيره.
هنا في دروب الحي المحمدي تسمع سيلا من حكايات زمن حالم لا فرق فيها بين الحقيقة والاسطورة.
هنا ستسمع عن (بؤسا) اللاعب الذي موه خصما أمامه دون أن يلمس الكرة فأصيب بالحوَل، ستسمع عن كتيبة عندما تطأ ملعب الطاس، يسأل المريدون : بكم سوف ننتصر؟ لامجال للهزيمة مع"البيضا".
هنا في الحي المحمدي سيحكون لك عن العربي الزاولي، الرجل الذي يملك من الفراسة القدر المهول، ستسمع كيف كان با عروب يفتي في أمر لاعب قبل أن يراه يلعب، فمشيته تقول كل شيء حسب با عروب.
هنا في الحي المحمدي الحياة بسيطة جدا، دندنة على مقام الغيوان، وحديث عن الطاس.
الطاس حكاية مختلفة تماما، عشق يسمو لمراتب العقيدة، فكل شيء هنا يناقش إلا هذا الابتلاء الجميل