في حاجتنا إلى علم السلوك
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

في حاجتنا إلى علم السلوك

المغرب اليوم -

في حاجتنا إلى علم السلوك

يوسف بلال

الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في العالم الإسلامي والاهتمام الذي تكنه الطرق الصوفية لهذه المناسبة يسلط الأضواء على جانب مهم من الحياة الروحية في الإسلام، الذي من دونه يصعب على المسلم أن يدرك أنبل معاني الرسالة المحمدية. المفارقة هي أن العديد من المسلمين لا يعطون لهذا الجانب من الإسلام الاهتمام الكافي في سياق تطورت فيه الحركة السلفية المعاصرة التي انتقدت بشدة الطرق الصوفية. وإذا ساهم غلو بعض المتصوفة في إبعاد كثير من المسلمين عن التصوف، فهذا لا يعني أن كل الممارسات الصوفية مكروهة. 
وفي الواقع، كل مسلم يسعى إلى تزكية نفسه والتقرب إلى الخالق لا يمكنه أن يستغني عن التصوف لأنه يسمح له بأن يتعرف على النفس وآفتها وكيفية تربيتها كما مهد لذلك العديد من علماء الأمة والزهاد  أمثال الحارث المحاسبي وأبي طالب الملكي وأبي قاسم القشيري والعديد من الأسماء الأخرى البارزة التي عرفت بتشبثها بالسنة النبوية. وأهم علماء الإسلام لم يعتبروا التصوف خارجا عن الدين أو متعارضا مع الأحكام الشرعية، بل وضحوا للمسلمين أنه هو السبيل لكل من يسعى إلى تهذيب الأخلاق ورياضة النفس لأنه يأتي مكملا لفقه الأحكام الظاهرة.
وعلى عكس ما كتبه العديد من المستشرقين حول تعارض  التصوف مع الشريعة، فإن المتصوفين الكبار مثل ابن عربي تبحروا في أسرار الحياة الروحية وهم راكبون سفينة الشريعة لأن هذه الأخيرة ما هي إلا الطريق التي تؤدي إلى منبع الماء. وإذا فهم البعض قصة موسى والخضر عليهما السلام، كما وردت في سورة الكهف، بأنها تشير إلى الشريعة في علاقتها بالحقيقة، فهذا لا يعني أن التصوف تطور على أساس التعارض بينهما وإنما رغبة في الجمع بينهما. وكما قال ابن عجيبة في شرحه للحكم العطائية: «لا تصوف إلا بفقه؛ إذ لا تعرف أحكام الله تعالى الظاهرة إلا منه، ولا فقه إلا بتصوف؛ إذ لا عمل إلا بصدق توجه، ولا هما إلا بإيمان؛ إذ لا يصح واحد منهما بدونه، فلزم الجمع لتلازمهما في الحكم كتلازم الأرواح للأجساد». 
ودون شك فإن أبا حامد الغزالي هو من أبرز علماء و مفكري الإسلام  الذين جمعوا بين فقه الأحكام الظاهرة وفقه القلوب، حيث انتقد الفقهاء بشدة لأنهم كانوا يهتمون فقط بالأحكام الظاهرة دون الاهتمام بشؤون الروح. وفي كتابه «إحياء علوم الدين» تطرق الغزالي إلى ما سماه «طريق علم الآخرة» الذي اعتبره جزءا لا يتجزأ من العلوم الشرعية يواكب فقه الأحكام الشرعية مثل الروح بالجسد والباطن بالظاهر. ويظل «إحياء علوم الدين» من أهم كتب التراث الإسلامي الذي لا يمكن أن يستغني عنه كل من يسعى إلى الجمع بين دينه ودنياه. وفي زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ويدعي البعض بأنهم يتبعون تعاليم الإسلام وهم يسفكون الدماء في الأرض، ما أحوجنا إلى علم الأخلاق والسلوك تسمح لكل واحد منا بأن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب الغير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حاجتنا إلى علم السلوك في حاجتنا إلى علم السلوك



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib