لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

لا نعرفهم جيدا.. تقي الدين الهلالي

المغرب اليوم -

لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي

بقلم - جمال بودومة

بالصدفة تعرفت على شخصية محمد تقي الدين الهلالي، بينما كنت أقرأ عن “إذاعة برلين”، التي أسسها مدافعون عن “القضية العربية” في نهاية الثلاثينيات، بتمويل من هتلر، وازدهرت مع الحرب العالمية الثانية. استوقفني وجود مغربي ضمن طاقم “الراديو”، الذي كان يحرّض العرب ضد الاستعمار الفرنسي والإنجليزي، ويمجد النازية. اقتفيت أثره بين الكتب والمقالات، واكتشفت شخصية استثنائية، عبرت القرن العشرين بالطول والعرض، وخلفت تركة تثير الدهشة والإعجاب وكثيرا من الجدل.

صحراوي من الريصاني، ولد في نهاية القرن التاسع عشر، درس في القرويين وجاب أطراف العالم،  يطلب العلم وينشر “الدعوة إلى الله”، وهو عنوان أحد مؤلفاته الغزيرة، التي يختلط فيها الوعظ الشيّق بالسيرة الذاتية، قبل أن يعود إلى بلاده ويؤسس ما يعرف بـ”التيار السلفي”، الذي ما كان ليترسخ ويتوسع لولا شبكة العلاقات التي يملكها الهلالي في المشرق، والمكانة الرفيعة التي كان يحظى بها في المملكة العربية السعودية، لدى العلماء والعائلة المالكة على حد سواء، لدرجة أنهم عينوه مراقبا للتدريس في المسجد النبوي، وكانوا يعتبرونه من أكبر  علماء “الوهابية” في القرن العشرين، مع الألباني وابن باز.

استهل الهلالي حياته “تِيجانيا”، يحفظ الأوراد ويؤمن بالكرامات. لكنه ثار على الصوفية  بعد مناظرة مع شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي. وألف كتابا راديكاليا في نقدها تحت عنوان: “الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية” تسبب له في مشاكل مع الطرقيين، الذين تعج بهم المملكة. في نهاية الثلاثينيات، حصل على الدكتوراه في برلين، وصار مدرسا في جامعتها، ومشرفا على إذاعتها العربية، جنبا إلى جنب مع المذيع العراقي المثير للجدل  يونس بحري، الذي كان يستهل نشراته: بـ”هنا برلين، حيّ العرب”، قبل أن يشرع في التحريض ضد الفرنسيين والإنجليز، والدعاية “للفوهرر”. كان بحري والهلالي ينسقان مع غوبلز، وزير الدعاية النازي الشهير، كي تصبح إذاعة برلين العربية بديلا حقيقيا للـBBC، التي كان يستمع إليها جمهور كبير من العرب، وأقنعوه بأن تبدأ برامجها وتنهيها بالقرآن الكريم، كي تستقطب مستمعين أكثر، وتسحب البساط من الإذاعة البريطانية. عام 1942 حل بتطوان، موفدا من مفتي القدس الشيخ أمين الحسيني ألى الزعيم عبدالخالق الطريس، لكن السلطات الإسبانية منعته من العودة إلى ألمانيا، فحول مقامه إلى نضال ضد الاستعمار وحرب على البدع والخرافات، قبل أن يتمكن من السفر مجددا إلى العراق. عاش طويلا في بلاد الرافدين وفي مصر والهند وألمانيا وإسبانيا والسعودية…. وترك كتبا وزوجات وأولادا في كل مكان مر منه.

أتقن الهندية وعددا مدهشا من اللغات، وتعد ترجمة تقي الدين الهلالي للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، مع محسن خان،  الأكثر رواجا في العالم، كما ترجم صحيح البخاري إلى لغة شكسبير. جالس الأمراء والرؤساء وخمسة ملوك مغاربة: عبدالعزيز ومولاي حفيظ ومولاي يوسف ومحمد الخامس والحسن الثاني، وكان يتحدث معهم كما يتحدث عالم في القرن الأول للهجرة مع سلاطين عصره. في لائحة أصدقائه: شكيب أرسلان وأمين الحسيني وَعَبَدالخالق الطريس ومحمد بنعبدالكريم الخطابي… وفي لائحة تلاميذه: المغراوي والكتاني والفيزازي وأبو النعيم… الهلالي كان يشكل استثناء مغربيا قبل ميلاد “القاعدة”. وجه من وجوه السلفية المتنورة، التي آزرت “الحركة الوطنية”، وحررت العقول من البدع والخرافات. في الثمانينيات، تحول إلى “هرم” يُزار في مكناس، حيث اختار الاستقرار وإعطاء الدروس، حريصا على الفصل بين الدعوة والسياسة. وفي 1987، انتقل إلى جوار ربه، قبل أن يرى أفكاره تحمل السكاكين وتتزنر بالأحزمة الناسفة، وتلامذته يساقون إلى السجن، بتهمة التحريض على “الإرهاب”!

لا شك أن “الإيديولوجيا” التي أخلص لها الهلالي تسببت في كوارث وخيمة على ما يسمى بـ”الامة الإسلامية” و”العالم العربي”، لأن “الوهابية” أمّ “القاعدة” وشقيقتها “داعش”، وأصل كل الخراب الذي حل بالمنطقة، لكن ذلك لا ينقص شيئا من عظمة الرجل ومساره المتفرد. بعين التاريخ، سيظل مفخرة مغربية، وتجسيدا لما كان يسميه صديقه عبدالله كنون بـ”النبوغ المغربي”، ومن المجحف أن يظل صيت شخصية من عيار تقي الدين الهلالي، محصورا في الأوساط السلفية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي لا نعرفهم جيدا تقي الدين الهلالي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib