بقلم : المختار الغزيوي
ليوم يقولون إن الهمة في كل مكان، ويكتبون المقالات عن ركوبه في السيارة الملكية قبيل أذان المغرب ويعودون إلى استيهامات ماض لن يعود لكي يبنوا عليها كثيرا من القراءات السياسية التي لا معنى لها في مغرب 2016
يريدون بعضا من الشفافية إذن؟
لابأس بالأمر، خصوصا إذا أتى الطلب ممن لا شفافية على الإطلاق تحيط بهم. لكن لنغتنمها فرصة، خصوصا وأن هذا الكلام يروق العديدين، ولنقل أشياء لا أحد يريد قولها في هاته اللحظة المغربية التي تبدو للكثيرين ملتبسة لأنها لاتصنع لعبتهم، لكنها تبدو للمغرب واضحة للغاية.
فؤاد علي الهمة اليوم مستشار ملكي، وإذ يهتم بالملفات الكبرى : الديبلوماسية والصحراء والأمن، فلأن الأمر بكل بساطة هو وظيفته الأساسية، لأنها الملفات التي يعطي الدستور لجلالة الملك الإشراف عليها.
لكم هي بديهية المسألة، لكم هو سهل شرحها، لكن حين الحسابات وحين تصريف بعض النزعات الراغبة في الشخصنة تبدو الأمور صعبة الفهم لمن يتحدثون اليوم، أو لمن يقال لهم “تحدثوا”.
دستور 2011 واضح للغاية، وتنزيله هو حكايتنا المغربية التي ننام ونستيقظ على وقعها، والهمة حين يتحرك في الظل مثلما ينتقده عليه من يريدون انتقاده اليوم، لايفعل إلا مايمليه عليه منصبه الذي هو فيه اليوم: منصب المستشار الملكي، وهو ملزم بأن يتحرك هذا التحرك وليس آخرا غيره.
السؤال الآن : من المتضرر من الحكاية ومن يصر على أن يعود إليها الفينة بعد الأخرى ؟
هنا ندخل مساحات اللعب التي قد لا يستطيع العابر الأول الإلمام بها، لكن أكيد أن ثمة وراء الأكمة ما وراءها، وأكيد أن من يصرخون بالشفافية والرغبة في رؤية معالمها واضحة يريدون فقط إرسال الرسالة أن ممارسة المستشار الملكي لمهامه التي تدخل في صلب عمله على الوجه الأكمل مسألة تغيظهم
وفاء الرجل لبلده وملكه شيء لا يستطيعون التشكيك فيه، لذلك يلجؤون إلى تشبيه “الغواصة التي لا تظهر على السطح، لكنها موجودة في العمق وتشتغل”، ويلجؤون للعبة الضبابية في الحديث عن الأمر، بل ويطالبون بشرح وتحليل الرؤية الملكية للأشياء وإلا فإن المستقبل مقلق بالنسبة لهم.
هو نفس المستقبل الذي يبدو واضحا لأغلبية الناس، لأغلبية المغاربة، والذي يحمل رهان الملك على تنمية مقدرات بلاده وعلى تنمية شعبه، وعلى ضمان وحدة البلد الترابية، وعلى توفير الأمن والاستقرار، وعلى البحث عن آفاق جديدة تمكن المغرب من استنشاق هواء استثمار واضح المعالم يعود بالخير أول مايعود على الشعب وعلى البلد، نقطة إلى السطر.
في كل هاته الحكاية المغربية اليوم، الهمة رجل دولة يخدم ملكه وبلده، فقط لاغير. لذلك من العادي أن يبدو للعديدين في كل مكان. غير العادي هو أن يبحث البعض عن شفافية يعرف الكل أن علاقة هذا البعض بها منعدمة تماما…
هنا ندخل مكامن الالتباس، وهنا يكون ضروريا حقا أن نبحث عن الطمأنة
فيما عدا ذلك، ومثلما يقول عنوان الفيلم الشهير “CIRCULEZ Y’A RIEN A VOIR”. المغرب سائر في طريقه. يجب فقط ألا تعرقله المصالح الصغيرة عن مواصلة المسير…