بقلم : محمد الروحلي
بهدف رائع من ضربة خطأ مباشرة نفذها بكثير من الحرفية اللاعب أمين تيغزوي، في الدقيقة 87 من عمر مقابلة مثيرة، توج فريق الوداد البيضاوي أول أمس السبت بكأس السوبر الإفريقي على حساب نادي تي. بي. مازيمبي الكونغولي.
هدف وحيد فقط كان كافيا لأبطال إفريقيا لتأكيد الزعامة، حتى لو كان على حساب فريق قوي سيطر لسنوات طويلة على منافسات الأندية الإفريقية، والذي سبق له أن وقع على حضور لافت بمونديال الأندية، ولعل أبرز نتيجة حققها كانت الوصول إلى المباراة النهائية خلال النسخة السابعة سنة 2010 بالإمارات العربية المتحدة، وخسرها أمام نادي أنتر ميلانو الإيطالي بثلاثية نظيفة.
مشاكل عدة عاشها الوداد منذ العودة من مونديال الأندية بالإمارات نهاية 2017، والتي نتج عنها تغيير الطاقم التقني بكامله، وتعويضه بآخر يقوده شيخ المدربين التونسي فوزي البنزرتي، والتخلي عن بعض اللاعبين الذين اعتبروا بالأمس القريب لاعبين أساسيين، والتعاقد مع آخرين لازالوا في حاجة إلى الكثير من الوقت من أجل التأقلم واستعادة إيقاع المنافسة الرسمية، أضف إلى ذلك حصد مجموعة من النتائج السلبية بمنافسات البطولة الوطنية، عوامل سلبية أدخلت حقيقة الفريق الأحمر في دوامة من الشك والريبة.
ورغم كل هذه العوامل الصعبة وغير المشجعة تماما، بدأ الفريق البطل تدريجيا في استعادة مستواه السابق، والذي أهله لاحتلال مركز الزعامة وطنيا وقاريا، إذ استطاع وضع حد لسلسة نتائجه السلبية بمنافسات البطولة الوطنية، ليعود لسكة الانتصارات، وذلك بتحقيق نتائج جيدة، ولعل أهمها الفوز الكاسح على حساب الفتح الرباطي بالرباط (4-2).
ومنذ التحاق البنزرتي بالإدارة التقنية للوداد، لوحظ تغيير إيجابي في عطاء بعض اللاعبين، خاصة الذين كانوا مجرد احتياطيين في عهد الحسين عموتة، ولعل أبرزهم أمين تيغزوي الذي تحول إلى عنصر ارتكاز في الخط الأمامي للفريق، بالإضافة إلى النيجيري شيسوم شيكاتارا المهاجم المزاجي، والذي من الممكن أن يعود لمستواه السابق، لو بذل مجهودا أكبر، وتحلى بالرغبة الحقيقية في كسب رسميته.
ولا يمكن الحديث عن ليلة التتويج دون الوقوف وقفة تقدير وإكبار للدور الذي لعبه الجمهور، والذي حضر بكثافة وشجع وساند وقاد لاعبي فريقه لتحقيق الفوز، رغم صعوبة المواجهة والاستماتة التي أظهرها الفريق الكونغولي المتمرس طيلة أطوار المباراة.
إذن كانت الثالثة ثابتة للوداد في كأس السوبر، بعد إخفاق سنتي 1993 ضد نادي أفريكا سبور الإيفواري بالضربات الترجيحية، بعد انتهاء المباراة التي جرت بأبيدجان بهدفين لمثلهما، وسنة 2003 ضد نادي الزمالك المصري بالقاهرة، فاز خلالها الفريق المحلي بثلاثة أهداف لواحد، ولأن الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت، فإن الوداد الطامح دائما للتألق في المواعيد الكبيرة، يعلن بتتويجه هذا أنه قادم للمنافسة مرة أخرى على مركز الريادة الإفريقية.