سورية كوظيفة أميركية لروسيا
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

سورية كوظيفة أميركية لروسيا

المغرب اليوم -

سورية كوظيفة أميركية لروسيا

بقلم : مصطفى فحص

لم تتردد الولايات المتحدة الأميركية في تلبية رغبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسعية، فقدمت له الفرصة وفقا لشروطها المضمرة في ممارسة دور عالمي في سوريا، وسهل عليه نظيره الأميركي باراك أوباما، في انكفائه، القيام بخطوات سريعة على الصعيدين الإقليمي والدولي تعكس مدى حاجته العميقة إلى الاعتراف بموقع بلاده على الخريطة الدولية. ففي الطريق إلى دمشق، تهيأ للقيصر الروسي الجديد فلاديمير بوتين أنه الوحيد القادر على الاستثمار فيما اعتبره تراجعا أميركيا عن قضايا المنطقة، فاندفع بكل ما يملك على الأحادية القطبية أو حتى مناكفتها، اندفع إلى تمدد سياسي وعسكري في أغلب أزمات العالم، محاولاً من إمكانيات ولو محدودة، مقارنة بالدول الكبرى أو مجموعة العشرين، ودون الانتباه إلى تداعيات التمرد
فرض احترام بلاده في نادي الكبار، وإرضاء لغرور الطبقة العسكرية الروسية المطالبة بإعادة الاعتبار لدورها ونفوذها بعد ربع قرن من التفرد الأميركي.

في 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، اعتقد فلاديمير بوتين أن الخلاف المستحكم بين إدارة البيت الأبيض ومراكز صنع القرار الأميركي حول كيفية التعامل مع الملف السوري، وانعكاسه سلًبا على علاقة واشنطن بحلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، يتيح له قلب المعادلة السياسية والعسكرية في سوريا، فرفع عصا «كاترين» ومنجل السوفيات، وأعلن عن عودة أسطوله العسكري إلى المياه الدافئة، واستباحت طائراته الحربية الأجواء السورية على مرأى من طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب، ومسمع ماُيسمى بالمجتمع الدولي الذي صم آذانه عن صرخات الاستغاثة التي أطلقها الشعب السوري من أجل وقف حملة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها.

خلال عام كامل من تدخلها، تمادت موسكو في الاستخدام المفرط للقوة، كوسيلة لإجبار السوريين على الاستسلام، وعندما فشلت في الوصول إلى أهدافها، قررت سحق المعارضة عسكريا، بعد أن تمكنت، بالتواطؤ مع إدارة البيت الأبيض، من إضعافها سياسيا، مستغلة التفريط الأوبامي بسوريا دولة وشعبا، من أجل تغطية إفراطها في ممارسة التدمير الممنهج ضد المعارضة السورية، وفي اعتماد القسوة والعنف من أجل العودة بالزمن إلى ما قبل 18 مارس (آذار) 2011.

أحست موسكو بأن الوقت يداهمها، فراهنت على الأيام الأخيرة لأوباما في البيت الأبيض، وحاولت استغلال رغبته في الحفاظ على ماء وجهه في سوريا، فعرضت على وزير خارجيته جون كيري توقيع اتفاقية استسلام في حلب، تكرس حصرية قرار الحل السوري في يدها، ولكن ما لم يدركه الروس أن في وشنطن رأًيا آخر عّبر عن نفسه في دير الزور، وفي قرار وقف التعاون معهم، وبالعودة إلى التلويح بخيارات أخرى تعيد التوازن إلى الموقف الأميركي، وبات على الكرملين التعامل مع هذه المعطيات كرسالة أميركية مبكرة، بأن ولاية أوباما انتهت وعلى الكرملين أن يستعد مستقبلاً لسحب التفويض الأميركي الذي أعطاه له أوباما في سوريا، بعد تراجعه عن ضرب النظام عقاًبا له على استخدام السلاح الكيماوي سنة 2013 ،فقد انتهت
الوظيفة التي أوكلت إليه، فهي أكبر من قدرته على الإحاطة بها، ولم يعد فلاديمير بوتين في المستقبل القريب قادرا على استعراض إنجازاته في سوريا بعد أن أجمع أعضاء مجلس الأمن على اعتبارها جرائم حرب.

لقد تحولت سوريا من الهدية الكبرى لبوتين إلى لعبة كبرى جديدة، استغلته فيها واشنطن التي لم تكن مستعجلة في إسقاط نظام الأسد، فأوكلت إليه إنجاز المهمة، ولم يكن قبول واشنطن الضمني بالتعاون الإيراني الروسي إلا من أجل الحفاظ على المصالح الإيرانية، الذي كانت نتيجته اتهاًما عربًيا لموسكو بالانحياز لطهران، وهو اتهام حولها إلى عدو للأغلبية العربية والإسلامية.

في فن التوظيف الأميركي لروسيا، كَّرست واشنطن التعامل مع موسكو ليس كدولة عظمى بل كدولة تملك وظيفة دولية، أتاح لها امتلاك حق النقض (الفيتو)، الذي رفعته في أغلب الأحيان دفاًعا عن جرائم الأسد، في اللحظة التي لم تكن الدول الكبرى راغبة في معاقبته. فقد ضرب بوتين بعرض الحائط أكثر من 70 سنة من التاريخ المشترك بين الشعوب السوفياتية والعربية، وذهب إلى مواجهة فرضت عليه استخدام القنابل الارتجاجية الضخمة ضد المدنيين في حلب، من أجل تحقيق التوازن المفقود مع الديموغرافيا السورية.

أدارت واشنطن العالم بعد الحرب الباردة كشركة عالمية تملك 51 في المائة من أسهمها، وتركت لشركائها الأربعة دائمي العضوية في مجلس الأمن التنازع على الأسهم المتبقية، وفي اللحظة التي قرر فيها رئيس مجلس هذه الإدارة بصفته المساهم الأكبر تعطيل الشركة، حاول شريك صغير، على الرغم من قلة إمكانياته، إدارتها، ففاقم أزماتها وجعل نفسه عرضة للمساءلة نتيجة إدارته السيئة، التي قد تجعله الخاسر الوحيد بعد انتخاب رئيس مجلس إدارة جديد في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورية كوظيفة أميركية لروسيا سورية كوظيفة أميركية لروسيا



GMT 11:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

قاليباف... عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان

GMT 17:50 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

ذاكرة لأسفارنا الأليمة

GMT 18:41 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

إيران... بين الثابت والمتحول داخلياً وخارجياً

GMT 17:46 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

طهران ــ تل أبيب... مسار التصعيد

GMT 13:06 2024 الجمعة ,27 أيلول / سبتمبر

إيران لا تريد الحرب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib