الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الحرب العراقية - الإيرانية المستمرّة

المغرب اليوم -

الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة

خيرالله خيرالله
بغداد - المغرب اليوم

كشف العراق إيران. ما يحصل في العراق من قمع وقتل للمتظاهرين بدم بارد على يد ميليشيات مذهبية تحرّكها طهران يؤكّد أمرين؛ أوّلهما أن مصير النظام الإيراني يتقرّر في العراق. أمّا الأمر الآخر فيتمثّل بأنّ الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت من 1980 إلى 1988 مستمرّة. إنّها حرب تدور داخل العراق هذه المرّة بهدف واضح. المطلوب إخضاع العراقيين، بمن في ذلك الشيعة العرب وإقناعهم، بالتي هي أحسن، بأنّ الاستعمار الإيراني قدر لا مفرّ منه من جهة، وأن “الحرس الثوري” على استعداد لاستخدام الوسائل التي استخدمها مع المواطنين الإيرانيين لإخماد الثورة الشعبية العراقية.

مضت أيّام والسكون يخيّم على إيران بعد أحداث مأساوية قتل فيها المئات. هذا لا يعني بأيّ شكل أن النار خمدت. على العكس من ذلك، لا تزال النار في إيران تحت الرماد. لكنّ النظام يعرف، في الوقت ذاته، أنّ العراق في غاية الأهمّية بالنسبة إلى مستقبله، وأن الانتصار الذي تحقّق على العراق في العام 2003، بفضل القوات الأميركية، هو الانتصار الحاسم وهو الخاتمة الحقيقية لحرب 1980 – 1988 التي انتهت بشبه انتصار عراقي بعدما قاتل العراقيون الشيعة من أجل العراق خلافا لكلّ الحسابات الإيرانية، بما في ذلك حسابات آية الله الخميني مؤسّس “الجمهورية الإسلامية” في إيران.

لم تكن الثورة الشعبية التي يشهدها العراق منذ الأول من تشرين الأول – أكتوبر الماضي سوى ثورة عراقية على النفوذ الإيراني في العراق. تشبه الثورة العراقية، إلى حدّ كبير، ثورة الشعب اللبناني الذي قام بتظاهرة الرابع عشر من مارس – آذار من العام 2005. جسّدت تلك التظاهرة ثورة للبنانيين على الوصاية السورية بعد شهر واحد بالتمام والكمال على اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في بيروت. نجح اللبنانيون بالفعل في إجبار النظام السوري على سحب جيشه من لبنان في السادس والعشرين من نيسان – أبريل في تلك السنة. لكنّهم لم يدركوا في حينه أن النظام السوري لم يكن سوى غطاء لمخطّط إيراني كان يستهدف لبنان ولا يزال يستهدفه.

تبيّن مع مرور الوقت، استنادا إلى الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن إيران تقف وراء تفجير موكب رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. هناك بكلّ بساطة لعبة لا تعرف إيران غيرها. إنها لعبة التخلص من كلّ من تعتقد أنّه يمثل عائقا في وجه مشروعها التوسّعي، وهو مشروع قائم على الهرب المستمر إلى خارج حدود إيران. يترافق ذلك، في طبيعة الحال، مع رفع شعارات المزايدة على العرب في القدس وفلسطين تحت شعاريْ “المقاومة” و”الممانعة”.

اعتقدت إيران أن الاحتلال الأميركي للعراق الذي تمّ بالتنسيق معها شكّل نقطة تحوّل لا عودة عنها. ها هي تفاجأ كلّ يوم بأن العراقيين لم يرضخوا. على العكس من ذلك، إنّهم مصرّون على أن العراق هو العراق وإيران هي إيران.. هذا ما لم يستطع النظام الإيراني فهمه يوما، بما في ذلك الخميني نفسه الذي اعتقد في العام 1979 أنّ مجرّد قيام “الجمهورية الإسلامية” في إيران وإعلان نظام الوليّ الفقيه يجعلان من العراق ثمرة ناضجة يسهل قطفها إيرانيا. الأكيد أنّ ما ساعده في ذلك وجود نظام عراقي على رأسه صدام حسين لا يتمتع بكمّية كبيرة من الذكاء والفهم في كلّ ما له صلة بالقضايا الاستراتيجية المعقّدة أو التوازنات الإقليمية والدولية.

ساعد النظام العراقي وقتذاك الخميني من حيث لا يدري. فإعلان الحرب على إيران وإلغاء اتفاق الجزائر من جهة واحدة ساعد “الجمهورية الإسلامية” إلى حد كبير. ساعدها إعلان العراق الحرب، ردّا على استفزازات هي في الأصل إيرانية. عملت إيران كلّ ما تستطيع من أجل جرّ العراق إلى الحرب. حقّق الخميني هدفين. الأول استنهاض الروح الوطنية الإيرانية، والآخر إرسال الجيش الذي لم يكن له ثقة كبيرة فيه إلى الجبهات.

ما لم يدر في خلد إيران – الخميني أن الجيش العراقي سيصمد وأنّ الشيعة سيقاتلون بكلّ بسالة، خصوصا لدى اقتراب القوات الإيرانية من البصرة وتحقيقها اختراقات على جبهات عدة. ظهر في تلك المرحلة أن هناك روحا وطنيّة عراقية أيضا.

مرّة أخرى تتفاجأ إيران بالعراقيين وذلك على الرغم من أنّها أمضت ستة عشر عاما في محاولة إخضاعهم ومحو الهويّة الوطنية العراقية بطريقة ممنهجة. حصل ذلك عبر فرض رئيس الوزراء الذي تريده على العراقيين. كذلك، عملت إيران على تحويل “الحشد الشعبي” الذي ليس سوى مجموعة من الميليشيات المذهبية الموالية لها بديلا من الجيش العراقي.

يمثّل رفض شعب العراق الخضوع لإيران ذروة الفشل بالنسبة إلى طهران ونظام “الجمهورية الإسلامية”. ظهر بوضوح أنّ هذه الجمهورية عاجزة عن تقديم نموذج يحتذى به للعراقيين. مرّة أخرى، ليس لدى إيران ما تقدّمه إلى الآخرين خارج حدودها. ليس لديها ما تقدّمه للإيرانيين أصلا، لماذا يكون لديها ما تقدّمه للعراقيين أو للسوريين أو للبنانيين أو لليمنيين باستثناء مزيد من البؤس؟

فشلت إيران في كلّ ما قامت به منذ العام 1979. هناك نظام في أزمة مستمرّة يهرب منها باستمرار إلى خارج حدوده. كلّ ما في الأمر أن العراقيين يرفضون العيش في ظلّ الاستعمار الإيراني. اكتشفوا أنّ ثمّة حدودا للدهاء. لجأت إيران إلى الدهاء منذ قررت الانتقام يوما من العراق بعدما اضطر الخميني إلى وقف حرب السنوات الثماني في 1988، وإنْ على مضض.

سمح الاجتياح الأميركي للعراق بمباشرة إيران سياسة ذات طابع انتقامي. عاد قادة الميليشيات التابعون لها إلى بغداد على ظهر الدبابة الأميركية. سعوا إلى تأسيس نظام جديد. سهلت إدارة جورج بوش الابن المهمّة الإيرانية إلى أبعد حدود، خصوصا عندما تشكّل المجلس الانتقالي الذي همّش السنّة العرب كلّيا وبعد اتخاذ بول بريمر (المفوض السامي الأميركي مطلق الصلاحية في العراق) قراره القاضي بحل الجيش العراقي.

تكمن مشكلة إيران في أن الانتقام لا يمكن أن يكون سياسة. كشف العراق إيران التي لا تستطيع التعايش مع جار مستقرّ هو الجار العراقي. كان لا بدّ من العمل على تغيير طبيعة العراق والقضاء نهائيا على النسيج الاجتماعي العراقي. هذا ما فشلت فيه إيران التي تحصد حاليا ما زرعته. هناك روح وطنية عراقية لا تزال حيّة ترزق. هذا ما لم تستوعبه إيران يوما. هناك فوق ذلك كلّه حنين عراقي إلى ماض كانت فيه بغداد والبصرة والموصل من بين أهمّ المدن في المنطقة كلّها… وكان العراق مزدهرا بكلّ ما لكلمة ازدهار من معنى.

قد يهمك ايضا
"عهد حزب الله" شبه انتهى
أهمّية عدن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة الحرب العراقية  الإيرانية المستمرّة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib