فوكزه فقضى عليه
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

فوكزه فقضى عليه

المغرب اليوم -

فوكزه فقضى عليه

بقلم - توفيق بو عشرين

سلم رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مراسيم الإعفاء إلى الكتاب العامين للوزارات التي أصابها الزلزال السياسي. ولأن الحس القانوني والحقوقي للحكومة مخدر جدا هذه الأيام، فإنها لم تنتبه إلى جملة من الخروقات القانونية التي شابت قرارات إعفاء أربعة كتاب عامين.. أولها أن قرار الإعفاء لم يتخذ في المجلس الحكومي، كما تستوجب ذلك روح القانون، فمادام الكتاب العامون يعينون في المجلس الحكومي، فإن إقالتهم يجب أن تكون في المجلس الحكومي أيضا، تطبيقا للقاعدة القانونية العامة التي تقول بـ«مبدأ توازن المساطر والشكليات»، فعندما نص الدستور والقانون التنظيمي للتعيين في المناصب العليا على وجوب تعيين كبار المسؤولين في الإدارة والمؤسسات العمومية في المجلس الحكومي، فذلك ليجري التداول في أمرهم من قبل كل أعضاء الحكومة، وليس ليستفرد رئيس الحكومة وحده بتعيين كبار المسؤولين، وكذلك بإقالتهم أو إعفائهم، والحاصل اليوم أن الطبيب العثماني «متهم» بالشطط في استعمال السلطة عندما تجاوز اختصاص رئيس الحكومة، واستعمل سلطة لم يعطه إياها الدستور ولا القانون التنظيمي، فأقدم على إقالة الكتاب العامين دون التقيد بالقانون.
ثانيا، لقد تسلم «المغضوب» عليهم قرارات إعفائهم غير معللة، حيث لم تتضمن لائحة الأخطاء التي ارتكبوها أثناء مزاولة مهامهم. تنص المادة 11 من المرسوم التطبيقي لقانون التعيين في المناصب العليا على ما يلي: «يعفى بمرسوم الأشخاص المعينون في أحد هذه المناصب: الكتاب العامون والمديرون المركزيون ورؤساء المؤسسات العمومية، إما بناء على طلبهم، وإما إثر تعيين من يخلفهم في مهامهم، أو باقتراح معلل للسلطة الحكومية المعنية»، والحال أن السيد رئيس الحكومة لم يعلل قرار إعفاء هؤلاء، مع أن القانون الإداري المغربي يوجب على المسؤول الإداري تعليل قراره الإداري، ويوجب الطعن والإلغاء في حال امتناع المسؤول عن تعليل القرار الإداري، والحال أن رئيس الحكومة لا يريد أن يدخل في متاهات تفسير وتأويل المنسوب إلى الكتاب العامين في مشروع غامض وغير محدد الأهداف، مثل مشروع منارة الحسيمة. أما ثالث خطأ وقع فيه العثماني، وهو يطرد الكتاب العامين، فهو عدم صلاحيته لفعل ذلك، لأن القانون التنظيمي يجعل إعفاء الكتاب العامين بإحدى هذه الطرق الثلاث حصريا: أن يطلب الكاتب العام نفسه إعفاءه من مهمته للأسباب التي يراها، وإما أن يعمد المجلس الحكومي إلى تعيين كاتب عام جديد محل القديم، فيتم إعفاء الأول ضمنيا عن طريق تعيين الثاني، أو أن يتقدم الوزير، الذي يشتغل الكاتب العام تحت سلطته، بقرار إعفاء الأخير إلى رئيس الحكومة. والحال أن النازلة التي أمامنا لا تنطبق عليها أي حالة من الحالات التي ينص عليها المرسوم التطبيقي للقانون التنظيمي للتعيين في المناصب العليا، فلا الكتاب العامون طلبوا إعفاءهم، ولا المجلس الحكومي عين كتابا عامين بدلا عنهم، ولا الوزراء الذين كانوا يشتغلون تحت إمرتهم قدموا طلب إعفائهم لأن هؤلاء الوزراء أنفسهم خرجوا من مكاتبهم وأعفوا من مهامهم، والحل الوحيد الذي بقي أمام رئاسة الحكومة هو انتظار تعيين وزراء جدد في الوزارات التي أصيبت بـ«زلزال الحسيمة»، وعندئذ يمكن لهؤلاء الوزراء الجدد أن يتقدموا بطلبات إعفاء الكتاب العامين المغضوب عليهم.
هذا هو منطق القانون ومقتضيات دولة الحق، لكن من سينتبه إليه؟ ومن سيدعو إلى التريث والاحتكام إلى العقل في خضم الحماسة الزائدة للإطاحة بأكبر عدد من الرؤوس؟ الطبيب النفسي سقفه السياسي منخفض جدا، وعندما تنزل فوقه التعليمات يسارع إلى تنفيذها دون تردد، ولا مراجعة، ولا حتى تفكير في الحد من خسائرها. هناك دعاء يردده المسلمون يقول: «اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه»، ونحن لا نطلب من رئيس الحكومة أن يغير «القضاء»، ولكن نطلب منه أن يسعى إلى تلطيفه، أي تصريف القرار السياسي، بغض النظر عن صوابه من خطئه، بطريقة تحترم الدستور والقانون والمراسيم والأعراف المتبعة في الإدارة، لأن هذا ما يضفي الشرعية على قرارات الدولة، وأخلاق الدولة، وتصرفات رجال الدولة الذين يقيد القانون أيديهم ولا يطلقها أبدا، مهما كانت الظروف والأحوال.
كان هناك فقيه في كلية أصول الدين بتطوان يدرس للطلبة مفهوم القضاء في الإسلام، ويستشهد بآية في غير موضعها تماما فيقول: «فوكزه موسى فقضى عليه». هذا اسمه الوكز وليس القضاء، وكذلك فعل الفقيه العثماني، فقد وكز ولكز الكتاب العامين للوزارات فقضى عليهم دون موجب قانون، أو اعتبار لدولة الحق والإنصاف، والله أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوكزه فقضى عليه فوكزه فقضى عليه



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib