بقلم : المختار الغزيوي
أن يكتب عنك موقع مرة أو إثنتين، مقبولة.
أن يهتم بك موقع آخر لأسبوع أو عشرة أيام مفهومة.
أن تصبح حديث الفيسبوك والتويتر وبقية زوجه التواصل الاجتماعي في البلد بين مختلف الفاعلين في المجال، الذي تنشط فيه، خصوصا إذا كنت جريدة ذات صيت كبير فالأمر ليس مستغربا إلى حد بعيد.
لكن أن تتواتر الحكاية يوميا، وأن ينضم إليها العدلاوي والنهجاوي والأمديهاشي والمتبرئون منا، والمنفيون الاختياريون ثم المنفيون في عقولهم نحو الداخل والخارج وأضف إلى ذلك من تريد وماتشاء ففي المسألة مايدفع فقط إلى طرح السؤال الصغير أو الكبير : لماذا؟ وماذا يريدون من الأحداث المغربية؟ وماذا يريدون بها؟
المضحك هو أن أغلبية هؤلاء الذين يحملون اليوم معاول الهدم ويضربون مؤسسة الأحداث المغربية بكل الوسائل كانوا يقولون لنا منذ أشهر قليلة : لم يعد يقرأ لكم أحد ولم نعد نعرف حتى إن كنتم تصدرون أم لا ولقد نسيناكم وأصبحتم نسيا منسيا ولا تأثير لكم إطلاقا.
كنا نبتسم ونحن نعرف أنهم يكذبون وأن هاته المؤسسة شوكة في حلوقهم، وتأكدنا من خلال ماوقع مؤخرا ومن خلال كيفية ما وقع ومن خلال حجم التكالب الذي وقع، أنها لازالت قائمة وأنها قلعة فعلية وأنها تؤثر وأنها بالفعل أضرت بالعديدين إلى درجة جعلها اليوم هدفا للإسقاط.
ولنقلها بصريح العبارة: نحن لا وهم لدينا في قراءة مايجري أمامنا. نحن ندفع ثمن دفاعنا عن المشروع المجتمعي المغربي وعن خيار الاستقرار في البلد، وعن خيارات مواجهة الإرهابين، وعن الخيار الأكبر : خيار بقاء الدولة قوية لئلا يقع لها ماوقع لمن تبعوا الشعارات الفارغة في بلدان أخرى، واستهانوا باللعب الدائر تحت أقدامهم إلى كان ماكان .
ولنقلها مرة أخرى بشكل واضح: نحن في سبيل هذا الدفاع مستعدون بالفعل لأداء كل التضحيات. لا نقبل أنصاف الحلول في هاته المعركة، ولا نلعب ولا نزايد، ولا نضع رجلا هنا ورجلا هناك.
نحن مع كل المغربيات وكل المغاربة حين يكون المغرب نصب أعينهم، وحين يكون نقاشهم الداخلي دائرا حول المغرب، وحول إصلاح أخطاء المغرب، وحول كيفية الدفاع عن المغرب
ونحن ضد الآخرين، كل الآخرين، حين تصبح مصلحتهم الخاصة مقدمة على مصلحة البلد ككل.
نعم سنعاني. نعم، سيلعب بين أرجلنا صغار عديدون، لكننا نرى الهدف الأكبر فنصبر ونصابر ونعلم أنه من الضروري أن يلعب طرف ما هذا الدور وأنه إذا كان ضروريا أن نكون نحن فلابأس.
الهروب إلى الشعارات الكبرى الفارغة وإلى الالتباسات وإلى عدم القدرة على التصريح بالمكنون الفعلي هو هروب لن ينطلي علينا. وقد كتبتها مرارا وتكرارا : هذا الوضوح في هاته الجريدة نقطة قوتنا. اتهمونا بما تريدون. لن نتخلى عنه لأننا مقتنعون بأنه الحل.
لا نلعب على حبال عديدة، ولا نتقن هذا اللعب. نحن منحازون بشكل سافر لمصلحة المغرب وما عدا ذلك مجرد تفاصيل صغيرة، جد صغيرة، لا تعنينا في شيء..
لتأخذ شكل حملة في الأنترنيت. لتأخذ شكل أخبار متضاربة كل يوم تخترع عنا شيئا جديدة. لتأخذ شكل تقارير للمعطي ولكريم ولمن يحرك المعطي وكريم، لتأخذ شكل محاولات تأليب بعضنا على بعضنا دون نجاح مأمول، ولتأخذ شكل التضييق علينا في عديد المناحي. لن نكترث..
سنواصل المعركة لمواجهة الضفة الأخرى : تلك التي تعتقد أنه من اللازم إضعاف المغرب لتسهيل إلقاء القبض عليه، والتي ترسم اليوم لنا ملامح من تعتبرهم “التحكم وعلاماته في البلد”، والتي وضعت “الأحداث المغربية” على رأس من تريد إسقاطهم لتسهيل المأمورية عليها
لسوء حظهم، لحسن حظنا، معركتهم معنا ستكون الأصعب، وسيلزمهم ضرب كثير تحت الحزام وفوقه وفي وسطه وفي كل مكان لكي يتمكنوا حقا من المساس بنا
ذات سنوات خلت الآن كانت الأحداث المغربية إسما يذكر من على منابر متطرفة عديدة، وكان يقال عنا إننا نحارب الدين لأجل استعداء العوام علينا وتركنا عزلا نواجه مصائرنا لوحدنا.
لم تكن هناك تهمة أسوأ من هاته تلقيها في وجه جريدة في مجتمع متدين بالفطرة، وكنا نعرف أن الثمن سيكون غاليا لأن الكذبة كانت كبيرة، وقد قاومناها إلى أن أقنعنا الناس أننا لسنا ضد الدين لكننا ضد التطرف وضد الإرهاب
الإرهاب بكافة أنواعه ومن خلال ما نلاحظه هاته الأيام: ليس هناك نوع واحد فقط من الإرهاب. هناك أنواع عديدة…
تماما مثلما ليست هناك طريقة واحدة لمواجهة هاته الأنواع من الإرهاب. هناك عدة طرق لهاته المواجهة.
سنكتشف كل هذا ويزيد فيما بعد. وللحديث صلة بكل تأكيد..