الحضور الفاضح لسمير قصير
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

الحضور الفاضح لسمير قصير

المغرب اليوم -

الحضور الفاضح لسمير قصير

بقلم - خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

يتعلم المرء الكثير من سمير قصير وجائزته التي تؤكد أنه لا يزال حيا وأنه لا يزال صاحب النظرة الثاقبة. يتعلم الكثير من شجاعة الذين يعملون من أجل رفض الاستسلام للقاتل.

بعد ثلاثة عشر عاما على اغتيال سمير قصير في بيروت، كان سمير حاضرا أكثر من أي وقت. حضوره هذه المرّة ليس لبنانيا فحسب، بل هو أيضا عربي. سمير حاضر في فلسطين وسوريا والعراق واليمن وفي شمال أفريقيا. يكمن حضوره في أنهّ لا يزال يفضح، خصوصا في المرحلة الانتقالية التي تمرّ فيها المنطقة العربية كلّها.

يفضح حضور سمير قصير لبنانيا. هل كان سمير الذي اغتاله النظام الأمني السوري – الإيراني، الذي استخدم في مرحلة معيّنة أدوات لبنانية معروفة، يتصور أنّ رموز مرحلة ما قبل العام 2005، مرحلة ما قبل اغتيال رفيق الحريري ستطلّ برأسها مجددا؟

الأكيد أنّه لم يتصور ذلك. لكنّه يستطيع تصوّر أن هذه الإطلالة في هذه المرحلة بالذات لا معنى لها ولا قيمة تذكر بعد انهيار النظام السوري، بل سوريا نفسها حيث لم يستمع بشّار الأسد إلى أولئك الذين كانوا بالفعل يريدون إنقاذ سوريا وتفادي سقوطها. كان سمير قصير على رأس هؤلاء. إنّه يدرك حاليا أن ما فات قد فات وأن لا مجال لإعادة عقربي الساعة إلى خلف. لم يقض بشّار الأسد على “ربيع دمشق” فحسب، بل قضى أيضا على كل القوى الحيّة في المجتمع. تلك القوى التي كان سمير يراهن عليها من أجل مستقبل أفضل لسوريا نفسها، كذلك للبنان وفلسطين.

من يعتقد أن لسوريا مستقبلا في لبنان وأن في الإمكان استعادة ما قبل 2005، إنّما هو ضحية العيش في الوهم ليس إلّا. كلّ ما في سوريا ولبنان تغيّر منذ اغتيال سمير قصير قبل ثلاثة عشر عاما. كلّ شيء تغيّر بسبب الجهل الذي يعاني منه النظام الأقلّوي القائم في دمشق منذ العام 1970.

خرج النظام من دمشق في اليوم الذي خرج فيه من بيروت وسيخرج النظام الإيراني من طهران في اليوم الذي سيخرج فيه من دمشق عاجلا أم آجلا. محزن، أن سمير قصير ليس هنا ليكون شاهدا على ما أدّت إليه “ثورة الأرز” أو “انتفاضة الاستقلال”. يمكن أن تكون “ثورة الأرز”، التي فجّرها اغتيال رفيق الحريري والتي يرمز إليها يوم الرابع عشر من آذار – مارس 2005، فقدت معظم رونقها. لكنّ بعدها العربي، والسوري تحديدا، لم يأخذ مداه بعد.

كانت مشاركة كاتب المقال في اللجنة التحكيمية للجوائز الثلاث التي تمنح باسم سمير قصير في كلّ سنة فرصة للتعرّف على ذلك الجانب المثير في شخصية سمير قصير، أي سمير قصير الذي لا يزال يفضح منذ ذلك اليوم الذي عرّى فيه النظام الأمني السوري – اللبناني. لم يفضح سوريا ولبنان وممارسات سوريا في لبنان. فضح العراق أيضا. ففي الفيلم الوثائقي القصير لأسعد الزلزلي الذي فاز بجائزة سمير قصير لحرّية الصحافة – فئة التقرير السمعي البصري، ما يعطي فكرة عمّا آل إليه العراق.

عنوان الفيلم القصير “أطفال داعش”. تكمن خطورته في أنّه يعطي فكرة عن عجز النظام القائم في العراق ممثلا بمسؤوليه وحتّى بأعضاء في مجلس النواب عن فهم أي شيء يتعلّق بـ”داعش”. هناك عقل “داعشي” آخر في مواجهة “داعش” وارتكاباته.

لا يريد النظام في العراق سماع شيء عن “أطفال داعش” الذين صاروا معزولين عن العالم المحيط بهم عندما أقيم لهم مخيّم خاص بهم في إحدى المحافظات العراقية. ما ذنب هؤلاء الأطفال الذين جاؤوا إلى العالم جراء اغتصاب عناصر “داعش” للنساء في المناطق التي سيطروا عليها، في مقدّمتها الموصل، ابتداء من صيف 2014 عندما كان نوري المالكي رئيسا للوزراء؟

يكشف الوثائقي وجود روح مذهبية وعنصرية تتحكّم بالنظام العراقي والمسؤولين فيه. هناك جهل كامل بالقيم الحضارية السائدة في هذا العالم. من لم يكتف بالألم الذي يصدر عن أطفال عراقيين يسمّون “أطفال داعش” يصيحون بأعلى صوت: “ما ذنبنا”، يستطيع قراءة مقال لعراقي شجاع آخر هو خالد سليمان عن “محاولة لتعديل الدستور بغية تشريع زواج الفتاة في عمر التاسعة”.

المقال مخيف بالفعل. هناك بلد اسمه العراق، كان فيه قانون للأحوال الشخصية وضع في العام 1959، ويعتبر من بين الأرقى في المنطقة، يشهد محاولة لـ”جعل الأحوال الشخصية مثل الزواج والميراث والطلاق في يد رجال الدين، فيما يصبح القاضي مجتهدا للنص القانوني ولا تبقى له سلطة قانونية”. من حسن الحظ، أن محاولة تعديل الدستور لم تمر بعد. لا يزال العراق يقاوم تشريع تزويج الفتاة في عمر التاسعة!

بين نحو مئتي مقال وتحقيق صحافي وفيلم قصير عرضت على أفراد الهيئة التحكيمية لجائزة سمير قصير، كان هناك صحافيون متميّزون بالفعل. في مجال صحافة الاستقصاء برزت المصريتان أسماء شلبي، التي تحدثت عن “مآسي نساء في قرى الفيوم”، وصفاء عاشور التي عالجت مشكلة التلوث في بعض المناطق المصرية.

تقول أسماء شلبي في التحقيق عن نساء في قرى الفيوم “أزواج خارج الخدمة اتخذوا من أجساد زوجاتهم سلعة تباع وتشترى والثمن جنيهات معدودة”. تستشهد بما قالت نجاة التي تقطن في قرية اسمها عشّة “وصلوا صوتي أنا عايشة مع ضرتين واثني عشر طفلا عيشة ضنك، ولو رجعت من غير فلوس سي رمضان (زوجها) بيطلع عيني”.

ما تقرأه أو ما تشاهده يبعث على الأمل بأن الصحافة العربية لم تمت بعد ولن تموت بسهولة. قلّ عدد الصحف، لكن الصحافيين المتميزين ما زالوا كثرا.

تكفي مشاهدة الوثائقي المتميز للبناني محمد شريتح عن تجارة الأعضاء في لبنان للتأكد من ذلك. تكفي أيضا قراءة تحقيق لليمني أصيل سارية عن “زواج المقايضة في اليمن” لتكتشف حجم المآسي التي في اليمن، وهي مآس غير مرتبطة بالحروب الدائرة حاليا بمقدار ارتباطها بالتخلّف داخل المجتمع حيث “أجبرت فتاة في التاسعة عشرة من العمر على الزواج من شخص لا تعرفه في مقابل اقتران شقيقها بأخت عريسها في سياق ما يطلق عليه اسم زواج الشغار أو المقايضة”.

حتّى في الجزائر، لا يزال هناك صحافيون متميزون بكلّ المقاييس. يصعب إيجاد تلخيص دقيق لماهية النظام الجزائري أفضل مما ورد في مقال ميلود يبرير وعنوانه “مقعد في العتمة. النظام الجزائري إذ يولد في قاعة سينما”. بأسطر قليلة قال ميلود يبرير كلّ شيء “ليس غريبا أن تكون أهمّ محطتين في تأسيس أيّ نظام سياسي وهما كتابة الدستور واختيار رئيس الجمهورية قد حدثتا في قاعة سينما. الأغرب أنّ هذا النظام الذي ولد في قاعة سينما لن يبرحها أبدا”.

يتعلّم المرء الكثير من سمير قصير وجائزته التي تؤكد أنّه لا يزال حيّا وأنّه لا يزال صاحب النظرة الثاقبة. يتعلّم الكثير من شجاعة الذين يعملون من أجل رفض الاستسلام للقاتل. على رأس هؤلاء جيزيل خوري والاتحاد الأوروبي الذي وفر الرعاية المطلوبة للجائزة عبر سفيرته في بيروت كريستينا لاسن…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحضور الفاضح لسمير قصير الحضور الفاضح لسمير قصير



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"

GMT 01:14 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

أنس الزنيتي أفضل حارس مرمى في الدوري المغربي

GMT 08:14 2017 الثلاثاء ,15 آب / أغسطس

زياد برجي يتعرض للتسمم وينقل إلى المستشفى

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 01:39 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبدالعزيز ستفاجئ الجمهور بشخصيتها في "الأب الروحي 2"

GMT 06:19 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عثمان العافي بطلا للطواف الأول للدراجات لمدينة طانطان

GMT 14:49 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تسريحات ذكية تخفي عيوب الشعر الخفيف

GMT 01:29 2016 الخميس ,25 شباط / فبراير

كيت بلانشيت تتألق وسط الحضور بفستان أسود جميل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib