حماس والعداء للفلسطيني المسيحي
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

"حماس" والعداء للفلسطيني المسيحي

المغرب اليوم -

حماس والعداء للفلسطيني المسيحي

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

تأتي حركة "حماس" كلّ يوم بدليل جديد على انّها تعمل في خدمة إسرائيل. كان آخر ما أقدمت عليه "حماس"، التي هي جزء لا يتجزّأ من التنظيم العالمي لحركة الاخوان المسلمين، التعميم الصادر عن وزارة الأوقاف في غزة.

نصّ التعميم، الذي يكشف مدى عداءها للفلسطيني المسيحي، على إطلاق سلسلة فعاليات مختلفة تحت بند "الحد من التفاعل مع الكريسماس".

بكلام أوضح، مطلوب الا تكون في غزّة أي مظاهر تشير الى وجود عيد الميلاد لدى الطوائف المسيحية. الاهمّ من ذلك كلّه، مطلوب من الفلسطينيين المسلمين الذين يشكلون أكثرية ساحقة في القطاع تجاهل هذا العيد المسيحي الذي لديه تقاليد خاصة به من بينها إقامة شجرة الميلاد وتزيينها. لم يعد مهمّا ما فعلته "حماس" بعد ذلك. فبعد موجة الانتقادات العارمة التي واجه قرارها المعادي للفلسطينيين المسيحيين، المغلوب على امرهم، أصدرت وزارة الأوقاف الحمساوية بياناً توضيحياً أكدت فيه أنها "تتمسك بوحدة الفلسطينيين، معتبرة المسيحيين شركاء في النضال والقضية". ما حصل قد حصل. هناك رسالة ارادت "حماس" توجيهها لا اكثر. فحوى الرسالة التي نجحت في توجيهها ان على الفلسطيني المسلم ان يكون متزمتا والّا يشارك الفلسطيني المسيحي، وهو مواطن من الدرجة الثانية او الثالثة، اعياده.

ما لا تدركه "حماس" أنّ الفلسطينيين المسيحيين لا يحتاجون الى شهادة في الوطنية لا منها ولا من غيرها. كشف ما فعلته انّها تتصرّف على نسق ما كان يتصرّف النظام السوري في لبنان. كان النظام السوري يصنّف اللبنانيين بين وطني وخائن بهدف إرهاب المواطن العادي. سمعت شخصيا في أحيان كثيرة مسؤولين سوريين يتحدثون على طريقة "صحيح انّه مسيحي، لكنه وطني". كيف يحقّ لنظام اقلّوي سوري لا يزال يعتاش إلى الآن من الاحتلال الإسرائيلي للجولان، في العام 1967، إعطاء شهادات في الوطنيّة في لبنان وفي غير لبنان. كان يفعل ذلك لتغطية حقيقته التي لا علاقة لها بالوطنية من قريب او بعيد. كان يغطْي عمليا عداءه الاوّل، وهو عداء للسنّة اللبنانيين الذين عمل على شرذمتهم على غرار شرذمته لاهل السنّة في سوريا. ظهر ذلك من خلال ما فعله لدى تغطية اغتيال رفيق الحريري في العام 2005 وقبل ذلك المفتي حسن خالد وآخرين. الى جانب ذلك، اغتال النظام الاقلّوي السوري سياسيا شخصيات مثل صائب سلام وتقيّ الدين الصلح وغيرهما!

يكشف الموقف العدائي لـ"حماس" من عيد الميلاد (الكريسماس)، أي ميلاد المسيح، حقيقة مثل هذه الحركات المتطرّفة التي تدّعي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، على غرار ادعاء النظام السوري انّه في قلب "محور المقاومة والممانعة" الذي تقوده "الجمهورية الاسلاميّة" في ايران التي تربطها تاريخيا علاقات اكثر من وثيقة بحركة مثل "حماس". نذرت "حماس" نفسها لسدّ كلّ الأبواب امام السلام، علما ان اليمين الإسرائيلي تكفل سلفا بالباقي بعدما التقت معه في منتصف الطريق وساهمت في صعوده عبر عملياتها الانتحارية.

ما سعت اليه "حماس" منذ يوم ولادتها، وما زالت تسعى اليه الى يومنا هذا، يتمثّل في تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني حيث لم يكن في مطروحا في يوم من الايّام من هو مسيحي ومن هو مسلم. الاولويّة لدى الحركة هي لتغيير وجه فلسطين ووجه الفلسطيني تحديدا. لذلك تطلق الصواريخ بين حين وآخر في اتجاه أراض إسرائيلية وذلك دعما للشعار الذي اطلقه ارييل شارون في يوم من الايّام عن "غياب الطرف الفلسطيني الذي يمكن التفاوض معه". ان نظرة الى تاريخ "حماس"، منذ لحظة اعلان ولادتها في ثمانينات القرن الماضي من اجل وضع العصي في طريق البرنامج الوطني الفلسطيني، تعطي فكرة عن الهدف الحقيقي للحركة. الهدف واضح كلّ الوضوح. على العالم النظر الى الفلسطيني من خلال ذلك المقنع الذي يحمل السلاح او المتأهّب لإطلاق صاروخ.

لعلّ الفرصة الاهمّ التي فوتتها "حماس" على الشعب الفلسطيني كانت في آب – أغسطس من العام 2005 عندما انسحبت إسرائيل من كلّ قطاع غزّة. بدل ان تساعد "حماس" في إقامة نواة لدولة فلسطينية مسالمة بعد انسحاب الاحتلال، سارعت الى اعتبار غزّة ارضا "محرّرة" يجب الانطلاق منها لتحرير كلّ فلسطين. الأكيد ان السلطة الوطنية لم تكن في تلك المرحلة في مستوى الحدث. لم تدر ما الذي عليها عمله بعد الانسحاب الإسرائيلي. هذا الامر سهّل على "حماس" مهمّتها الى حد كبير وصولا الى تنفيذ انقلابها منتصف العام 2007. لم يكن من هدف لهذا الانقلاب سوى الوصول الى الوضع الراهن. هناك امارة اسلاميّة في غزّة على طريقة طالبان. ليس العداء لـ"الكريسماس" سوى رمز من رموز هذه الامارة في ظلّ حصار اسرائيلي ورغبة لـ"حماس" في استمرار هذا الحصار.

كان في الإمكان تحويل غزّة الى منطقة مزدهرة. كان في الإمكان مواجهة الحجة غير المنطقية الإسرائيلية عن غياب المحاور الفلسطيني، لكنّ اصرّت على استكمال مشروعها القائم على تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني. اصرّت عمليا على تقديم كلّ الخدمات المطلوبة إسرائيليا في ظل قيادة فلسطينية تجاوزها الزمن وتجاوزتها الاحداث بعدما شاخت الى حد كبير. لم يعد في الإمكان حاليا سوى الاعتراف بالواقع المتمثّل في انّ "حماس" ظهرت أخيرا، من خلال عدائها للفلسطينيين المسيحيين، على حقيقتها. كلّ ما تريده هو بقاء امارتها الطالبانية في غزّة الى ما لا نهاية... على امل ان تعمّ التجربة الضفّة الغربية يوما.

ليس ما يمنع "حماس" من تحقيق طموحاتها التي تتجاوز غزّة في ظلّ العجز على مواجهتها من جهة والتواطؤ الإسرائيلي مع كلّ ما تقوم به من جهة أخرى. الأكيد انّ الشعب الفلسطيني لن يستسلم. سيظل هناك من يعمل على المحافظة على الهويّة الفلسطينية الجامعة. المؤسف ان المعركة مع "حماس" ستكون طويلة وتحتاج الى قيادة مختلفة. متى توجد مثل هذه القيادة؟ لا جواب في الوقت الحاضر. كلّ ما يمكن قوله ان اهل غزّة في سجن كبير من دون سقف وهذا ما يدركه معظم الفلسطينيين المقيمين في الضفّة الغربية الذين عليهم خوض معركة كبيرة على جبهات عدّة. في مقدّم هذه الجبهات ومن اهمّها، جبهة السلطة الوطنيّة التي تراهن على وهم إدارة جو بايدن وهي تعرف انّها لا تملك سوى لعب ورقة التنسيق الأمني مع إسرائيل. امّا الجبهة الثانية التي لا تقلّ اهميّة فهي جبهة منع "حماس" من نقل كلّ تخلّفها الى الضفّة فتهجّر ما بقي من مسيحيين فيها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس والعداء للفلسطيني المسيحي حماس والعداء للفلسطيني المسيحي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib