داعش محاولة للفهم
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

داعش.. محاولة للفهم

المغرب اليوم -

داعش محاولة للفهم

توفيق بو عشرين

عندما وضعوا حبل المشنقة حول عنق صدام حسين رفض أن يضع رأسه في كيس أسود، وفضل مواجهة الموت بوجه مكشوف، فاقترب منه شاب من أتباع مقتدى الصدر يحمل هاتفا بكاميرا وقال له:

 «إلى الجحيم يا صدام»، فرد عليه هذا الأخير ببرودة أعصاب غريبة وقال: «الجحيم هو الذي سأترككم فيه بعد موتي»...

تخوض مليشيات داعش، أو الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حروبا شرسة ضد أربعة جيوش في وقت واحد. تخوض قوات «أمير المؤمنين» أبي بكر البغدادي حربا ضد الجيش السوري في شمال سوريا والمناطق المحررة، وحربا ضد جيش نوري المالكي في العراق، حيث استولت على ثالث أكبر المحافظات في البلاد (الموصل)، ووضعت يدها على أكبر سد في العراق، وتخوض داعش حربا ثالثة ضد قوات البشمركة في كردستان، التي كانت، قاب قوسين أو أدنى، من إعلان الاستقلال عن العراق المجروح، لكن البغدادي صرفها عن هذا الهدف، وطرد النوم من عيني البرزاني، كما تخوض داعش حربا أخرى مع الطائرات الأمريكية من الجو التي رجعت إلى السماء العراقية بعد أن انسحبت منها قبل ثلاث سنوات، وتعهد أوباما بالابتعاد عن الحروب لكنه يضطر إلى الرجوع إليها الآن.

شهية داعش مازالت مفتوحة، فبعد أن تمددت في العراق وسوريا بسهولة وكأنها سكين في قطعة حلوى، وبعد أن صار للبغدادي بيت من المال مملوء بالدولار والنفط والماء، وآلاف المقاتلين من أكثر من 40 جنسية، ها هو داعش، التنظيم الأكثر وحشية في المنطقة، يهدد اليوم السعودية من الحدود الشمالية مع العراق، ويهدد مصر من البوابة الليبية، حيث يشتغل لإقناع المجموعات الأصولية المتطرفة هناك بمبايعة «أمير المؤمنين البغدادي» الذي صار زعيما للشباب الأصولي المتطرف واليائس، ولم يعد يغري المقاتلين بالشهادة والجنة والحور العين في الآخرة، بل صار يصرف رواتب وأعطيات وأموالا مغرية في الدنيا قبل الآخرة، ويطلق يد أتباعه في السبايا والغنائم والثأر والانتقام والتنفيس عن كل العقد بما لا يستطيع أي جيش نظامي أن يسمح به.

السؤال الذي يحير الخبراء والمتابعين لهذه الظاهرة الغريبة هو: كيف استطاعت مليشيات داعش أن تهزم في أيام جيش المالكي الذي دربته وسلحته القوات الأمريكية، وأن تهزم قوات البشمركة في أيام وهي القوات المدربة أمريكيا وإسرائيليا منذ سنوات، وأن تصمد في وجه الجيش السوري المدعوم من إيران وروسيا وحزب الله؟

وجهت هذا السؤال إلى أكثر من عراقي وسوري وخبير في شؤون المنطقة التقيتهم أو تحدثت معهم على مدى الأسابيع الماضية، وقرأت مقالات ودراسات وتقديرات ومواقف عدة، وخرجت بأربعة تفسيرات لظاهرة داعش، أعرضها عليكم دون الحكم على صوابها من عدمه.

البعض يقول إن السبب هو ضعف العقيدة العسكرية لدى الجيش العراقي الذي بني على أسس طائفية، لهذا فر من وجه داعش من اليوم الأول للقتال. ليس السلاح من يقاتل ولا المعدات ولا المال، الذي يقاتل رجال مؤمنون بالمعركة ومستعدون للموت من أجل فكرة أو قناعة أو وطن أو هدف، وهذا ما يفتقده جيش المالكي، المشكل أساسا من مليشيات شيعية كانت تعيش في إيران لسنوات، ودخلت في موكب أمريكي إلى العراق بعد احتلاله، وسعت إلى الانتقام من السنة. الطائفية تستطيع أن تصنع حزبا أو جماعة أو مليشيا لكنها لا تصنع جيشاً وعقيدة قتالية.

والبعض يقول إن سر قوة داعش كامن في الرعب الذي بثته في نفوس خصومها منذ سنتين من خلال أعمالها الوحشية، وسياسة قطع الرؤوس وتسويق الجرائم البشعة عبر اليوتوب، حتى إن أعداءها أصبحوا مرعوبين منها حتى قبل وصولها إليهم، وهذه استراتيجية عسكرية قديمة، حيث يعمد قياد الجيش إلى صدم العدو نفسيا بأعمال وحشية قبل بداية المعركة من أجل هزمه سيكولوجيا قبل هزمه ماديا. إنه تكتيك حربي جربه هانيبال وألكسندر وهولاكو وغيرهم قديما وحديثا.

رأي آخر يقول إن قوة داعش ليست ذاتية، وليس مصدرها فقط آلاف المقاتلين الأصوليين الذين جاؤوا من كل أرض يبحثون عن الخلافة الإسلامية الموعودة، بل إن قوة داعش كامنة من عنصرين أساسيين: الأول، ضباط البعث وجنرالات صدام حسين الذين طردوا من الجيش واعتقلوا في سجون الاحتلال الأمريكي ومعتقلات المالكي، وها هم يرجعون بلحى وعمائم للانتقام من المليشيات الشيعية والنفوذ الإيراني عن طريق الدخول تحت عباءة داعش، وتقديم خبراتهم العسكرية ومعرفتهم بأرض المعركة للتنظيم الجديد. العنصر الثاني الذي قوى داعش في العراق هو احتضان الأوساط السنية لهم لإحساسها بأن دولة العراق صارت دولة مليشيات وطوائف وتعصب، وأن الذي سيحمي العراقي السني من العراقي الشيعي والإيراني ليس القانون ولا مؤسسات الدولة ولا الغرب المنافق، بل فقط تنظيم أصولي سني لا يعرف الرحمة. إنه قانون الردع الطائفي الذي أصبح هو القاعدة بعد انهيار الدولة الوطنية.

فيما يرى آخرون أن قوة داعش نابعة من ضعف الدولة العربية، ومن الفوضى غير الخلاقة التي ضربت المنطقة منذ احتلال العراق وإلى اليوم. نجم داعش صعد لأن سوريا دخلت إلى الحرب الأهلية، ولأن العراق دولة فاشلة، ولأن ليبيا على أبواب أن تفقد كل معالم الدولة لتلتحق بالصومال (la somatisation)، حيث لا دولة ولا جيش ولا إدارة، بل سوق حرة للاتجار في السلاح والقرصنة والسلع المهربة والمليشيات العابرة للحدود والمخاطر من كل نوع...

اليوم ليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان كلها دخلت إلى خانة الدول الفاشلة، في حين تقف الدول الأخرى على الأبواب، فلماذا لا ينشر الدواعش أجنحتهم بعد أن وجدوا المال الخليجي وفيرا والفوضى في كل مكان والسلاح لمن يستطيع حمله...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش محاولة للفهم داعش محاولة للفهم



GMT 19:55 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 19:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:51 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 19:49 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 19:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 19:44 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib