من ورّط من في سوريا سؤال تجاوزه الزمن
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

من ورّط من في سوريا... سؤال تجاوزه الزمن

المغرب اليوم -

من ورّط من في سوريا سؤال تجاوزه الزمن

بقلم - خيرالله خيرالله

من ورط من في سورية ؛ صار سؤالا تجاوزه الزمن والأحداث في وقت لم يبق في الساحة سوى الأميركي والإسرائيلي اللذين يقفان على استعداد ليوم الحصاد. هل يبقى شيء من سوريا وشعبها في مثل هذا اليوم؟

يضحك النظام السوري حاليا ملء شدقيه. ورّط روسيا في الأزمة السورية إلى أبعد حدود بما يجعلها عاجزة عن التراجع. أنْ تتراجع روسيا في سوريا يعني خسارة الرهان على استعادة موقع لموسكو على الصعيد الدولي. بكلام أوضح، إن تراجع روسيا في سوريا صار بمثابة عودة إلى السنوات التي تلت مباشرة انهيار الاتحاد السوفياتي في مطلع العام 1992، حين أصبحت روسيا مجرّد دولة هامشية على كلّ صعيد.

بلغ التورط الروسي في سورية درجة لم تعد فيها موسكو تعرف ماذا تريد، خصوصا أنّ ليس هناك من يريد أن يشتري من بضاعتها. والبضاعة الروسية تتمثّل في الوقت الراهن برأس بشّار الأسد الذي يعرف قبل غيره أنّ روسيا ضحية لعبة عاجزة عن الخروج رابحة منها. لا تستطيع حتّى الخروج منها بطريقة مشرّفة من نوع البقاء إلى ما لا نهاية على الشاطئ السوري.

الأهمّ من ذلك كلّه أن ليس هناك من يريد شراء رأس النظام.

بماذا يقدّم وجود هذا الرأس، وبماذا يؤخّر، في وقت صار النظام كلّه في مزبلة التاريخ؟

يُفترض أن يكون التورّط الروسي وأبعاده ودور النظام في الاستفادة إلى أبعد حدود منه، موضوع نقاش في المؤتمر الذي يعقده حاليا في موسكو مركز الأبحاث التابع للكرملين المعروف بـ”فالداي”.

كلّما زاد التورّط الروسي، زاد فرح النظام بقدرته على الصمود، أي زاد رهانه على وهم ليس بعده وهم، علما أنّ هذا النظام لا يدرك أنّه انتهى عمليا وأنّ رهانه على التنافس الروسي – الإيراني لا يعني شيئا في المدى الطويل. عفوا، يمكن لهذا التنافس أن يعني شيئا واحدا هو أنّه لا يمكن لسوريا البقاء موحّدة، وأنّ لا بدّ في نهاية المطاف أن تقبل أي قيادة جديدة فيها، تسيطر على جزء من أراضيها، قيام منطقة عازلة بينها وبين إسرائيل…

من ورّط من في سوريا؟ هل النظام ورّط روسيا، أم روسيا نفسها ورّطت نفسها عبر مشروع غير قابل للتحقيق في بلد يصعب إعادة تركيبه بعدما تبيّن أنّ كلّ مؤسساته كانت مبنية على المذهبية ولا شيء آخر غير المذهبية، تحت عنوان سيطرة الأقلّية العلوية على كلّ مفاصل السلطة، بالتحالف مع أقلّيات أخرى وإبقاء الفتات للسنّة الذين يشكّلون ستة وسبعين في المئة من عدد السكّان.

يعرف النظام السوري أنّ المشروع الروسي ليس قابلا للحياة. لذلك يمارس كلّ أنواع الابتزاز مع روسيا التي اعتقد فلاديمير بوتين أن في استطاعته استخدام سوريا كي تكون رافعة لبلده الساعي إلى وراثة وضع القوّة العظمى التي سقطت مع سقوط الاتحاد السوفياتي.

يعود انهيار المشروع الروسي في سوريا، وهو مشروع لا يشجّع على استمراره سوى النظام، إلى أنّ الكرملين لم يفهم منذ البداية أن ليس في الإمكان إعادة بناء الدولة السورية. هذه الدولة انتهت في اليوم الذي اندلعت فيه الثورة الشعبية قبل ست سنوات إلا أسبوعين. في ذلك اليوم من شهر آذار – مارس 2011، قرّر السوريون أن يقولوا للنظام العلوي، الذي تحوّل إلى نظام عائلي بعد خلافة بشار الأسد لوالده، إن كفى تعني كفى وأنّ لا عودة إلى الماضي. لا عودة إلى نظام العبودية الذي تستخدم فيه أقلّية شعارات حزب البعث للتحكّم بالأكثرية.

ليس معروفا كيف يمكن لدولة مثل روسيا الدخول في لعبة إنقاذ نظام ميّت أصلا. هل دفعها إلى ذلك الرهان على إمكان إعادة بناء الجيش السوري عن طريق ضبّاط مرّوا في المعاهد العسكرية السوفياتية ثمّ الروسية، ومعظم هؤلاء من الضباط العلويين؟ هل دفعها إلى ذلك الاعتقاد الخاطئ بأنّ إيران قادرة على ضخ آلاف العناصر التابعة لميليشيات مذهبية لبنانية وعراقية وأفغانية تعوّض النقص في العناصر البشرية الذي يعاني منه النظام السوري؟

حسنا، ضخّت إيران آلاف العناصر التابعة لميليشيات مذهبية تعمل بإمرتها، ولكن ماذا بعد ذلك؟ دخلت هذه الميليشيات حلب، لكن روسيا تعرف قبل غيرها أن الانتصار الذي تحقّق على حلب لم يكن ممكنا من دون التواطؤ التركي الذي تترتب عليه أمور كثيرة.

من بين هذه الأمور الإقرار بأن مناطق معيّنة في سوريا يجب أن تكون تحت النفوذ التركي لا أكثر ولا أقلّ. في كلّ الأحوال، تورّطت روسيا في سوريا. سيصفّق النظام السوري والإيرانيون لهذا التورّط طويلا. كلّما مرّ يوم سيزداد هذا التورّط الذي لا أفق له، لا لشيء سوى لأنّ المشروع الروسي في سوريا لا أفق له من جهة، ولأنّ التراجع سيعني الكثير لفلاديمير بوتين. قد يتجاوز هذا الكثير مجرّد أن يكون الأمر نكسة سياسية قابلة للعلاج.

ما يؤكّد أن المشروع الروسي سقط نهائيا طبيعة الحوارات الدائرة في مؤتمر جنيف الذي دعت إليه منظمة الأمم المتحدة. تحوّل هذا المؤتمر إلى طبخة بحص ليس إلّا. جاء هذا المؤتمر بعد لقاءين في أستانا، عاصمة كازاخستان، شارك فيهما الروسي والإيراني والنظام والمعارضة. كانت الولايات المتحدة حاضرة عبر بعثتها الدبلوماسية في العاصمة الكازاخية. كانت النتيجة الاضطرار للعودة إلى جنيف حيث يدور بحث جديد عن جنس الملائكة.

إذا وضعنا جانبا الفشل الذي لحق بمؤتمر جنيف، لا مفرّ من الاعتراف بأنّ التورط الروسي في سوريا لن يعفي الكرملين من الإجابة عن أسئلة محدّدة في الأسابيع القليلة المقبلة.

في مقدّم هذه الأسئلة هل ستلجأ روسيا إلى “الفيتو” مرّة سابعة في مجلس الأمن لمنع صدور قرار جديد يتضمن أسماء مسؤولين سوريين في قضية مرتبطة باستخدام أسلحة كيميائية في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري؟

هناك سؤال آخر في غاية الأهمّية مرتبط بنية الولايات المتحدة إرسال قوات إلى المنطقة لضمان قيام مناطق آمنة في سوريا، خصوصا في منطقة الحدود مع الأردن. ما الموقف الذي ستعتمده موسكو من هذه المسألة؟

أدّى التورط الروسي في سوريا إلى إطالة عمر نظام منته. هذه خلاصة الأمر. تبيّن مع اندلاع الثورة السورية أنّ هذا النظام لا يستطيع البقاء، ولو شكلا، من دون تدخّل خارجي. تدخّلت إيران مباشرة ثم عبر ميليشياتها ذات التسميات المختلفة. بعد 2015، كان لا بدّ من اللجوء إلى روسيا التي أرسلت طائراتها إلى منطقة الساحل السوري، وحالت دون سقوط المنطقة العلوية أوّلا. لم تستطع روسيا بدورها استكمال مهمّتها المرتبطة بمشروع محدّد يقوم على إعادة بناء الجيش السوري، من دون تركيا.

من يُخرج روسيا من ورطتها السورية التي يبدو أن النظام شجّعها على السقوط فيها. هل الخلاص الروسي بالتعلّق بالحبال الأميركية التي يسعى النظام بدوره إلى الاستعانة بها بعدما أرسل المرّة تلو الأخرى إشارات إلى إسرائيل فحواها أنّه مستعد لدفع أي ثمن تطلبه في حال كان ذلك يؤمن له البقاء في دمشق…

من ورّط من في سوريا صار سؤالا تجاوزه الزمن والأحداث في وقت لم يبق في الساحة سوى الأميركي والإسرائيلي اللذين يقفان على استعداد ليوم الحصاد.

هل يبقى شيء من سوريا وشعبها في مثل هذا اليوم؟


إعلامي لبناني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ورّط من في سوريا سؤال تجاوزه الزمن من ورّط من في سوريا سؤال تجاوزه الزمن



GMT 19:06 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

استنزاف واستخفاف

GMT 05:23 2024 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

الحرب الإقليمية المشتعلة

GMT 18:32 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

إيران والأخطبوط وحدود القوة

GMT 18:46 2024 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

نحن لا نشبه الآخر!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib