بقلم - محمد الروحلي
تأهل تاريخي لفريق الوداد البيضاوي لنهائي مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، بعد تعادل مثير خارج الميدان وأمام أقوى فريق في المسابقة هذا الموسم، نادي ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي، صاحب النتائج الكبيرة والقوية كان أبرزها الفوز على أرضه ضد نادي الأهلي المصري بخمسة أهداف. رحلة الوداد إلى آخر نقطة بالقارة السمراء بعد 26 ساعة من الطيران، للدفاع عن الفارق الصغير المحقق في مباراة الذهاب بالرباط (2-1)، نتيجة وإن كانت في صالح الفريق المغربي، فإنها تبقي على كامل الحظوظ بالنسبة لصانداونز، وهدف واحد فقط يعبر بالفريق الأصفر نحو المباراة النهائية.
البياض هي النتيجة التي انتهت بها موقعة ملعب “لوفتوس فيرسفيل”د ببريتوريا، إذ مرت دقائقها صعبة على القلوب، شدت أعصاب الجميع، وكانت الثواني تسير وكأنها ساعات طوال، واللحظة التي تمناها الجميع هي الصافرة النهائية للحكم، وكانت الفرحة الكبرى لدى سماعها.
لعب الوداديون مباراة بطولية، قاتلوا بشراسة، رغم الغيابات والظروف الصعبة التي جرت فيها المباراة، لكن الشعار الذي آمن به الجميع هو تحقيق التأهيل من قلب بريتوريا.
تفوق المدرب التونسي فوزي البنزرتي تكتيكيا، واستطاع قراءة الخصم والمباراة بطريقة جيدة، وأغلق الممرات، وأبطل مفعول الخصم، وحاصر نقط قوته، ولم يكن مغامرا عندما فضل فتح اللعب، وقال للمدرب بيتسو موسيماني “هاتي ما عندك، فأنت المطالب بفتح اللعب وأخذ المبادرة تفضل” …
كان الهاجس التكتيكي هو المسيطر على تفكير المدربين معا، وعلى هذا الأساس لم تكن هناك فرص كثيرة للتسجيل، وحتى الفريق الخصم فضل عدم المغامرة كثيرا، ولعب بحذر في أغلب أطوار المباراة، لعلمه المسبق أن أي مغامرة قد تكون نتائجها وخيمة، بالنظر لكون لاعبي الوداد يجيدون المرتدات الهجومية الخاطفة، خاصة بوجود السريع بديع أووك.
كانت أخطاء لاعبي الوداد قليلة، والخطأ الوحيد الذي كان سيكون مكلفا هو عدم تفوق المدافع أشرف داري في إبعاد الكرة وسط الدفاع، لكن الغريب حقا هي الطريقة التي أضاع بها بابا توندي فرصة سانحة كانت ستريح كل مكونات الفريق الأحمر، وتقتل المباراة في دقائق حاسمة وصعبة.
صمود الوداديين أربك فعلا صانداوز، إذ فوجئ لاعبوه بالقتالية التي أبان عنها رفاق صلاح الدين السعيدي طيلة أطوار المواجهة، مما جعل لاعبي الفريق المحلي يدخلون في مرحلة عصيبة، نتج عنها تدخلات خشنة وسلوكات غير مقبولة.
تخوف الجميع من أداء الحكم الأنغولي هيلدر مارتينز، نظرا لسجله السلبي من حيث ارتكاب أخطاء فادحة، والتي ذهب ضحيتها فريق حسنية أكادير ضد نادي الزمالك المصري ضمن مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، لكنه هذه المرة قدّم مباراة رائعة جدا، وأدار المباراة باقتدار وإنصاف ولم يتأثر بالضغط الجماهيري، صحيح أنه قدم إنذارات بعضها مجاني للاعبي الوداد، لكن على العموم قدم مباراة في المستوى.
سيلتقي الفريق الأحمر في المباراة النهائية في 24 و31 من الشهر الجاري، في مواجهة مغاربية خالصة، ضد نادي الترجي التونسي الذي تأهل على حساب نادي مازيمبي الكونغولي، مواجهة ستكون بدون شك صعبة وقوية ومثيرة، وسط أجواء رمضانية بين فريقين يمران بفترة مهمة من تاريخهما …
عن صحيفة بيان اليوم المغربية