بقلم - روز نصر
لربما يحمل فصل الخريف في ثناياه و جوه المتقلب بعد ليالي الصيف الدافئة، كآبة للبعض خصوصاً مع تساقط الأوراق الخضراء التي عشقنا جمالها و انسجامها مع ألوان الحب الكرزية و المشمشية و رائحة الياسمين المتناثرة على شرفات المنازل و أرصفة الطرقات.
و لربما يشعر البعض بغربة السفر و الحنين المغزول بأيدي الأمهات لملابس الصوف الشتوية المطوية بين رفوف الخزائن، عند استخراجها لاستقبال برودة الخريف و أمطار الشتاء.
إلا أنني أحب الصيف و أعشق الشتاء، وبالرغم من أسفي على تساقط أوراق الشجر في الخريف إلا أنني أنظر إلى تدرج ألوانها وجماليتها خصوصا لعدسة الكاميرا، أكره صوت صفير الهواء ويتسلل إلى داخلي خوف غير مبرر يشعرني أن ثمة "وحش" يقف متخفيا خلف تلك العواصف، ومع عدم قناعتي بالرجوع للخلف حتى بعقارب الساعة إلا أنني أبرر لليل حقه بزيارتنا المبكرة وفضله علينا بالتجمع مع العائلة على رائحة الكستنا و دفئ الشاي مع الميرمية واكتشاف مواقف وقصص حدثت ربما في الصيف و انصهرت بحرارة الشمس قبل مرورها على أسماعنا... إنه الشتاء وصوت المطر والحب في الليالي الطويلة.
و بالرغم من أننا في تشرين "نودع العنب و التين" إلا أننا نستقبل بفرح حبات الرمان الوردية و موسم الزيتون بلذة قطافه و رائحته المرتبطة بالأرض و السلام.