«لا علاقة» وبقية «المعلقات»
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

«لا علاقة» وبقية «المعلقات»!

المغرب اليوم -

«لا علاقة» وبقية «المعلقات»

جمال بودومة

ككل فقراء العالم، يهاجر الباكستانيون والسيريلانكيون والبنغال والهنود إلى دول الخليج بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يتلقون معاملة فظة ويشتغلون في ظروف صعبة، أقرب إلى العبودية، بسبب نظام «الكفيل» العنصري واحتياطي الاحتقار الذي لا يقل عن مخزون النفط، ويقدمه الخليجي إلى الآسيوي بسخاء، دون احترام لكرامة الإنسان، إلا من رحم ربك!
هؤلاء البؤساء لا يعرفون العربية، والبلد المضيف لا يبذل أي جهد لتسهيل اندماجهم، كما يحدث في الدول المتحضرة التي توفر للعمال الأجانب حدا أدنى من التكوين، كي يتعلموا لغة البلد وشيئا من ثقافته. ولأن الحاجة أمّ الاختراع، فقد أبدع العمال الآسيويون لغة خاصة لتسهيل تواصلهم في الخليج، تعتمد على عربية مكسرة، ممزوجة ببعض المفردات الإنجليزية والآسيوية، تنطق الحاء هاء والراء لاما والفاء باء، تؤنث المذكر وتذكر المؤنث، وتعيث فسادا في الضمائر المتصلة والمنفصلة والمستترة، نكاية في دول بلا ضمير، حتى بات الخليجيون يدقون ناقوس الخطر خوفا على «عربيتهم»، خصوصا أن أطفالهم يتأثرون بهذه اللغة الهجينة التي تطورت دون علم اليونيسكو، مسخ لغوي ناتج عن تفاعل ثقافي في سياق معقد، يعيش فيه المتحدث وضعا دونيا يجبره على التكلم بلغة «السيد»: «أنا أكلم أنت» يعني أنني «أكلمك»، «أخو أنا» أي «أخي»، و«أنا يروح سيارة» يعني «ذهبت بالسيارة»… إنه انتقام الفقراء من لغة الأغنياء!
وإذا كان العمال الآسيويون أبدعوا هذه اللغة الهجينة مكرهين، فإن بعض الفنانين المغاربة صنعوا الشيء ذاته دون أن يضطرهم أحد إلى ذلك، ودون أن يسافروا بالضرورة إلى السعودية والكويت والإمارات. يكفي أن تدقق في كلمات بعض الأغاني، التي تلقى رواجا كبيرا هذه الأيام، كي تكتشف أن مغنـِّينا اخترعوا لغة جديدة، على غرار الهنود والباكستانيين والبنغال، اعتمادا على اللهجة الخليجية، في سياق يدعو إلى القلق على لهجتنا من بعض المفردات الدخيلة التي كان وجودها يقتصر على الحانات والعلب الليلية، واستباحت اليوم البيوت!

أيام كانت الأغنية أغنية والمقامات محفوظة، كنا نعرف من يغني بالمصري ومن يغني بالمغربي ومن يغني باللبناني… اليوم، أصبح الجميع يرطن بكلمات لا هي مغربية ولا خليجية ولا مصرية ولا لبنانية، تماما مثل العمال الآسيويين في الخليج. جربوا بأنفسكم، خذوا أكثر الأغاني شهرة هذه الأيام، «إنت معلم» مثلا، استمعوا ا إليها جيدا وحاولوا أن تفهموا بأي لهجة يغني سعد لمجرد، حين ينطق «إنت» بكسر الألف، بدل «أنت» بالفتح أو بالتسكين؟ بأي لهجة يتحدث حين يصيح «معلّـيم»، بكسر اللام، بدل «مْعلَّم» بفتحها؟! ابن الحاج البشير، وجيله من المغنين الشباب، يصرون على الغناء بهذه اللغة العجيبة التي ما عاد المغاربة يضطرون إلى الذهاب إلى الشرق والخليج كي يرطنوا بها، بل يصنعون ذلك من الرباط والدار البيضاء، دون أية «مشكلة»، وإنها حقا «مشكلة مشكلة مشكلتيني فحياتي»، كي نظل في «الريبيرتوار»!


وأعترف شخصيا بأنني حائر وأسأل نفسي كل يوم: ترى، من يكتب لهم هذه الكلمات العبقرية؟ في ما مضى كان احمد الطيب لعلج وعلي الحداني وحسن المفتي يغوصون في أعماق لهجتنا كي يلتقطوا أجمل المحارات، اليوم لا نعرف شيئا عن «طبقة فحول الشعراء» الذين يبدعون كل هاته المجازات الفتاكة: «انت باغية واحد تلعبي عليه العشرة»، و«ناري شنو درتي وامشيتي فيها» و«طيّح كواريك طيّح»، و«كدير من الحبة قبة»، و«هادا مسمار وطرقناه»، و«عاتا زاد»، و«لا علاقة»… وغيرها من «معلقات» العصر الحديث. أموت وأعرف من هم هؤلاء الشعراء الرومانسيون الذين «يطيّحون الكواري» و«يطرقون المسامير» و«يلعبون علينا العشرة»… بإيقاعات خليجية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لا علاقة» وبقية «المعلقات» «لا علاقة» وبقية «المعلقات»



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib