تجربة مغربية ضد التطرف
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

تجربة مغربية ضد التطرف

المغرب اليوم -

تجربة مغربية ضد التطرف

بقلم - ادريس الكنبوري

لا شك أن تطرف بعض الشباب وراءه الشعور بأن الأئمة الموجودين في محيطه لا يقدمون له ما يتجاوب مع تطلعاته، الأمر الذي يدفعه إلى البحث في مواقع أخرى.

ليست ظاهرة التطرف في أوروبا ناجمة فحسب عن أساليب واستراتيجيات الاستقطاب التي تنهجها الجماعات التكفيرية المتشددة تجاه أبنـاء الجاليات المسلمة، بغرض سلخها عن دينها واقتلاعها من محيطها، بل هي ناجمة، وبشكل أساسي، عن غياب وضعف الوسائط الموجودة وعدم قدرتها على تقديم عرض ديني وثقافي لديه الفاعلية لتوفير الحصانة للشباب المسلم، وعلى الانخراط في صفوف الجالية بطريقة تجمع بين أساليب الحداثة الموجودة في البلدان الأوروبية والأسس الدينية المرتكزة على التسامح والتعايش مع الآخر وبناء جسور الحوار.

ويكمن جانب من الفشل، الذي تستغله الجماعات المتطرفة والتكفيرية لصالحها، في أن العديد من المؤطرين الدينيين والمسؤولين عن تصريف الخطاب الديني في أوروبا يشكون من غياب التكوين، وضعف الانفتاح على الثقافات المحلية، والاستيعاب الفعلي للغة، قانعين باللغة العربية كأداة للتخاطب مع المسلمين، كما لو أنهم في جزيرة معزولة، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج عكس المطلوب، بل إنه يجعل المسؤولية مضاعفة، إذ لا يصبح الأمر مرتبطا فقط بنشر ثقافة الاندماج والتعايش والانفتاح لدى أبناء الجالية، بل كذلك بضرورة إدماج المؤطرين الدينيين المفترض فيهم أن يكونوا مسؤولين عن نشر تلك الثقافة، ودفعهم إلى الانفتاح على المحيط السوسيوـ ثقافي الذي يعملون فيه.

إن وضعا مثل هذا يقود إلى مزالق خطيرة على صعيد الخطاب الديني المروج له، فالانكماش حول المفاهيم التقليدية للتدين، نتيجة تشرب الثقافة الدينية في المجتمعات المحلية، والحفاظ على البيداغوجيا الكلاسيكية التي نراها منتشرة في المساجد الموجودة في المنطقة العربية، والنظر إلى المشكلات الدينية باعتبارها مشكلات متشابهة بين المجتمعات المحلية والمجتمعات الأوروبية، كل ذلك يصبح نتيجة لانعدام الانفتاح على الثقافة واللغة في المجتمعات الأوروبية التي لها سياقاتها وظروفها.

وقد أدرك المغرب الذي يسعى إلى أن يقدم نموذجا فريدا في الخبرة الدينية داخل أوروبا في أوساط جاليته، أن الأسلوب القديم المبني على إرسال أئمة ومرشدين دينيين بشكل موسمي إلى البلدان الأوروبية لتأطير الجالية لم يعد أسلوبا مجديا، في ظل التحولات العميقة التي يشهدها الحقل الديني في الغرب.

فهؤلاء الأئمة ما إن تطأ أقدامهم أرض البلد الأوروبي حتى يعتقدوا بأن ما هو مطلوب منهم هو نفسه ما كان مطلوبا منهم في المغرب، بل إن عددا كبيرا منهم -بحكم الخبرة الطويلة- يصبح مبرمجا على منهجية معينة في الوعظ والخطابة يصعب عليه التخلي عنها أو استبدالها، زد على ذلك افتقاده إلى هضم القيم الثقافية والاجتماعية في البلد المضيف، وعدم معرفته بلغته المحلية.

وبهدف إحداث نقلة نوعية في أسلوب التكوين والتأطير الديني، أطلق المغرب تجربة جديدة ترمي إلى تكوين الأئمة والمرشدين داخل أوروبا، ممن نشأوا أو عاشوا طويلا في المجتمعات الأوروبية، وتعليمهم اللغة المحلية والثقافة السائدة لكي يصبحوا جزءا من المجتمع الذي يشتغلون فيه.

بدأت هذه التجربة في ألمانيا كخطوة أولى، على أن تليها بلدان أوروبية أخرى توجد بها جاليات مغربية مهمة، مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا.

وأشرف على هذا المشروع، مجلس الجالية المغربية في الخارج، بالشراكة مع المراكز الثقافية التابعة لمؤسسة غوته لتعليم اللغة الألمانية. وقال عبدالله بوصوف، أمين عام المجلس، خلال تقديم حصيلة المشروع في فرانكفورت، إن هذا المشروع هو الأول من نوعه في أوروبا، وسيكون نواة لتجارب لاحقة “لأننا نريد أن يقوم الإمام بالأدوار المنوطة به في تناسق مع المجتمع، لاعتقادنا بأنه لا تنافر بين الإسلام وبين قيم المجتمعات الغربية التي يتواجد فيها”.

ومن شأن هذه التجربة أن توفر أئمة ومرشدين لديهم القدرة على امتصاص الثقافة المحلية في البلد الذي يعملون فيه، بحيث يصبحون أكثر قربا من الحاجيات اليومية للشباب المهاجر، وأكثر دراية بالمشكلات المحلية بما يدفعهم إلى بلورة حلول واقتراحات وفقا للتقاليد السائدة والأعراف المحلية كنوع من الاجتهاد العملي الذي يأخذ بعين الاعتبار معطيات المكان الذي تتحرك فيه الفتوى، إذ لا شك أن تطرف بعض الشباب وراءه الشعور بأن الأئمة الموجودين في محيطه لا يقدمون له ما يتجاوب مع تطلعاته، الأمر الذي يدفعه إلى البحث في مواقع أخرى، ولذلك فإن الغرض الأساسي من المشروع يكمن في إعادة توطين صورة الإمام في مخيال الشباب المهاجر. ذلك يتطلب وقتا لكن البداية خطوة على طريق النجاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة مغربية ضد التطرف تجربة مغربية ضد التطرف



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib