بقلم : المختار الغزيوي
دعونا نقلها باسم كل إعلاميي المغرب اليوم للسيد ابن كيران: لديك مشكل حقيقي سيدي مع نفسك.
لايمكن أن نتفق معك على طول الخط وإلا واجهتنا بأننا نعادي الإصلاح، وأننا نلعب لعبة خصومك، وأننا ندور في فلك التحكم والفساد والإفساد والاستبداد وقس على ذلك ما حفظته أنت والجالية المقيمة معك في حركتك وحزبك على امتداد كل هاته السنوات
شيء ما غير طيب، غير سوي، غير معتدل، وغير صحي يدور في خلدك. لا أعرف بالتحديد ماهو، لكنه موجود وملموس، وبالنسبة لزميل سابق مثلك سبق له أن كان مدير جريدة دون أن يمارس الصحافة، أو على الأقل دون أن يمارس الصحافة بمعناها الصحافي فإن الأمر غير مقبول البتة
تماما مثلما هو غير مقبول من مدير آخر سابق لجريدة هو وزيرك في الاتصال، سبق له أن مارس الصحافة مثلك تماما، أن يسكت وأنت تهين الصحافيين، بمبرر أن أولئك الصحافيين يشتغلون عند جهات معادية لك.
إسأل وزيرك في الاتصال – سيدي رئيس الحكومة – عن ظروف اشتغال أهل المهنة، وأوراقهم الثبوتية كلها تنزل عنده يوما بعد الآخر وهو يعرف عنهم ما لايعرفونه هم ربما عن أنفسهم عن أوضاعهم وعن مشغليهم وعن حياتهم، وستفهم أن الحركة التي قمت بها في وجه زميلنا شبل وفي وجه زميلتنا الضو كانت حركة غير مؤدبة، وأن اتهامهم بالاشتغال في مواقع معادية لك هو اتهام مضحك وسخيف…
لن أقول أكثر من ذلك. لكنني أقول لك باسم حرفة لازالت تغضب إذا ما أهينت – أو على الأقل أفترض ذلك وأفترض أننا لم نمت جميعا ولم نصبح كلنا تباعا لحزبك وحركتك – إن مافعلته لايليق بالمسلم العادي، فأحراك أن يليق بمن كان يشغل منصبا مثل منصبك
لقد أهنتنا جميعا يوم أهنت زميلينا بتلك الطريقة المسكينة من طرفك، التي لا تمس شعرة واحدة منهما لأنهما فقط اعتقدا أنه من الممكن أن يمدا إليك ميكروفونا لكم تعشقه وتعشق الحديث عبره حين حين تريد قضاء وطرك الانتخابي
اليوم تمج الميكروفون، وتدفعه عنك دفعا وتقول للصحافة إنها تنقسم إلى قسمين: صحافة موالية وصحافة معادية؟
أوكي، شكرا على المعلومة، وعلى الخبر. لقد أخذنا علما سيدي، وسنتذكر لك هذا الأمر دائما
سنتذكر معه أن الاستبداد ليس شعارا نرفعه لكي نقاومه.
الاستبداد تصرف يخونك في لحظة الحقيقة عندما تبتعد عن التمثيل، ولاينفع معه فيما بعد أن تعتذر بكل الوسائل.
الزمن كشاف، والصحافة كذلك سيدي، ومعركتك معها بالتحديد ستكون أنت فيها الخاسر دوما عكس معاركك مع السياسيين الذين تهزمهم بسهولة
إسأل نفسك “لماذا؟”…إذا كنت قادرا على مساءلة نفسك يوما دون أن تتهم نفسك بأنك معاد لنفسك فقط لأنك تجرأت وطرحت على نفس السؤال .
”فهمتيني ولا لا؟ مثلما تقول قبل أن تعقبها بالقهقهة التي لم تعد قادرة على أن تحرك فينا رغبة ولو صغيرة في الابتسام..