صفقة القرن في إطارها الإقليمي
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"صفقة القرن" في إطارها الإقليمي

المغرب اليوم -

صفقة القرن في إطارها الإقليمي

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

يبقى الأمل الوحيد في وجود شعب فلسطيني يمتلك وعيا عميقا لما آل إليه الوضع في المنطقة. هذا الشعب الذي يمتلك هوية وطنية حقيقية لا بد أن يصمد في وجه "صفقة القرن".

لا يمكن التعاطي مع خطة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط من دون وضعها في إطارها الإقليمي الذي أدّى إلى توازن جديد بدأ يتبلور منذ خروج العراق من المعادلة الإقليمية في العام 2003. تتحدّث الخطة المسمّاة “صفقة القرن” عن خيار الدولتين. هناك دولة إسرائيلية قائمة تطمح إلى التوسّع على حساب الفلسطينيين، ولكن عن أيّ دولة فلسطينية تتحدّث خطة ترامب التي تتجاهل كلّيا وجود شعب فلسطيني يمتلك طموحاته المشروعة؟

لعلّ أهمّ ما في “صفقة القرن” تجاهل الإدارة الأميركية قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد حرب الأيام الستّة في العام 1967. بدل ذلك، فرض الرئيس الأميركي والفريق المحيط به، الذي يشمل صهره جاريد كوشنر، رؤية للسلام تستجيب لكلّ المطالب الإسرائيلية، بما في ذلك الاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفّة الغربية والسيطرة على وادي الأردن واعتبار القدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل.

أيّ جزء من القدس سيبقى للفلسطينيين كي تكون هناك عاصمة لدولتهم؟ من الواضح أنّ هناك اعترافا أميركيا بشرعية المستوطنات الإسرائيلية، إضافة بالطبع إلى شرعية احتلال الجولان السوري، وذلك خلافا لكل قرارات الشرعية الدولية التي باتت الإدارة الأميركية الحالية تعتبر أن الزمن تجاوزها.

هناك واقع جديد في المنطقة استغلّه دونالد ترامب والفريق المحيط به لتكريس الاحتلال الإسرائيلي الذي يعني، بين ما يعنيه، رفض الاعتراف بالحقوق الوطنية لشعب بكامله. وجد هذا الشعب مكانا لنفسه ولقضيّته على الخريطة السياسية للشرق الأوسط وفشل في ترجمة ذلك على الخريطة الجغرافية.

من الصعب على أي فلسطيني قبول “صفقة القرن” التي تتضمّن وعودا كثيرة من بينها قيام دولة فلسطينية على أرض في الضفّة الغربية، مع ربطها بقطاع غزّة ضمن شروط إسرائيلية معيّنة بالنسبة إلى المسؤوليات الأمنية في تلك الدولة. أكثر من ذلك، أن الكلام عن ضخ أموال تصل قيمتها إلى خمسين مليار دولار من أجل إنجاح تجربة الدولة الفلسطينية يظلّ كلاما في غياب أي رغبة حقيقية في احترام القانون الدولي، بما في ذلك ما نصّ عليه القرار 242 عن عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوّة.

هذا لا يمنع أن الجانب الفلسطيني أخطأ مرّة أخرى عندما أوصد كلّ الأبواب في وجه “صفقة القرن”. نظريا الجانب الفلسطيني على حقّ، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار الظلم الذي تعرّض له شعب بكامله منذ الرابع عشر من أيّار – مايو 1948 تاريخ إعلان ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. عمليا، يبدو واضحا أن الفلسطينيين لم يتعلّموا شيئا من التجارب التي مرّوا فيها.

يتجاهلون حاليا أن ليس لديهم ما يقاوموا به “صفقة القرن” باستثناء الكلام الفارغ عن الوحدة الوطنية الفلسطينية. فجأة استفاقت حركة “حماس” على أهمّية الوحدة الفلسطينية بعد تقديمها كلّ الخدمات التي يمكن لأيّ طرف فلسطيني تقديمها إلى إسرائيل. تكفّلت “حماس”، للأسف الشديد، بتوفير كلّ المبررات لإسرائيل كي تظهر في مظهر الضحيّة، خصوصا بعد إقامة إمارتها الإسلامية في قطاع غزّة ابتداء من منتصف العام 2007. قبل ذلك، نفّذت “حماس” بتشجيع من إيران، وغير إيران، كلّ ما يمكن تصوّره من عمليات انتحارية في القدس وتل أبيب ونهاريا وأماكن أخرى من أجل إفشال عملية السلام التي بدأت بتوقيع اتفاق أوسلو في خريف العام 1993.

ارتكب الفلسطينيون كلّ الأخطاء التي يمكن ارتكابها من أجل الوصول إلى ما وصلوا إليه في السنة 2020. لم يدركوا في أيّ وقت أن “حماس” المدعومة إيرانيا كانت تعمل من أجل صعود اليمين الإسرائيلي ومنع أي تقدّم على طريق السلام على الرغم من كلّ ما يمكن قوله عن سوء النيّات الإسرائيلية. في النهاية، أضاعوا كلّ الفرص التي سنحت لهم من أجل أن يكونوا في وضع يسمح لهم بالحصول على بعض حقوقهم. من أجل البقاء في لبنان، قبل ياسر عرفات في العام 1977 أن يكون أسير البَعثيْن السوري والعراقي، بعدما ذهب أنور السادات إلى القدس في تشرين الثاني – نوفمبر من تلك السنة وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في أيلول – سبتمبر من العام 1978.

لا حاجة إلى سرد الأخطاء التي ارتكبت، بما في ذلك عدم اتخاذ الموقف الصائب من احتلال العراق للكويت في العام 1990. لكن المضحك المبكي يتمثّل حاليا في عدم أخذ الفلسطينيين في الاعتبار أن هموم العرب في مكان آخر وليس في فلسطين، خصوصا مع انكشاف خطورة المشروع التوسّعي الإيراني من المحيط إلى الخليج. هناك منطقة دمّرت فيها إيران مدنا عربية بكاملها من بينها بغداد والبصرة والموصل وحلب وحمص وحماة، وباتت تتحكّم بدمشق وبيروت. في المقابل، وفّر دونالد ترامب الأمل بإزالة الكابوس الإيراني عندما فرض عقوبات على نظام “الجمهورية الإسلامية” وخلّص المنطقة من قاسم سليماني، وقبل ذلك من أبوبكر البغدادي.

هل يريد الفلسطينيون التعاطي مع الواقع بكل ما فيه من ظلم، أم العيش في أوهام الماضي التي جعلتهم يعتقدون أن العالم كلّه يدور حول قضيتهم بدل السعي إلى اعتماد سياسة تقوم على تفادي تفويت الفرص؟ نعم، إن “صفقة القرن” ليست في مصلحة الفلسطينيين وقضيّتهم. لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الخيارات المطروحة أمام السلطة الوطنية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة من جهة، ومن مزايدات “حماس” من جهة أخرى؟ الأكيد أن إغلاق أبواب التواصل والأخذ والردّ مع واشنطن ليس خيارا، بل هو الطريق الأقصر لجعل الصوت الوحيد في أميركا صوت اليمين الإسرائيلي. أن يكون هناك صوت فلسطيني، ولو خافت، في واشنطن أفضل بكثير من الغياب الذي تتمناه إسرائيل.

كان من الأفضل للفلسطينيين أن يُدخلوا في حساباتهم الظروف الإقليمية التي تفرض عليهم الامتناع عن مواقف تؤدي إلى قطيعة مع الإدارة الأميركية. كان من الأفضل أيضا لو استوعبوا أن العرب لن يأتوا إلى نجدتهم في ظل الخطر الإيراني على كل دولة من دول المنطقة وعلى كلّ مجتمع من المجتمعات العربية.

يبقى الأمل الوحيد في وجود شعب فلسطيني يمتلك وعيا عميقا لما آل إليه الوضع في المنطقة. هذا الشعب الذي يمتلك هوية وطنيّة حقيقية لا بدّ أن يصمد في وجه “صفقة القرن”، علما أن الكثير سيعتمد مستقبلا على وجود قيادة مختلفة قادرة على بلورة مشروع وطني واقعي من جهة، وعلى قراءة الوضع الإقليمي على حقيقته بعيدا عن أيّ أوهام من أيّ نوع من جهة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن في إطارها الإقليمي صفقة القرن في إطارها الإقليمي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib