المأزقان السوداني والجزائري
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

المأزقان السوداني والجزائري

المغرب اليوم -

المأزقان السوداني والجزائري

بقلم : خيرالله خيرالله

لا مكان سوى للتعقّل، أكان ذلك في السودان أم في الجزائر. ليس هناك ما يدعو إلى اليأس بالنسبة إلى البلدين الكبيرين، بل البلدين الأكبر مساحة في أفريقيا. كان السودان الأكبر مساحة في القارة السمراء قبل انفصال الجنوب وقيام دولة مستقلّة فيه. ما حلّ بالبلدين يعبّر عن فشل العسكر في ممارسة السلطة وفشل المجتمع المدني في الوقت ذاته في إيجاد نظام بديل قابل للحياة لا يسيّره العسكر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ما حدث كان إضاعة لفرص كثيرة منذ استقلّ السودان في 1956، ومنذ استقلّت الجزائر في 1962.

الفشل السوداني واضح كلّ الوضوح وتوّج بوصول عمر حسن البشير إلى السلطة في العام 1989، برعاية الإخوان المسلمين الذين انقلب عليهم من دون أن ينقلب. ففِكر البشير فِكر شخص متخلّف لا علاقة له بقيام دولة مدنية يكون فيها احترام للمواطن بغض النظر عن دينه وعرقه والمنطقة التي ينتمي إليها. أدّت ممارسات النظام، بين ما أدّت إليه، إلى المجازر التي ارتكبت في دارفور. كما أدّت إلى انفصال الجنوب…
 
في الجزائر، أتيحت فرصة ذهبية لعبدالعزيز بوتفليقة كي يساهم في قيام نظام مختلف بعدما استعان به العسكر للخروج من المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه، في العام 1998. انتخب بوتفليقة رئيسا في نيسان/ أبريل من العام 1999. حالفه الحظ إلى حدّ كبير، خصوصا مع ارتفاع أسعار النفط والغاز. بدل التأسيس لنظام فيه تداول سلمي للسلطة، لجأ إلى تقليم أظافر العسكر. نجح في ذلك إلى حدّ ما. ولكن ما البديل الذي لجأ إليه بوتفليقة؟

لجأ إلى نظام تسيطر عليه مجموعة موالية له لا همّ لها سوى جمع المال. صارت في الجزائر مافيا مدنية بديلة من المافيا العسكرية التي كانت تتحكّم بكلّ القطاعات المنتجة في البلد. كان بوتفليقة في بداية عهده الطويل على دراية بكلّ ما يدور في البلد ونشاطات هذه المافيا التي كان على رأسها شقيقه سعيد، الموجود في السجن حاليا، لكن هذه المافيا صارت تتحكّم بكلّ صغيرة وكبيرة بعد صيف العام 2013 إثر إصابة بوتفليقة بجلطة في الدماغ جعلت منه رجلا مقعدا لا يستطيع التوجّه إلى الجزائريين. كانت هذه الجلطة دليلا على أن كلّ شيء انهار في الجزائر، خصوصا أنّه لم يوجد من يقول إن الرئيس الجزائري لم يعد مؤهّلا لولاية رئاسية رابعة في السنة 2014. بين 2014 و2019، تاريخ نزول الناس إلى الشارع لمنع الولاية الخامسة، حكم الجزائر رجل مريض. جعلني ذلك أكتب مقالات عدة تحت عنوان: من المريض؟ الجزائر أم عبدالعزيز بوتفليقة؟

أضاع الرئيس الجزائري، الذي وجد نفسه مجبرا على الاستقالة قبل نهاية ولايته، كلّ الفرص التي كانت ستسمح للجزائر بالانتقال من نظام هواري بومدين، إلى نظام مدني منفتح على نفسه وعلى العالم. بقيت الجزائر في عهد بوتفليقة، الذي دام عقدين، تعيش في ظلّ وهم الدولة ذات التطلعات إلى لعب دور إقليمي، علما أنّه ليس لديها نموذج تستطيع تقديمه إلى أي دولة أخرى بعيدة أو قريبة.

لم يكن عهد بوتفليقة سوى سلسلة من الفرص الضائعة، تماما كما حصل في السودان حيث حلّت الكارثة الكبرى مع وصول البشير إلى الرئاسة في العام 1989 نتيجة انقلاب عسكري مدعوم من القوى الإسلامية التي كان يرمز إليها حسن الترابي.

كان وصول البشير إلى الرئاسة نتيجة فشل المدنيين في حكم السودان. لم تستطع الأحزاب السودانية يوما ممارسة السلطة بشكل طبيعي. سمح ذلك للعسكر بالحكم طويلا في غياب أي حل من أيّ نوع كان لأيّ مشكلة داخلية. منذ استقلّ السودان، غابت القيادات القادرة على استخدام ثرواته. يستطيع المراقب أن يتساءل من الفاشل أكثر الحكم المدني أم الحكم العسكري في بلد كان فيه البشير مستعدا لارتكاب كلّ أنواع المجازر والدخول في لعبة التقسيم من أجل البقاء في السلطة؟

خلاصة الأمر أن الذين أسقطوا البشير في السودان لن يستطيعوا القيام بالتغيير الشامل الذي يحلمون به، من دون فترة انتقالية يكون فيها تعاون مع العسكر. ما ينطبق على السودان، ينطبق على الجزائر أيضا، حيث الحاجة أكثر من أيّ وقت إلى استيعاب أنّ هناك حاجة إلى تفاهمات مع العسكر تمهّد لمرحلة انتقالية تؤسس لنظام جديد مختلف كلّيا عن ذلك الذي حكم الجزائر منذ 1962.

لن يكون سهلا على السودانيين التخلّص من العسكر وإقامة نظام مدني. من يتابع التطورات السودانية التي سبقت عزل البشير، يكتشف أن كبار الضباط انقلبوا عليه بعدما أيقنوا أن الرجل لم يعد يتحكّم بمفاصل السلطة. بين ليلة وضحاها، استُبدل الحرس الذي كان يتولى حماية الرئيس السوداني المخلوع، ووُجد من يقتاده إلى سجن كوبر تمهيدا لمحاكمته.

في الجزائر، يتظاهر المواطنون في كلّ المدن منذ عشرين أسبوعا وأكثر. ما كان ليحصل تطور حاسم من دون الجيش الذي أثبت أنّ بوتفليقة لم يستطع الانتهاء كلّيا من المؤسسة العسكرية، على الرغم من كلّ القرارات التي اتخذتها الحلقة الضيّقة المحيطة به. شملت هذه القرارات التخلص من عدد لا بأس به من كبار الضباط. كان بين هؤلاء الجنرال محمد مدين (توفيق) مسؤول المخابرات العسكرية في العام 2015. كان توفيق الذي أُودع أخيرا السجن يعتبر الرجل الأقوى في الجزائر، خصوصا أنّه كان يمتلك كلّ الملفات الحساسة عن كل الشخصيات المهمّة في الجزائر.
 
ثمة حاجة إلى وعي متبادل على صعيديْ الحراك المدني والمؤسسة العسكرية في الجزائر والسودان للخروج من حلقة مقفلة لا يمكن لاستمرارها سوى أن يؤدي إلى المزيد من الخراب. بصراحة، ليس في أي من البلدين ما يشير إلى أن الأحزاب السياسية تمتلك ما يكفي من الوعي لضمان قيام نظام مدني متطور. لم تبرز في الجزائر أو في السودان شخصية واحدة قادرة على طرح برنامج سياسي لمرحلة ما بعد بوتفليقة أو مرحلة ما بعد البشير. هذا أمر مقلق في ظلّ شهوة الإسلاميين في البلدين إلى السلطة من جهة، وغياب أيّ قدرة على الرهان على حسن نيّة العسكر من جهة أخرى. إذا وضعنا جانبا بعض الاستثناءات، تظلّ مشكلة الضباط عموما، وفي دول العالم الثالث خصوصا، أنّهم يصورون أنفسهم في كلّ وقت أنّهم يمثلون الحل، في حين أنّهم المشكلة… خصوصا بسبب ضيق أفقهم وادعاء معرفة كلّ شيء في هذا العالم.

نعم هناك مأزق في السودان وهناك مأزق في الجزائر. ثمة حاجة إلى معجزة كي يكون هناك تفاهم بين الحراك المدني والعسكر في كلا البلدين. ثمة حاجة إلى قوّة عاقلة تأتي من خارج لترتيب الأمور، والقول إنه في غياب التفاهم، فإن الكارثة مقبلة على السودان وعلى الجزائر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزقان السوداني والجزائري المأزقان السوداني والجزائري



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib