الشرق الأوسط في 2014 بين داعش وإيبولا
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الشرق الأوسط في 2014 بين "داعش" وإيبولا

المغرب اليوم -

الشرق الأوسط في 2014 بين داعش وإيبولا

خير الله خير الله

كانت سنة 2014 سنة مصيرية في تكوين الشرق الأوسط الجديد من منطلق طائفي ومذهبي. هل إيبولا خطر على العالم؟ هل هي أخطر من إدارة أوباما التي يبدو أنها غير مستعجلة على أي حل.

لابدّ من العودة إلى البدء. والبدء كان الزلزال العراقي الذي ضرب المنطقة في ضوء الاحتلال الأميركي لهذا البلد قبل ما يزيد على أحد عشر عاما.

في السنة 2014 التي تشارف على نهايتها، ما زال الزلزال مستمرا وما زالت هناك تأثيرات لتردداته. انهار العراق وانهارت سوريا، فيما صار لبنان مهدّدا. انهار ما كان يسمّيه الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران التوازن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي الذي يصر الإيراني على أنّه خليج فارسي.

ما كان لهذا الزلزال ليدوم كل هذا الوقت لولا الرغبة الأميركية في ترك الأوضاع تتردى في الشرق الأوسط.

هناك في واشنطن إدارة لا تعرف ماذا تريد. أو ربّما تعرف ماذا تريد أكثر من اللزوم، ما دامت تفضّل الانشغال بمرض إيبولا، بين حين وآخر، بدل التركيز على تنظيم “داعش” الذي ولد من رحم السياسة الأميركية التي اختارت، إلى إشعار آخر، اعتماد سياسة الانتظار والوقوف موقف المتفرّج على ما تشهده المنطقة.

عطّل مرض إيبولا، حتى الآن، الحياة في ثلاث دول أفريقية هي غينيا وليبيريا وسيراليون. وعطلت “داعش” الحياة في ثلاث دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان، إلى حدّ ما. بين حين وآخر، نجد الإدارة الأميركية تركّز على كيفية معالجة هذه الظاهرة. فجأة، تخرج الإدارة بتصريحات، عبر مسؤوليها، عن خطورة إيبولا على البشرية وتدعو إلى انعقاد مجلس الأمن. فجأة أيضا، لا يعود كلام عن إيبولا. بقدرة قادر يعود الاهتمام إلى “داعش”، أي إلى “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو إلى “الدولة الإسلامية” التي لا حدود لها.

لم تستفق الإدارة في واشنطن على “داعش” إلّا بعد سيطرتها على جزء كبير من الأراضي السورية والعراقية مزيلة الحدود الدولية بين البلدين. احتلت مدينتي الموصل وتكريت وهدّدت أربيل. لعب تهديد أربيل الكردية دورا حاسما في حشد التأييد الدولي للحرب على “داعش” التي يشارك فيها تحالف يضم ما يزيد على أربعين دولة.

ما يجمع بين “داعش” وإيبولا، هو الغموض في مصدر الداء، أقلّه ظاهرا. ليس هناك في واشنطن من يريد العودة إلى الأسباب الموضوعية التي أدت إلى تمدّد “داعش” وعثور التنظيم على حاضنة له في العراق. هناك رغبة في معالجة الآثار الجانبية للمشكلة بدل الذهاب إلى الجذور.

أكثر من ذلك، هناك رغبة أميركية في استغلال “داعش” من أجل التقرّب من إيران. هدف باراك أوباما يبدو محصورا بعقد صفقة مع إيران. بالنسبة إليه، يختزل الملف النووي الإيراني كلّ مشاكل الشرق الأوسط. وهذا ما يفسّر، إلى حدّ كبير، المواقف المتناقضة التي تصدر عن كبار المسؤولين الأميركيين في شأن ما أُعلن عن ضربات وجّهتها إيران من الجو لمواقع لـ”داعش” في العراق. هناك، بين الأميركيين، من يرى فائدة في هذه الغارات الإيرانية، وهناك من يصرّ على أن إيران ليست طرفا في الحرب على الإرهاب ولا يمكن القبول بها عضوا في التحالف الدولي الذي يواجه “داعش”.

ليس معروفا ما فائدة هذه الضربات الجوية، علما أنّ إيران لا تمتلك سلاحا جوّيا فعّالا. هناك طائرات أميركية من طراز “إف4” موجودة لدى إيران منذ أيّام الشاه. انتهت صلاحية هذه الطائرات منذ فترة طويلة. لكنّ الواضح أنّ إيران تريد استخدامها في العراق، وليس في مكان آخر غير العراق، لتأكيد أنّها شريك في إدارة هذا البلد وأنّها تعتبره تحت وصايتها، بل مستعمرة من مستعمراتها، على غرار سوريا ولبنان واليمن.

جديد 2014 هو ولادة “داعش” التي جاءت من رحم “القاعدة”. الجديد أيضا هو ظهور “داعش” على أنها لاعب إقليمي. أمّا القديم، فهو يتمثّل في ردود فعل إدارة أوباما التي تسعى إلى تجاهل “داعش” أحيانا، وإلى التركيز عليها في أحيان أخرى، كما لو أنّ الأمر مجرّد لعبة تصلح لتمرير الوقت.

لا رغبة أميركية حقيقية في التعاطي مع موضوع “داعش” بشكل جدّي. لو كانت هناك مثل هذه الرغبة، لكانت الإدارة الأميركية أيقنت باكرا أن النظام السوري و“داعش” وجهان لعملة واحدة. لا يمكن معالجة موضوع “داعش” دون معالجة موضوع النظام السوري. بكلام أوضح ولدت “داعش” في العراق قبل عام 2003 تحت أسماء أخرى. لكنّ النظام السوري استوعب التنظيم لأسباب مرتبطة برغبته في محاربة الأميركيين في العراق. فعل كلّ ما يستطيع من أجل تقوية “داعش” وذلك قبل أن يكون هناك من سمع بهذا الاسم. تطورت الأمور مع مرور الوقت.
صارت لدى النظام السوري، المرتبط بإيران، حاجة أكبر إلى “داعش” مع اندلاع الثورة في سوريا. صار النظام السوري في أمسّ حاجة إلى أن يقدّم نفسه بصفة كونه يواجه مجموعات إرهابية وليس الشعب السوري الراغب في استعادة بعض من كرامته.

إلى الآن، لم تتّخذ إدارة باراك أوباما موقفا واضحا من النظام السوري، على الرغم من كلّ ما يقوله باراك أوباما عن ضرورة التخلّص من بشّار الأسد. كذلك، لم تتّخذ الإدارة الأميركية في الواقع موقفا أساسيا وفي العمق من “داعش”.

ليس ما يدلّ على أن الإدارة الأميركية تستوعب أنّه لا يمكن محاربة “داعش” دون التخلّص من النظام السوري. في غياب القدرة على اتخاذ موقف من النظام السوري، ليس أمام إدارة أوباما سوى الهروب إلى إيبولا، وخطر إيبولا. مثل هذه اللعبة في غاية السهولة لسببين. الأوّل أن إيبولا لا تهدّد العالم الغربي كما يصوّر الأميركيون. هناك بعض الحالات المعزولة فقط. السبب الآخر أنّ خطر إيبولا محصور في دول أفريقية.

أين المشكلة إذا أدّى هذا المرض، أو الوباء، إلى موت عشرة آلاف أو عشرين ألف أفريقي؟

لا يمكن محاربة “داعش” دون طرح سؤال أساسي مرتبط بالظروف التي سمحت بتمدّد التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، وصولا إلى لبنان. الجواب عن هذا السؤال في غاية البساطة. ما دام “حزب الله”، وهو كناية عن ميليشيا مذهبية في لبنان، مرتبطة عضويا بإيران، سمح لنفسه بإلغاء الحدود بين لبنان وسوريا، لماذا لا يلغي السنّة السوريون والعراقيون الحدود بين البلدين الجارين؟

تبدو إدارة أوباما على استعداد للتعاطي مع كل شيء باستثناء القضايا الأساسية في الشرق الأوسط. لو كان هناك أي استعداد أميركي للتعاطي الجدّي مع موضوع “داعش”، لكان هناك إدراك لواقع يتمثل في أنه لم يكن في الإمكان قيام تنظيم من هذا النوع في سوريا والعراق في غياب من يحتضنه.

من احتضن “داعش” هم أهل السنّة في مناطق سورية وعراقية معيّنة. وهذا عائد إلى أن حكومة نوري المالكي التي كانت تحظى برضا أميركي وإيراني فعلت كلّ ما تستطيع لجعل السنّة يشعرون، في بلدهم، بأنّهم مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة والرابعة.

حسنا، تخلّص الأميركيون من حكومة المالكي وجاؤوا بحيدر العبادي مكانه. هل سيكون في استطاعة الحكومة الجديدة أن تكون مختلفة في شيء عن الحكومة السابقة؟

ظهرت “داعش”. لكنّ لم يوجد، للأسف، من يريد محاربة هذا التنظيم الإرهابي بجدّية باستثناء الأردن الذي تابع “أبو مصعب الزرقاوي” داخل العراق. لم يوجد في واشنطن من يريد طرح الأسئلة الحقيقية. هل الأسئلة الحقيقية مؤجلة إلى السنة 2015، أي إلى السنة المقبلة؟

الأسئلة الحقيقية هي الآتية: هل من رغبة في تغيير إدارة أوباما موقفها من النظام السوري، بمعنى أن أي حرب على “داعش” لا يمكن أن تنجح بوجود هذا النظام؟ هل في الإمكان جعل الحكومة العراقية حكومة لجميع العراقيين وليس للشيعة فقط. أي حكومة للسنّة والأكراد والمسيحيين والتركمان والأيزيديين أيضا؟ يبقى سؤال أخير. هل في استطاعة الإدارة الأميركية إدراك أنّ الحرب على “داعش” تحتاج إلى مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار أنّ الشرق الأوسط ليس الملف النووي الإيراني، وأن الانشغال بهذا الملفّ لا يحلّ أية مشكلة من مشاكل المنطقة باستثناء تلك المرتبطة بالهواجس الإسرائيلية؟

يبقى ما هو أهمّ من ذلك كلّه أنّ العالم في حاجة بالفعل إلى اكتشاف علاج لمرض إيبولا. لكنّ العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، في غنى عن استخدام إيبولا للتغطية على الهفوات الأميركية، خصوصا تلك المرتبطة بالتقصير في فهم ظاهرة في خطورة ما يمثّله “داعش” على كل صعيد. فهذا التنظيم بات يرمز، أوّلا وأخيرا، إلى العجز الأميركي عن فهم ما يدور في الشرق الأوسط من جهة، والاستسلام للمشروع التوسّعي الإيراني من جهة أخرى.

تبدو الإدارة الأميركية، إلى إشعار آخر، في وضع المستسلم لإيران التي ليس ما يشير إلى أنّها متضايقة إطلاقا من الحرب الأميركية على “داعش” السنّية، ما دامت هذه الحرب تخدم “الدواعش” الشيعية التي تتمدّد في كلّ المنطقة، من لبنان إلى اليمن، مرورا بسوريا والعراق.

كانت السنة 2014 سنة مصيرية في تكوين الشرق الأوسط الجديد من منطلق طائفي ومذهبي للأسف الشديد. هل إيبولا خطر حقيقي على العالم؟ هل هي أخطر من إدارة أوباما التي يبدو أنّها غير مستعجلة على أي حلّ من أي نوع كان، في أي مجال كان.

"العرب"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشرق الأوسط في 2014 بين داعش وإيبولا الشرق الأوسط في 2014 بين داعش وإيبولا



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib