الأوراش الكبرى المؤجلة
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

الأوراش الكبرى المؤجلة

المغرب اليوم -

الأوراش الكبرى المؤجلة

احمد عصيد

ما صرح به الدكتور عباس الجراري في اللقاء الوطني الذي نظمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من دجنبر من كل سنة، والذي لم أتمكن من حضور جلسته الافتتاحية بسبب تزامنها مع نشاط آخر، يستحق منا وقفة تقدير واهتمام بسبب ما ورد فيه من آراء نقدية ومقترحات عميقة وبناءة، نتقاسمها باقتناع وندافع عنها، وإن كانت لا يتم فهمها واستيعابها عندما نعبر عنها نحن المشتغلون في مجال ثقافي آخر هو المجال الثقافي الأمازيغي، حيث يعتقد المدافعون عن العربية بأننا نرمي إلى الإساءة إلى العربية أو التقليل من شأنها، بينما يتعلق الأمر بنفس الأفكار النقدية التي يحملها الكثير منهم، والتي ما زالت لم تتحول إلى أوراش عمل دائمة وفعالة، مما يجعلها أوراشا معلقة أو مؤجلة باستمرار، حيث تعطى الأهمية والأولوية للدفاع عن موقع العربية داخل المؤسسات في مواجهة اللغات الأجنبية أو اللغات الصاعدة كالأمازيغية، بينما كان ينبغي في تقديري الاقتداء بأسلوب العمل الذي انتهجه المشتغلون في مجال الثقافة الأمازيغية، والذي هو المزاوجة بين العمل النضالي والعمل العلمي والفكري الذي يهدف إلى تهيئة اللغة وتطويرها وتأهيلها للعب أدوار ووظائف جديدة.

لا شك أن الأخصائيين في اللغة العربية قد عقدوا الكثير من المؤتمرات واللقاءات العلمية من أجل البت في قضايا هذه اللغة سواء من الناحية المعجمية أو المورفولوجية والتركيبية، لكن الملاحظ أن هذه اللقاءات غالبا ما تكتسي طابع العمل النظري الذي سرعان ما تتناسى نتائجه، في الوقت تحتاج فيه اللغات لمعامل اشتغال دائمة ذات صلة بمراكز القرار حتى تتحول نتائج البحوث العلمية إلى أساليب تدبير مؤسساتية، ومن هنا أهمية إخراج أكاديمية اللغة العربية إلى حيز الوجود.

لكن أوراش العمل التي يقترحها الدكتور عباس الجراري بحاجة أولا إلى إزالة مجموعة من العوائق الإبستمولوجية والإيديولوجية والتي منها:

ـ اعتبار أي نقد موجه لوضعية العربية ونسقها ومعجمها إساءة لها ومؤامرة تهدف إلى التقليل من شأنها أو تبرير تهميشها، وعدم اعتبار ذلك النقد عامل تطوير لهذه اللغة كغيرها من اللغات.

ـ الاعتقاد بأن العربية كاملة لا يعتريها نقص ولا حاجة بها إلى أي تجديد، وربطها المفرط بالدين إلى درجة تقديسها مما يعوق بنجاح كل عمليات تطويرها التي تحتاج إلى الكثير من التحرر الفكري والكثير من الشجاعة. فما يتم ترويجه مثلا من غنى معجم اللغة العربية والاستدلال على ذلك بأدلة من التراث، لا يتطابق مع حاجة العربية إلى المعجم العلمي الحديث وعدم مواكبتها للانفجار المعرفي الحادث في العالم، والذي أصبح يقاس بالثواني والدقائق، ذلك أن تدريس العلوم في الجامعة والمعاهد العليا يقتضي متابعة حثيثة للحقل العلمي وإبداعا معجميا متواصلا. وقد سبق للدكتور عبد الله العروي أن أبدى ملاحظات عديدة حول نسق العربية ونحوها وصرفها ومعجمها لكن آراءه لم تلق الآذان الصاغية.

ـ اعتبار أي اهتمام بلغة وطنية أخرى مخططا لإضعاف العربية أو مزاحمتها، واعتبار أن العربية لا يمكن أن تحيا وتزدهر إلا على حساب اللغات الأخرى، وهذا نتج عن الغلو الإيديولوجي لبعض التيارات كالقومية العربية والإسلام السياسي، ومثال ذلك ما ذهب إليه الراحل محمد عابد الجابري عام 1974 من ضرورة "إبادة اللهجات البربرية" لكي تنهض العربية وتنتشر، وما عبر عنه الشيخ المرشد الراحل عبد السلام ياسين عام 1996 من اعتبار الأمازيغية "ضرّة" للعربية مهمتها التشويش على لغة الضاد وعرقلة أدائها لمهمتها الشريفة والنبيلة، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه الدكتور أحمد الريسوني مؤخرا والذي استعمل بدوره كلمة "الضرة"، وهذا كله خطأ، إذ هو أسلوب في التفكير يتناقض مع المنطلقات العلمية، كما يتنافى مع النظرة الديمقراطية المنصفة، ذلك أن لكل لغة مكانتها في السياسة اللغوية المتوازنة والعقلانية، إذ المطلوب تدبير التنوع وليس إلغاؤه أو اختزاله إلى عنصر أو عنصرين.

ـ العمل على إيجاد حل لمشاكل تدبير العربية على رقعة واسعة ممتدة على بلدان ودول عديدة، مما يجعل الاجتهادات المعجمية أو النسقية في اللغة العربية لا تلقى الإجماع والاتفاق المطلوب، وبالتالي تجعل من غير الممكن تطبيقها في هذا البلد أو ذاك، لأنها إن تم إقرارها في بلد لا تلقى نفس الترحيب في بلد آخر، ومثال ذلك ترجمة المصطلحات العلمية التي تختلف اختلافا كبيرا بين المغرب وبلدان المشرق.

وبهذا الصدد فقد أشار الدكتور عباس الجراري إلى ضرورة استفادة العربية من العمل الذي يتمّ على اللغات الوطنية الأخرى، وهذه التفاتة هامة، لأن النهج الذي اتبع في مشروع النهوض بالأمازيغية والذي أصبح نموذجا يقتدى في المنطقة كلها، لم يكن له أي صدى على تطوير اللغة العربية والاشتغال عليها. فالمقررات الدراسية الأمازيغية والكتب المدرسية مثلا التي لم يشرع في وضعها إلا من سنة 2003 تعدّ نموذجا متقدما في انسجامه مع مقتضيات البيداغوجيا العصرية لتدريس اللغات، في الوقت الذي ما زالت فيه أساليب تدريس العربية بطيئة التطور بسبب رسوخ النظرة التقليدية إلى هذه اللغة.

ونعتقد أن الأوراش الكبرى للغة العربية والتي يعيها الأخصائيون في هذه اللغة وعيا تاما تتعلق أساسا بضرورة النظر في النحو العربي وتحديثه بسبب الصعوبات الجمة التي يصادفها الأطفال والكبار على السواء في تعلمه، وكذا النظر في الإملاء وتنميطه تنميطا حديثا، والعمل على إغناء المعجم سنويا بأعداد كبيرة من المصطلحات الفلسفية والعلمية لأن هذا يعدّ من مظاهر حيوية اللغات ومواكبتها للعصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأوراش الكبرى المؤجلة الأوراش الكبرى المؤجلة



GMT 19:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ما بعد العودة الميمونة

GMT 19:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 19:33 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib