بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب

المغرب اليوم -

بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب

احمد عصيد

ثمة أمور تتعلق بظاهرة الإرهاب وبالإسلام في السياق الغربي، لا يستوعبها كثير من المسلمين في المجتمعات الإسلامية، حيث يقومون في غالبيتهم بإصدار أحكام أو اتخاذ مواقف لا تفيد في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، بقدر ما تسقط في تبريرها، وتتسبب بالتالي في استفحالها، مما يهدد مصالح الجالية المسلمة ومستقبلها بشكل كبير، ومن هذه الأمور ما يلي:

ـ أن الإسلام في السياق الغربي ليس هو إسلام المغرب أو الجزائر أو تونس أو الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بل هو إسلام معولم وهابي النزوع والتوجّه، مرجعيته مشرقية خليجية أو أفغانية، فلسفته تطبيق النصوص الدينية حرفيا وبدون أية مراعاة للواقع المتجدد، واعتماد كل الوسائل في سبيل ذلك بما فيها العنف المادي المباشر، وهو إسلام مستقوي بشبكات تمويل هائلة، ويعتبر الدين دولة وسياسة وليس شأنا فرديا، كما أنه لا يخصّ المتطرفين والإرهابيين الذين هم قلة، بل يشمل أعدادا كبيرة من أبناء الجالية المسلمة التي تعاني من أزمة هوية خانقة، فتعتبر فقهاء بلدانها عملاء للسلطة، وتشكك في حسن إسلامهم، وتضع ثقتها في خطباء ودعاة التطرف الديني وفي القنوات العربية المروجة لخطابات الغلو الديني المعادي للدول والمجتمعات الغربية.

ـ أن الإسلام عند الغربيين لا يتمثل في نصوص الدين من قرآن وحديث، بل يتجسد في  سلوك المسلمين الذي يفهم على أنه "تطبيق للإسلام"، خاصة وأن المسلمين يظهرون تشبثا كبيرا بدينهم، ولا يفتئون يؤكدون على أنهم حريصون على جعل حياتهم مطابقة للنصوص الدينية، مما يجعل كل سلبيات سلوكاتهم تمثل تجسيدا للإسلام لدى الغربيين.

ـ أن العمليات الإرهابية في الغرب لا تؤدي كما يعتقد المتطرفون إلى شيوع الخوف بين الناس، او تراجع الدولة عن سياستها ومبادئها، بل على عكس ذلك تؤدي إلى التحرّر من الخوف بشكل كبير، وإلى مزيد من الإصرار على ترسيخ الديمقراطية، وسبب ذلك وجود أساس تعاقدي صلب تم الحسم فيه منذ أزيد من قرن، وهو التعاقد الديمقراطي الذي ما زالت تفتقر إليه المجتمعات الإسلامية التي تتطاحن داخلها مشاريع متناقضة.

 ـ أن الدول الغربية مبنية على فكرة الحرية وعلى نزعة عقلانية شديدة الحساسية من استعمال الدين في المجال العام، وأن رغبة المسلمين في فرض مظاهر تدينهم في الفضاء العام وفي القوانين، يؤدي إلى شعور الغربيين بتهديد مكتسباتهم (وخاصة الحريات الفردية) التي بذلوا من أجل تحقيقها تضحيات جسيمة، مما يجعل الخوف يحلّ محلّ فكرة التعايش السلمي.

ـ أن رغبة المسلمين في استثناء دينهم وحده من أي نقاش أو تناول نقدي في الغرب، أو من الإساءة لمقدساتهم الدينية (هذه الإساءة التي علينا أن نقرّ بأنها أمر سلبي)، يقتضي بالمقابل أن يكفوا عن إتيان الأفعال التي تعرض دينهم للنقاش أو التهجم، فالذي يعبر عن مشاعر الكراهية لغير المسلمين ويسميهم "خنازير" مثلا، ويعتبر أن مرجعيته الدينية هي التي أقرت ذلك، أو يطالب مثلا بتطبيق الشريعة في فرنسا احتراما لخصوصيته الدينية، أو الذي يطالب بالفصل بين الجنسين في المؤسسات، ملزم بتحمل كل ردود الأفعال المحتملة والتي منها السخرية، لأن السخرية تصبح رد فعل على سلوكات إسلامية شاذة ومثيرة للاستنكار، وهي سلوكات من المؤكد أنها تسيء إلى الإسلام بشكل كبير..

ـ أن سعي الإسلام السياسي إلى جعل الجالية المسلمة تتخندق في حياة طائفية خاصة تتعارض مع قوانين دولة الاستقبال، يؤدي إلى تضخيم وهم بناء دولة دينية إسلامية داخل الدولة الديمقراطية الحديثة، مما يؤدي إلى مزيد من النفور والكراهية للمسلمين، كما يؤدي إلى تهديد استقرار البلد المذكور وتهديد مصالح جميع مكوناته، بما فيها المكون الإسلامي. وقد أعلن بعض المتطرفين من لندن قبل عام أن "أول دولة غربية ستتحول إلى دولة إسلامية تطبق فيها الشريعة إن شاء الله هي بلجيكا" (كذا!).

أنّ القول إن "الإرهاب غريب عن الإسلام" لا يعفي المسلمين من نقاش فقهي دقيق حول النصوص المعتمدة من طرف المتطرفين، مع فحص المرجعيات الفقهية في تفسيرها وفهمها، والتباحث في كيفيات إيجاد مخارج اجتهادية ممكنة تقطع الطريق أمام استغلال تلك النصوص، وتبين الأسباب الداعية في السياق الراهن إلى عدم إمكان العمل بها.

ـ أن الصيغة الوحيدة الممكنة لتواجد الإسلام في السياق الغربي هي الصيغة العلمانية التي تجعل منه دينا للأفراد الذين يعيشون في ظل دولة علمانية تحمي جميع مواطنيها بغض النظر غن عقيدتهم أو لونهم أو عرقهم أو نسبهم وتساوي بينهم أمام القانون، الذي هو قانون محايد، لا ديني، وقابل للتعديل عند الحاجة.

ـ أن الإرهاب قد تحول إلى سوق وعمل احترافي لا علاقة له بأي دين، حيث أصبح يعمد إلى وسائل الدعاية العصرية للقتل والتفجير والانتحار مثلما تقوم شركات الإنتاج بالدعاية لأية بضاعة سينمائية، وهو ما يغري الشباب الغربي الضائع بالبحث عن المغامرة وعن  فسحة من الوقت يطلقون فيها العنان لنزواتهم الهوجاء ولغريزتهم في التدمير خارج رقابة القانون والدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 12:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
المغرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib