بقايا صور
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

بقايا صور

المغرب اليوم -

بقايا صور

بقلم - جمال بودومة

كنا في مقهى “المثلث الأحمر” نهاية التسعينيات، مع شاعرين معروفين وقريب لأحدهما، قبل أن تُصاب الثقافة بِالحوَل ويصبح مقهى الأدباء محلا لصنع النظارات. كانت القصيدة وقتها تصنع النجومية، سنوات  قبل ظهور “فيسبوك” و”يوتيوب” و”أنستگرام” و”إكشوان إنوان” و”ساري كول” و”نيبا”… وغيرهم من مشاهير العصر الحديث. كان محمد زفزاف ومحمد شكري و”اتحاد كتاب المغرب” على قيد الحياة، وكانت الكتابة مهنة جديرة بالاحترام، يكفي أن تنشر بضع نصوص في الملحق الثقافي لجريدة “الاتحاد الاشتراكي” أو “العلم” كي تصبح شخصية مرموقة، يعرفك الأساتذة والمعلمون والطلبة و”المناضلون”، ويحترمك نادل المقهى.

الشخص الذي رافق قريبه، كان يرتدي بذلة مخططة وله “موستاش” عريض، فهمنا أنه جاء إلى الرباط من بلدة بعيدة، وبدا سعيدا لمجالسة أشخاص يكتبون في الجرائد ويؤلفون الكتب، ويمرون أحيانا في التلفزيون. طلب “پاناشي” ولم يتوقف عن طرح الأسئلة، كأننا في برنامج تلفزيوني، معظمها ساذج وثقيل الظل، لكننا بذلنا جهدا كي نتحمله. وكلما عرجنا على مواضيع خفيفة لتزجية الوقت، يصر أن يعيدنا إلى الشعر الحر والعَروض و”السّياب” و”نازك الملائكة”…. كأننا في فصل دراسي. صبرنا عليه احتراما لقريبه الذي بدا محرجا، وكان يقمعه بين الفينة والأخرى، دون أن ينجح في كبح جماحه. عندما هممنا بالانصراف، اقترح شارب الـ”پاناشي” أن نأخذ صورة جماعية، وحين سألناه أين آلة التصوير؟ رد بثقة في النفس: “ليس عندي مصوِّرة، لكن يمكننا الذهاب إلى الأستوديو الموجود قبالة البرلمان”… كتمنا الضحكة وأصبنا بالإحراج، لأن عادة الذهاب إلى الأستوديو لالتقاط صورة جماعية كانت قد انقرضت من زمان، لكنه أصر على أن نخلد اللقاء أمام زهور بلاستيكية. اضطر  صديقنا، في النهاية، إلى جر قريبه من ياقة بذلته المخططة نحو أول تاكسي، كي يضع حدا للموقف السخيف!

كيف تحول تقليد راسخ في ثقافتنا الشعبية إلى ممارسة تدعو إلى السخرية؟ المسؤول الأول عن هذا “الديكالاج” الثقافي هو التطور التكنولوجي. في تلك السنوات الخصبة، كنا في منعطف حاسم. أصبحت آلات التصوير  في متناول الجميع، الكل يملك واحدة أو اثنين دون الحديث عن الآلات التي ترمى بعد الاستعمال، كما ظهرت الهواتف المحمولة، التي ستصبح مزودة بكاميرا مدمجة فيما بعد. الطفرة التكنولوجية قلبت حياتا رأسا على عقب وأحالت كثيراً من العادات الاجتماعية والثقافية على التقاعد.

من منا لم يسبق له أن ذهب إلى الأستوديو لالتقاط صورة جماعية؟ إما وحده أو مع إخوته أو أبويه أو أقربائه أو زملائه أو أصحابه، خصوصا أيام الأعياد؟

في تلك العهود الغابرة، كانت الخرجات العائلية تنتهي دائما بصورة في الأستوديو على سبيل الذكرى. في كل حي محل لتجميد الوقت. مكان مهيب، يخيم عليه الصمت، مع آلات تصوير مثبتة على “التري پيي”، وستائر ومصابيح تتدلى من كل جهة، للتحكم في الظل والضوء. على الحائط صورة كبيرة، لأشجار أو حيوانات أو مباني فاخرة. كي نأخذ الصورة، نعطي ظهورنا للجدار المزركش وأمامنا مزهرية من الورود البلاستيكية. الصغار يقدمون تلقائيا على محاولة قطف الزهور، مما يجعل الفوتوغراف يعيد التقاط الصورة عدة مرات. بعض الأطفال، يستغلون المناسبة من أجل القيام بحركات بهلوانية أو حربية تدل على تأثرهم بـ”بروس لي” أو “جاكي شان”… مما يعقد مهمة المصور. ولا بد أن تضحك كي تطلع الصورة حلوة. قبل أن تغادر، يعطيك صاحب الأستوديو وصلا، تؤدي جزءا من المبلغ وتدفع البقية عندما تعود لسحب التذكار. بعد أسبوع أو أقل تكون الصورة جاهزة، بالأبيض والأسود أو بالألوان. العملية تستغرق عدة مراحل. يذهب الشريط إلى المختبر ويتم تحليله وتحميضه وتجفيفه، ولا أعرف ماذا أيضا… عندما ظهرت آلات التصوير الفوري، لم نستطع أن نصدق “المعجزة”. أصبح المصور يلتقط لك تذكارا يخرج فورا من الآلة الفوتوغرافية العجيبة. يمسك بالورقة ويحركها ذات اليمين وذات الشمال، كي تجف وتتبين ملامح الأشخاص قبل أن يسلمك إياها. صدق أو لا تصدق!

جرت الأمور بسرعة مذهلة فيما بعد، ظهر الهاتف المزود بكاميرا، وصار في منتهى الذكاء، وأصبح الناس كلهم مصورون. الجميع يلتقط ما شاء من اللقطات ويضعها على وسائل التواصل الاجتماعي متى وأين شاء، كي يراها العالم في الوقت نفسه. أصبحت الصور متحركة ويمكن بثها مباشرة على “فيسبوك” و”تويتر” و”أنستگرام”… انتقلتا من عصر إلى عصر، دون أن نستوعب عمق التحول وضخامة الطفرة، التي مازالت في بداياتها، مع استعداد العالم لاستقبال الجيل الجديد من الهواتف المحمولة، أو ما يعرف بالـ5G، التي ستعمق ارتباطنا بالعالم الافتراضي، وتجعل شبكة الأنترنيت تخترق الحجر والشجر، وتربط كل شيء بكل شيء.

التاريخ يمشي على قدميه وأحيانا يقفز أو يطير دون سابق إنذار. ساعة واحدة تعادل عشرات السنين في بعض الفترات. في صيف 1914، عندما أعلنت الدول الأوروبية  الحرب على بعضها البعض، وبعدما أدركت هول التغيير الذي يعيشه العالم، كتبت الشاعرة الروسية العظيمة آنّا أخماتوفا: “في ساعة واحدة/ تقدّم بِنَا العمر مائة عام/…”.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقايا صور بقايا صور



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib