القدس عروس عروبتكم
مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً
أخر الأخبار

القدس عروس عروبتكم

المغرب اليوم -

القدس عروس عروبتكم

بقلم - توفيق بو عشرين

بدأ موسم الهدايا في البيت الأبيض قبل نهاية السنة.. دونالد ترامب تحول في إسرائيل إلى «بابا نويل»، يوزع هدايا عيد نهاية السنة على اليمين الإسرائيلي المتطرف، ولا يهمه أن يغضب العالم كله ليرضي حكومة نتنياهو، ويقدم على ما لم يقدم عليه غيره من الرؤساء الأمريكان: الاعتراف لإسرائيل بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة واشنطن إليها، وإطلاق رصاصة الرحمة على عملية السلام المتعثرة أصلا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
بدأ يوم أمس الرصاص يخترق أجساد الشبان الفلسطينيين الذين خرجوا في الضفة الغربية يحتجون على قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس، وتعالت صيحات الغضب من كل الأركان الأربعة للعالم، تقول لرجل واحد إنك أخطأت، إنك على الطريق السريع لإشعال الحرائق في كل مكان، لأن القدس أكبر من مدينة، وأكبر من جغرافيا، أو أكبر من أن تدخل في حسابات صغيرة لتاجر العقارات الذي وجد أن حبل المساءلة السياسية، وحتى القضائية، يقترب من عنقه في واشنطن، على صلات باتت شبه وثيقة بالروس الذين ساعدوه على الوصول إلى البيت الأبيض، فاختار الهروب إلى الأمام، وإشعال الحرائق من حول أمريكا في العالم العربي والإسلامي، حتى يبعد أنظار الرأي العام الداخلي عن فضائحه، وحتى يقرب أكثر اللوبي اليهودي إلى صفه.
ثلاثة عوامل شجعت الرئيس المتهور لأمريكا على إعطاء هذه الهدية لإسرائيل، أولها «الشتات العربي» الذي يضرب الدول العربية، التي أصبح بأسها بينها شديدا، وحروبها كلها بلغة الضاد.. حرب عربية باردة وساخنة في اليمن، وأخرى في سوريا، وثالثة في العراق، ورابعة في سيناء، وخامسة في لبنان، وسادسة في قطر، وسابقة في ليبيا… وهكذا مات الأمن القومي العربي، وماتت جامعة الدول العربية، وأخيرا التحق مجلس التعاون الخليجي بركب الإطارات الإقليمية التي وافتها المنية، وصار الظهر العربي مكشوفا ووزنه خفيفا.
السبب الثاني الذي شجع ترامب على نقل سفارة بلاده إلى القدس، وتحدي مشاعر أهل المنطقة، هو أن جل الأنظمة العربية لم تعد تعتبر إسرائيل هي العدو، بل بات عدوها الأول هو إيران، فلماذا نلوم ترامب على إعطاء هدية ثمينة لنتنياهو، إذا كانت السعودية والإمارات ومصر والأردن، وغيرها من الدول العربية، تعتبر العبري صديقا وحليفا، وتعتبر الفلسطيني مشروع إرهابي، أو، في أفضل الحالات، عبئا على النظام العربي الرسمي، الذي يريد أن يطبع مع إسرائيل، وأن يدمجها في محاوره الجديدة، التي ترى أن المظلة الأمريكية ضرورية لحماية الأنظمة العربية من شعوبها التي تتربص بها عند كل منعرج، فأقصر طريق إلى قلب أمريكا يمر من تل أبيب.
ثالث عامل حفز ترامب على كسر الخطوط الحمراء، وإشعال فتيل الغضب في العالم العربي والإسلامي، هو حاجة «العقيدة الدبلوماسية اليمينية» إلى بؤر توتر جديدة تسمح لأمريكا بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. يقول هينري كيسنجر، في كتابه حول الدبلوماسية الأمريكية: «ليست وظيفة أمريكا أن تحل مشاكل العالم، لكن وظيفتها أن تمسك بخيوط مشاكل العالم، فهذا ما يعطيها القوة والمبرر للتدخل في كل المناطق الحساسة في العالم». هذه هي أمريكا، إذا استيقظت ولم تجد حروبا وتوترات وانقسامات ومشاكل فإنها تخلقها أو تنفخ فيها أو تشجعها… الذي يزور واشنطن يجد مئات المكاتب مفتوحة هناك لعدد كبير من الأحزاب المعارضة أو الحركات الانفصالية أو التيارات المناوئة لدولها من كل الأعراق والأجناس. مثلا، هناك مكتب اتصال خاص بالأقباط المصريين، وآخر للزنوج السودانيين، وثالث للبوليساريو الصحراويين، والأكراد العراقيين والسوريين والأتراك، وهناك مكتب للملكيين في إيران وأفغانستان الذين يطالبون بعودة الملكية بعد عقود من سقوطها، وهناك مكتب لمجاهدي خلق والأمازيغ المتطرفين، ولكل صاحب ملف أو قضية أو مطلب. كل هؤلاء يجدون مكانا في الساحة الأمريكية التي تحتفظ بالخطوط مفتوحة مع الجميع لتحريكها وقت الحاجة للضغط على أي نظام، سواء عبر وزارة الخارجية، أو عبر وكالة المخابرات الأمريكية، أو عبر البانتغون.
هل هناك مؤامرات تحاك للعالم العربي والإسلامي في أمريكا بالأمس واليوم؟ نعم الدرس الأول الذي يتعلمه طالب العلاقات الدولية أن «المؤامرات هي الخبز اليومي للسياسة الدولية»، فمادامت هناك مصالح وصراعات وسباق على النفوذ ونوايا للتدخل، فإن هناك مؤامرات علنية وخفية، هل هذه المؤامرات قدر لا مهرب منه؟ لا، نجاح أو فشل المؤامرات يتوقف على ذكاء وحكمة ومشروعية كل نظام لحماية سيادته، ومصالحه، وحدوده، وأمنه القومي، وعلاقته بشعبه.
ترامب جاهل بالسياسة الدولية، وبتعقيدات الشرق الأوسط، وهو إذ يقدم على خطوة من هذا القبيل، فإنه لا يقدم لإسرائيل سوى هدايا مسمومة، ولا يدفع بلاده إلا إلى مزيد من العزلة، مع زيادة في عدد أعدائها، مقابل ماذا؟ لا شيء تقريبا سوى تملق إسرائيل، التي يزداد كرهها في الشارع العربي، ومع هذا الكره يزداد الطلب على فكر المقاومة والنضال والممانعة، وعدم التطبيع مع هذا الكيان الذي يثبت كل يوم أنه غير قابل للعيش بسلام وسط شعوب المنطقة.
في قلب الإيديولوجيات التي تعاقبت على العالم العربي، ومازالت (القومية بنسختيها الناصرية والبعثية، والاشتراكية بكل طبعاتها، والإسلامية بكل ألوانها المعتدلة والمتطرفة، والليبرالية بأنواعها)، كانت القضية الفلسطينية قضية مركزية في هذه الإيديولوجيات، ومازالت شعوب المنطقة، إلى اليوم، تحاسب حكامها بناء على القرب أو البعد من فلسطين، رغم كل الانتكاسات والهزائم والنكبات، لأن فلسطين جرح والقدس اعتقاد، والاحتلال قضية إنسانية فوق كل الانتماءات، لنقرأ كل هذا في وجوه الغضب الشعبي… ألم يقل الشاعر العراقي الراحل مظفر نواب: “القدس عروس عروبتكم”؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القدس عروس عروبتكم القدس عروس عروبتكم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط

GMT 05:25 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

جنيفر لورانس تعرض شقتها الفاخرة للإيجار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib