ثلاث ملاحظات نقدية على هامش مؤتمر التوحيد والإصلاح
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

ثلاث ملاحظات نقدية على هامش مؤتمر التوحيد والإصلاح

المغرب اليوم -

ثلاث ملاحظات نقدية على هامش مؤتمر التوحيد والإصلاح

توفيق بو عشرين

تستعد حركة التوحيد والإصلاح لعقد مؤتمرها الخامس نهاية الأسبوع الجاري، وهي مناسبة للإطلالة على البيت الداخلي لهذه الحركة التي يرى فيها البعض أنها ذراع دعوي لحزب العدالة والتنمية

 ويرى فيها آخرون الحاضنة الأساسية لإسلاميي الحكومة والبرلمان، ويرى فيها آخرون امتدادا فكريا وعقديا للتيارات الأصولية العالمية، بينما هي تعرف نفسها بأنها إطار مدني مغربي يروم الإصلاح الديني والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة...

 ولدت حركة التوحيد والإصلاح سنة 1996 من رحم تجمع وحّد عددا من الحركات الإسلامية الصغيرة (حركة الإصلاح والتجديد ورابطة المستقبل الإسلامي التي بدورها جمعت شتات ثلاث جمعيات إسلامية وهي: الشروق بالرباط والدعوة بفاس والجمعية الإسلامية بالقصر الكبير).

وصاغ مشروع الحركة طرفان رئيسان؛ الأول هو أحمد الريسوني ومن معه، والذي وضع الأسس الفكرية لنمط من الفكر الديني المقاصدي والوسطي المعتدل، الذي بدأ يفكر في الأسئلة الدينية لأول مرة باستقلال نسبي عن الفكر المشرقي، والطرف الثاني هو بنكيران ومن معه، والذي صاغ المشروع السياسي للحركة، وهو مشروع إصلاحي وليس ثوريا، توافقي وليس صداميا، اختار العمل مع القصر لا ضده، وممارسة السياسة، ولو في باحة صغيرة، على الدخول في صراع مع الملكية.. هذا المشروع هو الذي تحول فيما بعد إلى حزب العدالة والتنمية وهو ما عليه اليوم...

لما دخل «الإخوان» إلى حزب عبد الكريم الخطيب انتبهوا إلى أن دخول السياسة في المغرب يقتضي إحداث نوع من التمييز بين الدعوي والسياسي، أي بين السياسة وصراعاتها والدين وحرمته، أي أن نوعا من العلمانية اللينة أو «المؤمنة» ضروري لكي لا يعيدوا أخطاء الإسلاميين في مصر والجزائر وسوريا والسودان... كان هذا التمايز في الوظائف والرموز والخطاب قفزة نوعية في الفكر الحركي والسياسي للإسلاميين الذين ولدوا في رحم فكر سيد قطب والمودودي وحسن البنا والخميني الذي ينظر لمقولة: «الإسلام دين ودولة». اليوم بعد 18 سنة من ولادة هذه الحركة لا بد من إبداء ثلاث ملاحظات نقدية على عملها وفكرها وخارطة طريقها للمستقبل.

أولا: مع كل النجاحات التنظيمية والفكرية التي حققتها الحركة، حيث تحولت إلى فاعل ديني مؤثر في الساحة، فإنها مع ذلك مازالت لم تتحول إلى حركة إسلامية مدنية منفتحة على كل أطياف المجتمع. إلى الآن الحركة لها زبون واحد هو حزب العدالة والتنمية، ولا علاقة تربطها بباقي الأحزاب والجمعيات والإطارات الأخرى، أي أنها حركة لم تخرج من «القوقعة الإخوانية» التي طبعت الإسلاميين في المغرب، في حين أن ميثاقها كان يطمح إلى تأسيس حركة دينية مدنية تشتغل على الإصلاح الهادئ في التربية والتعليم والأخلاق العامة وترشيد الحالة الدينية، وهذه أهداف كبرى يجب أن تتحقق في شراكة مع كل الأطراف لا مع حزب العدالة والتنمية لوحده.

ثانيا: كان المؤمل أن تلعب حركة التوحيد والإصلاح دورا فكريا تجديديا وتنويريا، وأن تبتعد بالحالة الدينية المغربية عن المؤثرات السلفية والوهابية والإخوانية القادمة من المشرق، وأن تؤسس لنمط من التدين المغربي الذي ينهل من الفكر المقاصدي ومن إسهامات علال الفاسي والمختار السوسي وشيخ الإسلام محمد بالعربي العلوي، وغيرهم من رموز الدعوة الإصلاحية المغربية قديما وحديثا، لكن الحركة مازالت اليوم بعيدة عن هذا الدور، حيث إن آثار الفكر السلفي المنغلق مازالت مترسبة في عقول الكثير من أفرادها لاستغراقهم في التنظيم وابتعادهم عن الفكر والعلم والبحث والحوار مع المرجعيات الفكرية الأخرى. لقد رأينا في تونس، مثلا، كيف أن حركة النهضة أحدثت ثورة في فكر الإسلام السياسي، وكيف أنها ابتلعت دون صعوبة مبدأ حرية العقيدة أثناء وضع الدستور الجديد، وكيف أن حركة التوحيد والإصلاح عارضت بشراسة هذا المبدأ في سنة 2011، إبان وضع الدستور المغربي. هذا مثل واحد فقط، وإلا لمن أراد أن يعرف ترسبات الفكر السلفي التقليدي في المرجعية الفقهية للحركة أن يطلع عما كانت جريدة التجديد تنشره من فتاوى وآراء فقهية، وهذا يؤثر ليس فقط في الحالة الدينية في المغرب، بل كذلك في السلوك السياسي والتشريعي للحزب الأول في البرلمان، الذي يجد صعوبات كبيرة في التكيف مع بعض المطالب الحقوقية نظرا إلى مرجعيته الفقهية التقليدية (زواج القاصر، عقوبة الإعدام مثلا).

ثالثا: إذا كان حزب العدالة والتنمية قد نجح، نسبيا، في الابتعاد عن المجال الدعوي، خصوصا عندما دخل إلى الحكومة، فإن الحركة لم تتخلص من هواجس السياسة الحزبية بعد، وإلى الآن يجد أعضاؤها أنفسهم متورطين في نقاشات حزبية بحتة، وبنزعة صدامية واضحة أحيانا، وإلى الآن يقفون صفا مرصوصا خلف حزب العدالة والتنمية، ولا ينتقدونه أبدا، لا في المعارضة ولا في الحكومة، ويتصرفون كذراع دعوي أو سياسي للحزب، كما أن الحركة لا تبدي أي اتجاه نقدي إزاء سياسة الدولة، وخاصة في الحقل الديني، وتتصرف كفاعل سياسي مطوق بواجب التحفظ وضرورات التوافق مع الدولة حول الكثير من القضايا الحساسة. يجب أن تتحرك حركة التوحيد والإصلاح كفاعل مدني مستقل عن كل الأطراف السياسية، وأن تشارك في ترشيد الحالة الدينية بفكر مستنير وجريء يتوافق مع العصر...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث ملاحظات نقدية على هامش مؤتمر التوحيد والإصلاح ثلاث ملاحظات نقدية على هامش مؤتمر التوحيد والإصلاح



GMT 19:55 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 19:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:51 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 19:49 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 19:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 19:44 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib