الدولة وجلد الثعبان
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الدولة وجلد الثعبان

المغرب اليوم -

الدولة وجلد الثعبان

بقلم ـ توفيق بو عشرين

يحكي آخر رئيس للاتحاد السوفياتي، ميخائيل غورباتشوف، في مذكراته واقعة تستحق أن تروى وتدرس يقول: (إن انهيار الشيوعية لم يبدأ بسقوط جدار برلين سنة 1991، بل بانهيار المفاعل النووي في تشرنوبيل قبل ذلك بخمس سنوات (1986). إن الكارثة التي نتجت عن تشقق مفاعل تشرنوبيل فتحت الباب للتعبير عن الحقائق، وأصبحت حقيقة تجر إلى أخرى، مثل انهيار جليدي هائل.

لقد تبين أن النظام القادر على بناء مفاعل نووي ضخم، غير قادر على سد ثغرة صغيرة داخله، كانت تهدد كييڤ عاصمة أوكرانيا. إن السويد البلد الصغير في شمال أوروبا هي التي أخبرت موسكو بالإشعاع النووي، الذي وصل إلى أراضيها قبل يوم ونصف من إدراك السوفيات لحقيقة ما جرى. ولما بدأ الخبراء السوفيات في مكافحة التسرب أخطؤوا عندما رشوا المصانع بالمياه لتبريدها، فكان أن تلوثت مياه الأنهار وامتدت الآثار المدمرة إلى بلدان بعيدة مثل تركيا، حيث تسممت الأراضي والمواشي. المكتب السياسي للحزب الشيوعي لم يكن يدرك حقيقة الأمر، والصحف السوفياتية لم تنشر الخبر، لأن الصحافة كانت مراقبة… الكارثة فتحت المجال لحرية التعبير، والتفكير في هذا النظام الذي يرعب الغرب، وهو غير قادر على سد ثغرة صغيرة في بيته النووي).

بقية القصة معروفة، حيث لم ينفع مشروع (البريسترويكا) في إصلاح ما أفسدته عقود من البيروقراطية والاستبداد وجمود نظام لم يتكيف مع أحوال العصر، حتى تشمع وتيبس وأصبح الاقتراب منه لتعديله أو تقويمه أو إصلاحه شبه مستحيل، فانتهى إلى الانهيار…. أخطر شيء يمكن أن يقع في أي دولة أو نظام أو سلطة هو الجمود، وعدم القابلية للإصلاح، وعدم القدرة على التكيف، وإخراس أفواه الصحافة وجعل مصالح الأشخاص فوق مصالح الدولة، وجعل الحاضر ماضيا والمستقبل حاضرا…

(الحقيقة عابرة سبيل ولا أحد يستطيع اعتراض سبيلها)، كما يقول إيميل زولا، ومهما غطت الدول والأنظمة والحكومات على الحقائق في بلدانها، فلا بد أن يأتي يوم تظهر فيه إلى العلن، وتخرج إلى الشارع، سافرة الوجه، عارية الجسم تلقي بما في بطنها في وجه الجميع، أحب من أحب وكره من كره…

في الأنظمة الديمقراطية الدولة الحديثة مثل الثعبان تغير جلدها كل أربع أو خمس سنوات، فتتخلص من ضعفها وتواجه حقائقها وتنحني أمام غضب الناس من حكوماتها، عن طريق صندوق الاقتراع، الذي يفتح المجال للتناوب الحقيقي على السلطة، بين الأحزاب السياسية، حيث يتقاعد من يحكم، ويصعد من يعارض في تناوب سلس على إدارة السلطة والمال والجاه، دون المساس بالدولة ومؤسساتها ودستورها وأعرافها واستقرارها… الدول الديمقراطية لا تحتاج إلى ثورات، ولا إلى انقلابات، ولا إلى عواصف تأتي على الأخضر واليابس. كل أربع سنوات يذهب الناخب إلى صندوق الاقتراع، وهناك يعاقب النخبة الحاكمة والسياسة القائمة والاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية التي لا ترضيه، أو بالعكس يزكيها ويطيل عمرها إن كان راضيا عنها إلى إشعار آخر…

بهذا المعنى، الدولة الحديثة دولة غير خلدونية، لا تمر بأطوار الولادة والصعود والنزول، فلا عصبية قبلية أو دينية داخلها تقوى وتضعف مع الأيام، الدولة الحديثة تغير السياسة لا النظام، وتغير الأشخاص لا المؤسسات، وتغير الأثاث لا المنزل، والذي لا يستطيع صندوق الاقتراع تغييره، تقوم وسائل الإعلام والمجتمع المدني ومؤسسات الحكامة والقضاء المستقل به، في إطار توازن السلط، بفتح النظام السياسي على مدخلات جديدة لإنتاج مخرجات جديدة، تعبر عن حركية المجتمع، وثقافته ومصالحه وتطوره وغضبه وآماله… هذا النموذج الذي نراه اليوم في جمهوريات وملكيات في أوروبا وفي أمريكا وبعض دول آسيا.

نموذج لم يولد من عدم، ولا نزل من السماء، سبقته حروب وصراعات وانقلابات ومجاعات وضحايا وثورات علمية وسياسية وفكرية وفلسفية، حتى استقر على النحو الذي نراه اليوم، كثمرات للحداثة السياسية، وللدولة الحديثة التي تبنى على قوة الشرعية، وليس على شرعية القوة وخدمة الدولة للمواطن، وليس خدمة المواطن للدولة… إنه نظام غير مثالي وفيه عيوب كثيرة لكنه الأفضل بين كل الأنظمة السيئة الأخرى وأولها الاستبداد.
كما أننا لن نخترع العجلة من جديد اليوم، لأنه سبق اختراعها. لا يجب ولا يحق ولا يجوز لأحد أن يخترع نظاما سياسيا وإدارة حكم غير الموجود على طاولة الكسب الإنساني والحضاري. نعم، يمكن تطوير أنظمة الحكم الحديثة في العالم العربي والإسلامي، وهي على كل حال متنوعة ومختلفة ومرنة، لكن لا يمكن أن تبقى هذه القطعة الجغرافية من العالم خارج تاريخ الدولة الحديثة وخارج الدينامية الديمقراطية التي تخترق العالم، وإلا ستعجز عن سد الثغرات الصغيرة في بيتها، كما حصل مع الاتحاد السوفياتي…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة وجلد الثعبان الدولة وجلد الثعبان



GMT 19:55 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 19:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:51 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 19:49 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 19:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 19:44 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib