القطاع المصرفي وسقوط لبنان
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

القطاع المصرفي وسقوط لبنان

المغرب اليوم -

القطاع المصرفي وسقوط لبنان

خيرالله خيرالله
بيروت - المغرب اليوم

من يدافع حاليا عن النظام المصرفي الذي فيه ودائع لكل اللبنانيين من كل الطبقات والمذاهب والطوائف، والذي يختزل في الوقت ذاته جزءا من ثقافة الحياة والحيوية اللبنانية؟

مثلما لم يوجد في العام 1969 من يستوعب النتائج المترتّبة عن توقيع اتفاق القاهرة، باستثناء العميد ريمون أدّه، لا يوجد في السنة 2019، التي تشرف على نهايتها، سوى قليلين يدركون المعنى العميق لانهيار القطاع المصرفي اللبناني. ما نشهده حاليا في “عهد حزب الله”، الذي زاد عمره على ثلاث سنوات، هو انهيار آخر لجزء من لبنان… أو لما بقي من لبنان.

كان القطاع المصرفي بنظامه الحر، الذي احتاج بناؤه سنوات طويلة، خطّا أساسيا في الدفاع عن لبنان. هناك من يعتبر أنّه بقي خط الدفاع الأوّل عنه في ضوء تشابك المصالح بين كلّ فئات المجتمع من أجل المحافظة على مصارف بيروت كجاذبة للأموال والاستثمارات العربية، وغير العربية، وأموال اللبنانيين العاملين في الخارج، ولعب دور الملجأ الآمن لها. لذلك كان ذلك التنوّع في تركيبة كلّ مصرف من المصارف، وهو تنوّع ساهم فيه العرب الأغنياء الذين وجدوا موقعا قويّا لهم في غير مصرف لبناني. لذلك أيضا كانت هناك دائما مصارف أجنبية تعمل انطلاقا من لبنان وبيروت بالذات. بقي معظم هذه المصارف يعمل في أحلك الظروف…

بقيت المصارف تدافع عن لبنان وساعدت في صموده بعد توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم الذي لم يكن سوى كارثة. من يدافع حاليا عن المصارف التي يوجد من يريد تحميلها أعباء ما حل ببلد لم يعد فيه صاحب الوديعة قادرا على التصرّف بها كما يشاء؟

من يهاجم المصارف ويدعو إلى استعادة أموال منها، يعتدي على كلّ القيم التي قام عليها لبنان. يحدث ذلك في وقت لا يوجد من يريد مواجهة الحقيقة ويفضّل الهرب منها عن طريق رفع الشعارات الطنانة التي لا فائدة تذكر منها. هل صدفة أن يلتقي عند مهاجمة المصارف بقايا حزب شيوعي أكل الدهر عليه وشرب، وأحزاب طائفية ومذهبية تمتلك ميليشيات مسلّحة لا ولاء لها للبنان… باعتراف قادتها؟

ينسى رافعو هذه الشعارات الطنانة، من الذين ينتمون إلى ميليشيات مذهبية لا تدرك أن ليس لدى إيران ما تصدّره إلى خارج حدودها غير الغرائز المذهبية، أن لبنان كان حالا فريدة في المنطقة بسبب نظامه الليبرالي من جهة، ومصارفه من جهة أخرى. هذا ما مكّن لبنان من الاستفادة إلى أبعد الحدود من كلّ الأحداث التي مرّ فيها الشرق الأوسط بعد 1948 حين أُعلن قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين مع كل ما لحق من ظلم بالشعب الفلسطيني… وبعد سلسلة الانقلابات العسكرية في مصر وسوريا والعراق التي رافقتها تأميمات. كانت هذه التأميمات تجفيفا للغنى الحقيقي داخل مجتمعات عربية كانت مصر تمثل طليعتها.

كان أكثر ما أفاد لبنان في تلك المرحلة، مرحلة خمسينات القرن الماضي وستيناته، هروب كبار رجال المصارف الفلسطينيين والسوريين إليه، إضافة إلى عدد كبير من رجال الأعمال. كذلك هربت كفاءات مصرية ثمّ عراقية مع رساميل كبيرة، في وقت كانت بيروت تمثل المكان الذي يأتي إليه أغنياء الخليج كما يرسلون إليه أبناءهم للتعلّم في جامعاته، في مقدّمها الجامعة الأميركية. ينسى كثيرون أن الجامعة الأميركية تأسست في 1866، أي قبل ما يزيد على قرن ونصف قرن!

ظلّ النظام التعليمي في كلّ وقت مصدر غنى للبنان. ما ينطبق على النظام التعليمي ينطبق على النظام المصرفي الذي تحوّل في مرحلة ما بعد بداية الاضطرابات الداخلية إلى حصن منيع حال دون سقوط لبنان، حتّى عندما انهار سعر صرف الليرة اللبنانية في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس أمين الجميّل وتلك التي تلتها في العام 1988.

لم يعد هناك حاليا ما يدافع به لبنان عن نفسه. في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه، ستكون هناك مجاعة في لبنان. هناك نحو 23 ألف موظف يعملون في المصارف اللبنانية. وهناك 120 ألف موظف يعملون في مؤسسات خاصة صغيرة وكبيرة. هؤلاء مهددون بالصرف في حال استمرّ الوضع الاقتصادي في التدهور. معظم هؤلاء لديهم قروض عليهم تسديدها للمصارف. كيف سيسددون هذه القروض التي لها علاقة بالسكن أو شراء سيارة، فضلا عن أمور أخرى في حال توقف النشاط التجاري في البلد؟

يبقى سؤال. هل وضع لبنان ميؤوس منه؟ الجواب أقرب إلى نعم من أيّ شيء آخر. لا تزال هناك فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصا بالنسبة إلى القطاع المصرفي الذي ستحتاج إعادة الثقة به وبلبنان عشرات السنوات في أقلّ تقدير. أين الفرصة؟ الفرصة في تشكيل حكومة اختصاصيين على وجه السرعة. وحدها حكومة من هذا النوع التي يستطيع رئيسها التحدث إلى الأميركيين والعرب والأوروبيين من أجل إيجاد آلية تُخرجُ لبنان من الدائرة المغلقة التي يدور فيها وهي دائرة لن تأخذه سوى إلى الدمار.

هناك عهد اسمه “عهد حزب الله” شارف على نهايته. تكمن خطورة هذا العهد في أنّه أزال خطا، ربّما كان وهميا، رسمه المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة، والعرب القادرون ماليا. كان هذا الخط يفصل، ولو نظريا، بين الحكومة اللبنانية من جهة، و”حزب الله” الذي يتحكّم بمفاصل الدولة اللبنانية وسياستها الخارجية من جهة أخرى. ما ساهم في إزالة الخط أيضا تدخل الحزب، الذي ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني، في سوريا والعراق واليمن.

لم يعد هذا الخط الوهمي موجودا، أقلّه من وجهة نظر واشنطن والعرب القادرين على مساعدة لبنان. فوق ذلك كلّه، اكتشف الأميركيون والأوروبيون والعرب أن لبنان لا يريد أن يساعد نفسه، لا عن طريق تشكيل حكومة “محترمة”، ولا عن طريق اختيار شخصية ما زالت قادرة على مدّ الجسور مع الخارج. على العكس من ذلك، هناك من يريد تصفية حساباته مع سعد الحريري في هذه الظروف بالذات. كان يمكن لمثل هذا التوجّه أن يكون منطقيا لو أمكن إيجاد شخص على رأس الحكومة يكون قادرا على فتح قنوات اتصال ذات جدوى مع واشنطن والعواصم الأوروبية والعربية. لماذا لا يكون بحث عن مثل هذا الشخص في حال كان مطلوبا منع عودة سعد الحريري إلى موقع رئيس مجلس الوزراء؟

دافع النظام المصرفي، مع عدم تجاهل حصول تجاوزات كثيرة في أحيان كثيرة، عن لبنان المتنوّع والمزدهر الذي عرفناه والذي كاد يذهب ضحية توقيع اتفاق القاهرة قبل نصف قرن.

من يدافع حاليا عن النظام المصرفي الذي فيه ودائع لكل اللبنانيين من كل الطبقات والمذاهب والطوائف والذي يختزل في الوقت ذاته جزءا من ثقافة الحياة والحيوية اللبنانية والمبادرة الفردية التي تميّز بها أهل البلد؟

 

قد يهمك ايضا
بيروت الحزينة حتى الموت
عبدالمجيد تبون… موظف أم رئيس

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطاع المصرفي وسقوط لبنان القطاع المصرفي وسقوط لبنان



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib