الفراغ في غزّة والدور المصري
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

الفراغ في غزّة... والدور المصري

المغرب اليوم -

الفراغ في غزّة والدور المصري

بقلم : خيرالله خيرالله

ذروة منطق اللامنطق في غزّة احتمال التوصل إلى اتفاق على هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة “حماس” بضمانات مصرية. كلّ هذه الحروب وكلّ هذا الدمار وكلّ هذا البؤس والفقر من أجل هدنة كان يمكن الوصول إليها في اليوم الذي انسحبت فيه إسرائيل من القطاع صيف العام 2005.

يبدو الجانب الوحيد الإيجابي، في حال التوصّل إلى اتفاق هدنة أو تهدئة، اقتناع “حماس” بأنّ عليها أن تكون على علاقة أكثر من جيّدة مع مصر، بدل أن يتحوّل قطاع غزّة إلى قاعدة يستخدمها الإخوان المسلمون ومن لفّ لفّهم في التآمر على القاهرة وإرسال إرهابيين إلى سيناء وغير سيناء. ولكن ما العمل مع الشبق إلى السلطة الذي يتحكّم بالإخوان المسلمين وكل تصرفاتهم والذي يجعل منهم أسوأ ما أنتجته منطقة الشرق الأوسط في القرن العشرين؟

ليس مهمّا التوصل إلى هدنة بمقدار ما أن المهمّ الاستفادة من تجارب الماضي القريب ومن أنّ “حماس” لم تعمل منذ قيامها في العام 1987 سوى على تقويض المشروع الوطني الفلسطيني، وصولا إلى الهدنة الطويلة التي لا فائدة تذكر منها إلا خدمة الاحتلال الإسرائيلي. هذا لا يعني، بأيّ شكل، دعوة إلى استئناف إطلاق الصواريخ المضحكة المبكية في اتجاه الداخل الإسرائيلي أو إرسال شبان إلى خط الحدود مع إسرائيل كي يموتوا من أجل لا شيء، فيما العالم يتفرّج ويتفهّم للأسف الشديد قتل هؤلاء بدم بارد.

استطاعت “حماس” أن تكون منذ ولادتها مطيّة لكلّ من يريد تعطيل الحلّ السياسي في فلسطين. كانت مجرّد أداة لجأ إليها كلّ من كان يودّ الدخول في لعبة المتاجرة بالقضيّة الفلسطينية والفلسطينيين، بمن في ذلك إسرائيل. حصل كلّ ذلك على حساب فلسطين والفلسطينيين. تكفي الإساءة الأكبر التي ارتكبتها “حماس” في حقّ الشعب الفلسطيني. تتمثل هذه الإساءة في تصويره بشكل مسلّح يضع قناعا يطلق شعارات من نوع “فلسطين وقف إسلامي”.

 نجحت “حماس” إلى حد كبير في تحويل الشعب الفلسطيني من ضحيّة، يتعاطف معها من يمتلك حدّا أدنى من الشعور الإنساني في هذا العالم، إلى جلّاد لا همّ له سوى ممارسة الإرهاب على الشعب الفلسطيني نفسه. الدليل على ذلك أن طموح كل شاب فلسطيني في غزّة هو الهجرة منها. استطاعت “حماس” تحويل الأرض الفلسطينية إلى أرض طاردة لأهلها لا أكثر ولا أقلّ. هذا يتفق تماما مع ما تطمح إليه إسرائيل، إنْ لجهة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو لجهة ترسيخ الهوّة وتوسيعها بين الضفّة الغربية وغزّة.

كان في الإمكان، خصوصا بعد صيف العام 2005، لدى اتخاذ أرييل شارون قرارا أحاديّ الجانب يقضي بالانسحاب الكامل من قطاع غزّة وتفكيك المستوطنات فيه، تحويل غزّة إلى نموذج لما يمكن أن تكون عليه دولة فلسطينية مستقلّة “قابلة للحياة”.

كان في الإمكان استغلال فرصة الانسحاب الإسرائيلي والتعاطي مع الواقع، بدل الوقوع في فخّ لعبة الأوهام التي لم يجن منها الجانب الفلسطيني غير سلسلة من الكوارث التي لا تزال تأثيراتها تتفاعل إلى اليوم.

 كان في الإمكان الانطلاق من الانسحاب الإسرائيلي للتفاوض في شأن إعادة تشغيل مطار غزّة الذي افتتحه ياسر عرفات في العام 1998 في أثناء وجود الرئيس بيل كلينتون في القطاع. ما لبثت إسرائيل أن أغلقت المطار في العام 2001 في ظلّ قرار عسكرة الانتفاضة التي اندلعت بعد زيارة شارون للمسجد الأقصى أواخر العام 2000، ممهدا لوصوله إلى موقع رئيس الوزراء خلفا لإيهود باراك في شباط – فبراير من العام 2001.

الآن، هناك تفاوض من أجل إعادة فتح المطار الذي ربط طوال ثلاث سنوات قطاع غزّة بالعالم الخارجي!

قبل التفاوض في شأن إعادة فتح المطار وتشغيل الميناء وفتح المعابر، من الضروري التساؤل ما الذي أوصل الوضع في غزّة إلى ما وصل إليه. هذا هو التحدي الأكبر أمام “حماس”. تختزل هذا التحدي فكرة امتلاك شجاعة القيام بعملية نقد للذات. مثل هذه الشجاعة تعيد بعض الأمل للشعب الفلسطيني الذي يجد الآن أن قضيته باتت قضية هامشية بعدما كانت تشغل العالم.

ماذا تعني عبارة امتلاك الشجاعة الكافية للقيام بعملية نقد للذات؟ تعني أوّل ما تعني التساؤل لماذا أُغلق المطار بعد العام 2001؟ الجواب بكل بساطة أن الفلسطينيين لم يقدّروا النتائج المترتبة على قرار عسكرة الانتفاضة في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو وعودة ياسر عرفات إلى رام الله بعد توقف في غزّة إثر مروره بمعبر رفح.

لعبت “حماس” كل الأدوار المطلوبة منها كي تكون هناك عسكرة للانتفاضة. لم يدرك ياسر عرفات في تلك المرحلة خطورة دخول مثل هذه اللعبة التي كان يشجّعها داعمو “حماس” في الخارج، على رأسهم إيران. هؤلاء تابعوا دعم “حماس” لاحقا في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي وصولا إلى تشجيعها على الانقلاب الذي نفّذته على السلطة الوطنية الفلسطينية منتصف حزيران – يونيو من العام 2007.

لا حاجة إلى استعادة مسلسل الأحداث من 2007 إلى يومنا هذا. إذا كانت “حماس” التي اعتمدت على الدعم الإيراني والتركي والقطري وصلت إلى شيء، فهي وصلت إلى طريق مسدود. واجهت في كلّ ما قامت به طريقا مسدودا ومأزقا، أكان ذلك عسكريا أم سياسيا.

 لم تشأ في أي وقت التراجع والاحتكام إلى المنطق، حتّى عندما تصدت إسرائيل بالقوّة للسفينة التركية التي سعت إلى فكّ الحصار عن القطاع. لم تكتف إسرائيل في أيّار – مايو 2010 بالاعتداء على السفينة “مرمرة” التي كانت تنقل متطوعين من أصحاب النيات الطيبة أرادوا إيصال مساعدات إلى أهل القطاع. كشفت أن تلك العملية التي تقف وراءها تركيا لم تكن أكثر من عملية دعائية وجزء من حملة علاقات عامة لتلميع صورة رجب طيّب أردوغان في العالم الإسلامي!

خاضت “حماس” حروبا عبثية عدّة مع إسرائيل. لا يزال هناك غزاويون ينامون في العراء إلى الآن بسبب هذه الحروب التي دمرت منازلهم. المهمّ اليوم ما الذي سيحصل بعد الاتفاق مع إسرائيل. إلى أين ستأخذ “حماس” أهل غزّة في ظل سلطة وطنية فلسطينية تعاني من الترهّل الشديد وحال ضياع حقيقية يعبر عنها العجز عن القيام بأي مبادرة في أيّ اتجاه كان، بما في ذلك حيال غزّة نفسها.

سيترتب على مصر أخذ المبادرة شاءت أم أبت. كان الاستخفاف بوضع غزّة وما يدور فيها في السنوات الأخيرة من عهد حسني مبارك من بين الأسباب التي جعلت من القطاع “ساحة” للآخرين، بما في ذلك للذين لا يريدون الخير لمصر من جهة، والقضاء على أي دور إقليمي لها من جهة أخرى.

ليس اتفاق الهدنة المتوقع سوى دليل على إفلاس “حماس”. إنّه إفلاس على كلّ المستويات ناجم عن فراغ لا يستطيع أي طرف آخر ملؤه… باستثناء مصر. هذه فرصة كي تثبت مصر أنّ المرحلة التي كان فيها لغزّة تأثير في القاهرة انتهت، وأن ما هو أكثر من طبيعي أن تكون اللعبة الدائرة في القطاع تدار من القاهرة وليس من أيّ مكان آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفراغ في غزّة والدور المصري الفراغ في غزّة والدور المصري



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib