اليمن والخليج والتحول الأميركي
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

اليمن والخليج والتحول الأميركي

المغرب اليوم -

اليمن والخليج والتحول الأميركي

بقلم : خير الله خير الله

برحيل باراك أوباما عن البيت الأبيض، تغيّرت إلى حد كبير قواعد اللعبة السياسية في مناطق كثيرة من العالم، بما في ذلك اليمن. ظهرت إشارات عدة توحي بأن إدارة دونالد ترامب تعي، إلى حدّ ما، ما هو على المحك في اليمن ومعنى الانتشار الإيراني في ذلك البلد المهمّ استراتيجيا، وصولا إلى محاولة السيطرة على باب المندب. هذا المضيق ممرّ مائي دولي لا يمكن أن يكون تحت رحمة إيران، خصوصا أنّه يؤدي إلى قناة السويس.

لم يكن أوباما، الذي وضع نصب عينيه حماية الاتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني، في وارد الإقدام على أيّ خطوة يمكن أن تزعج إيران. لا في سوريا ولا في العراق ولا في لبنان ولا في اليمن. كان همّه محصورا باسترضاء إيران. كان الملفّ النووي يختصر بالنسبة إليه كلّ مشاكل الشرق الأوسط وأزماته. لم يرد أن يفهم يوما معنى التدخل الإيراني في اليمن وأبعاده.

في السنوات الأربع الأولى من عهد أوباما، كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية. كانت كلينتون أكثر جرأة من رئيسها في التصدي للمشروع التوسعي الإيراني، لكنها لم تعترض على الخطوة الأخطر التي أقدم عليها الرئيس الأميركي وقتذاك والمتمثلة بالانسحاب الأميركي العسكري من العراق. حصل هذا الانسحاب في العام 2010 ولم يكن في واقع الحال سوى استسلام لإيران ولرغبتها في أن يكون نوري المالكي رئيسا للوزراء. سلّم جورج بوش الابن العراق لإيران عندما أسقط النظام البعثي في نيسان – أبريل من العام 2003، لكنه سعى إلى إيجاد توازن ما داخل البلد بإبقائه على وجود عسكري فيه. ما لبث أوباما أن استكمل خطوة سلفه متخليا عن آخر ورقة أميركية في العراق. كان ذلك في السنة 2010 حين انسحب عسكريا تاركا لإيران أن تفعل ما تشاء وصولا إلى ما نحن عليه اليوم. العراق اليوم تحت السلطة المباشرة لإيران ممثلة بتجمع ميليشيوي مذهبي اسمه “الحشد الشعبي”.

لم تستطع هيلاري كلينتون في 2010 الاعتراض بأي شكل على القرار الذي اتخذه أوباما والقاضي بالاستسلام لإيران في العراق. استسلمت لأوباما الذي استسلم بدوره لإيران. ما نشهده اليوم على الأرض العراقية نتيجة طبيعية لسياسة أوباما. يكفي لتأكيد ذلك أنّ وزير الداخلية العراقي هو قيس الخزعلي. الخزعلي من قادة “الحشد الشعبي” ومن قادة الميليشيات المذهبية العراقية التي عملت في الماضي بإشراف إيراني مباشر، خصوصا عندما كانت إيران في حرب مع العراق بين 1980 و1988. هذه الميليشيات المذهبية منتشرة في كلّ مكان، بما في ذلك اليمن. صارت هذه الميليشيات عنوانا للانتشار الإيراني في المنطقة. في العراق وسوريا ولبنان واليمن. كانت هناك أيضا مساع لتكون الميليشيات الإيرانية حاضرة في البحرين لولا اليقظة الخليجية في حينه.

لا يمكن عزل الحال اليمنية عن الانتشار الميليشيوي الإيراني في المنطقة. لذلك من المهمّ متابعة التطور في النظرة الأميركية الجديدة إلى اليمن، وإلى أهمّية الممرات المائية في المنطقة، وهي ممرات مستهدفة إيرانيا.

ليس صدفة أن تردّ إيران، وإن من دون طائل، على استعادة قوات يمنية ميناء المخا من الحوثيين. هناك أهمية كبيرة لميناء المخا الذي يمكن منه التحكّم بباب المندب. بعد انسحاب “أنصار الله” من المخا، هاجمت زوارق للحوثيين فرقاطة سعودية وألحقت بها أضرارا. الأهمّ من ذلك كان ردّ الفعل الأميركي الذي وضع الاعتداء الإيراني على الفرقاطة السعودية في سياق السياسات المدانة التي تنتهجها إيران والتي شملت أخيرا تجربة صاروخ باليستي.

ليس سرّا أن إيران تستغل نفوذها الذي توفّره الميليشيات المذهبية التابعة لها لتقول إنّها قوة إقليمية وأن لديها نفوذها الذي يصل إلى بيروت وجنوب لبنان، فضلا عن الشاطئ السوري. بكلام أوضح، تريد إيران أن تقول إنّها ليست فقط دولة خليجية، بل هي متوسطية أيضا، كما هي دولة مواجهة على تماس مع إسرائيل. لذلك وقعت اتفاقات مع النظام السوري في شأن ضمان وجود لها على الساحل بموازاة الوجود الروسي. ليس اليمن بالنسبة إلى إيران مجرد شوكة تضعها في خاصرة السعودية تحديدا ودول الخليج العربي عموما. اليمن أيضا ساحل طويل يسمح بالسيطرة على عدد لا بأس به من الممرات المائية الدولية وطرق الملاحة التي تهمّ الدول المصدرة للنفط. هذا ما تنبّه إليه قادة خليجيون يمتلكون رؤية إستراتيجية وبعد نظر.

يعكس الموقف الأميركي الجديد فهما مختلفا لأهمّية اليمن وللمطامع الإيرانية في هذا البلد والمنطقة المحيطة به، من خليج العرب إلى القرن الأفريقي. كان دعم إيران للحوثيين (أنصار الله) يُقابل في الماضي باستهزاء المسؤولين الأميركيين الذين كانوا يقولون دائما إن “المهم هو الحرب على القاعدة” وأن قضية الحوثيين قضية داخلية يمنية. نعم، كانت الحرب على “القاعدة” في غاية الأهمّية، لكنّ الحدّ من النفوذ الإيراني في اليمن لم يكن أقلّ أهمّية عن تلك الحرب. استخفّ المسؤولون الأميركيون دائما بالعلاقة بين إيران والحوثيين، حتّى خلال الحروب الست التي خاضها علي عبدالله صالح معهم بين 2004 و2010.

لا شكّ أن الحوثيين جزء لا يتجزّأ من النسيج اليمني. لكنّهم ليسوا كلّ اليمن، بل ليسوا كلّ الشمال اليمني. استطاعوا الاستفادة إلى أقصى الحدود من الانقلاب الذي قام به الإخوان المسلمون والذي استهدف علي عبدالله صالح وذلك تحت غطاء “الربيع العربي” و”ثورة الشباب”. وصلوا إلى صنعاء وسيطروا عليها في الواحد والعشرين من أيلول – سبتمبر 2014. ما زالوا مقيمين فيها بعدما دخلوا في حلف جديد مع الرئيس السابق الذي سبق لهم وانقلبوا عليه في 2003 بعدما لعب دورا في إطلاقهم وربطهم بطريقة أو بأخرى بطهران وأدواتها الإقليمية.

سيستمر “التحالف العربي” في التقدم على جبهات عدّة في اليمن وذلك لمصلحة قوات “الشرعية”. الأكيد أن الإدارة الأميركية الجديدة أكثر فهما واستيعابا لطبيعة التحدي الذي يشكّله اليمن بالنسبة إلى دول الخليج العربي. كان هذا التحدّي وراء انطلاق “عاصفة الحزم” في آذار ـ مارس من العام 2015.

ليس صحيحا أن “عاصفة الحزم” لم تحقق قسما من أهدافها. لكنّ الثابت أن ثمّة حاجة إلى تأقلم خليجي مع التحوّل الأميركي وذلك من أجل تحقيق النتائج المرجوّة والمتمثّلة في الحلّ السياسي. هذا ليس ممكنا من دون إعادة نظر في العمق في تركيبة ما يسمّى “الشرعية” بحثا عن مثل هذا الحل السياسي في بلد لا أحد يستطيع إلغاء أحد فيه. هذا على الأقلّ ما كشفته المعارك في محيط صنعاء حيث كرّ وفرّ لا ينتهيان.

في نهاية المطاف، من المهمّ تحقيق انتصارات عسكرية في المحافظات الجنوبية وتلك الواقعة في مناطق الوسط وعلى طول الساحل اليمني. سيظلّ السؤال المطروح كيف البناء سياسيا على هذه الانتصارات المبنية على العزيمة الخليجية من جهة، والتي يمكن أن يسهلها الاستيعاب الأميركي، وإن المتأخّر للخطر الإيراني على دول المنطقة، وعلى الاستقرار فيها من جهة أخرى.

المصدر : صحيفة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن والخليج والتحول الأميركي اليمن والخليج والتحول الأميركي



GMT 15:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 16:42 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

GMT 17:50 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

نجاحات مغربية... و يقظة ضرورية

GMT 16:42 2024 السبت ,24 آب / أغسطس

غزة تحتاج إلى مشروع سياسي...

GMT 13:00 2024 الجمعة ,23 آب / أغسطس

بلد من دون كهرباء… يريد تحرير فلسطين!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib