لا زين لا مجي بكري
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

لا زين لا مجي بكري

المغرب اليوم -

لا زين لا مجي بكري

رشيد نيني

رغم أن الجمهور التونسي أعطى رأيه في فيلم ولد عيوش «الزين اللي فيك»، بعد مشاهدته، ومنهم من غادر القاعة قبل نهايته بسبب الغثيان الذي شعروا به بسبب حوارات الفيلم الفجة والمغرقة في الابتذال، إلا أن لجنة التحكيم التي يرأسها نور الدين الصايل، الرئيس السابق للمركز السينمائي المغربي، قررت منح الفيلم جائزة الجمهور.
وحصول فيلم عيوش على جائزة الجمهور كان متوقعا، بحكم علاقة الصداقة الوثيقة التي تجمع الصايل بولد عيوش، فالصايل هو من أدخل عيوش للقناة الثانية أول مرة عندما منحه صفقة «سيتكوم» لالة فاطمة، كما أن الصايل هو المدافع الأول عن التوجه المنحل في السينما المغربية.
وهكذا، وبحكم علاقات الصايل كرئيس لجنة التحكيم بالنافذين في مهرجان السينما التونسي، استطاع أن يحصل لصديقه على جائزة الجمهور، رغم أن الجمهور التونسي عبر عن اشمئزازه من الفيلم.
وأخشى أن يكون دور ولد عيوش وغايته من وراء هذا الفيلم والإصرار على عرضه في تونس، حيث الصراع على أشده بين القوى المحافظة والسلفية وبين الدولة التونسية الناشئة من الرماد الذي خلفه حريق البوعزيزي، ليس «تكريم» ذكرى والدته اليهودية التونسية، بل لعب الدور نفسه الذي لعبه الصهيوني بيرنار هينري ليفي في ليبيا عندما مهد للفتنة ونظر لها في عين المكان.
لقد تراكمت عدة عوامل لكي تخلق لدى الجمهور التونسي رغبة جامحة لمشاهدة فيلم «الزين اللي فيك»، أولها الدعاية الكاسحة للإعلام الفرنسي التي حولت هذا الفيلم السخيف إلى «أسطورة زمانه»، علما أن الجمهور التونسي يستهلك يوميا القنوات التلفزية الفرنسية بكل أصنافها.
ثانيها أن عرض «الزين اللي فيك» جاء يوما واحدا بعد العملية الإرهابية التي عرفتها العاصمة، وكرد فعل على ذلك رفع التونسيون شعار: «لنستهلك الثقافة كسلاح ضد الإرهاب»، وبناء عليه جاء قرار مواصلة عروض الأيام السينمائية لمهرجان قرطاج بعدما راج حديث عن إلغائه.
عيوش لعب بإتقان مرة أخرى ورقة المظلومية بصفته مخرجا مغربيا تعرض فيلمه للمنع في بلاده، وطاردته التهديدات بالقتل، حسب أقواله.
ولم ينس عيوش أن يصرح للإعلام المحلي بأن والدته تونسية الأصل، طمعا في المزيد من التعاطف.
بل الأكثر من ذلك دخل إلى قاعة الكوليزي محاطا بستة من الحراس الشخصيين الغلاظ الشداد، حتى يوحي للجمهور التونسي بأن «التهديد المغربي» قادر على مطاردته في كل مكان.
هذه «السينما داخل السينما» نزعت عنها إذاعة «موزاييك» التونسية ورقة التوت حين قامت بـ«ميكروتروتوار» واستقت ردود فعل الجمهور الذي شاهد الفيلم مباشرة بعد خروجه من القاعة، وقد تم تصوير ردود فعل المشاهدين وبثها على موقع إذاعة «موزاييك» التي تعد الأولى من حيث نسب الاستماع في بلدها.
ردود الفعل جاءت صادمة لنبيل عيوش ومخططه الدعائي، خصوصا بعدما لوحظ انسحاب عدد من المشاهدين خلال الربع ساعة الأولى من العرض، فيما صرحت شابة تونسية بأن الأمر يتعلق بفيلم «بورنوغرافي» لم تكن تتوقع أبدا أن يتم إنجازه من قبل بلد مغاربي، فيما قالت فتاة أخرى إنها أصيبت بصدمة نفسية غير مسبوقة، خصوصا وأن شقيقها كان حاضرا داخل القاعة، وتمنت لو أن الأرض انشقت وابتلعتها بسبب ما شاهدته من إباحية وما تسرب إلى سمعها من حوار سوقي بذيء على لسان «بطلات» الفيلم.
ولعل «بطلة» الفيلم لبنى أبيضار المعروفة بدهائها، كانت محقة حين امتنعت عن الانتقال من «منفاها الباريسي» إلى تونس لحضور مهرجانها السينمائي، وهي التي لم تفلت أي مهرجان لحد اليوم، فقد توقعت أن الجمهور التونسي، تماما كالجمهور المغربي، كان سيلفظها ويرميها بالطماطم الفاسدة.
كان عيوش يطمع في أن يمنحه مهرجان قرطاج «التانيت الذهبي» الذي ناله المخرج المغربي محمد مفتكر عن فيلمه «جوق العميين».
لكنه لم يحصل حتى على «التانيت الفضي» الذي راح لأوليفر هرمانوس من جنوب إفريقيا، ولم يحصل على التانيت البرونزي الذي حصلت عليه ليلى أبو زيد من تونس، وكل ما حصل ولد عيوش عليه هو جائزة لترضية الخاطر، أي جائزة لجنة التحكيم، بفضل نور الدين الصايل الذي نزل بكل ثقله حتى لا يخرج «الزين اللي فيك» خاوي الوفاض، أي «لا زين لا مجي بكري».
وقد اعتاد عيوش على حصد الجوائز في مهرجانات «الجهاد الفرانكفوني» التي تجازي الأبناء البررة للفرانكفونية، ولو كانت أعمالهم السينمائية متواضعة أو رديئة، كما حدث في مهرجان «انغوليم» بفرنسا أو «نامور» ببلجيكا، وهما موعدان سينمائيان باهتان لا قيمة لهما في سجل المهرجانات الدولية الوازنة.
والواقع أن مدرسة الصايل السينمائية التي تنتصر للعري المجاني والانحطاط اللغوي واللقطات الجنسية المائعة، أصبحت لديها «كوطا» محددة وواضحة يجب على كل سيناريو فيلم سينمائي مغربي أن يتوفر عليها من أجل الحصول على الشهرة والدعم الإعلامي.
ولا يهم أن يكون الفيلم سخيفا وسطحيا وخاليا من أية حبكة سينمائية، المهم أن يتوفر على حوارات مكتوبة بلغة ساقطة، مثل الحوار الذي يدور في فيلم «الزين اللي فيك»، والذي لا يرقى حتى إلى مستوى فيلم من الدرجة الثالثة، والذي مثل المغرب في مهرجان «كان» السينمائي الأخير، والذي أخرج المغرب بدون أية جائزة كما هي العادة.
إن الرسالة التي يود هؤلاء، وغيرهم، إرسالها إلى المغاربة هي أن زمن «الحشومة» ولى وانتهى. فالجميع اليوم يجب أن «يتقزدر» و«يعري على اللاص». وكل من يمتنع عن مسايرة هذا المد العاتي من «التقزدير» يعتبر، في نظرهم، متخلفا ومحافظا ورجعيا. فعوض أن يدفعوا بالمخرجين المغاربة نحو سينما وطنية نظيفة تنتصر للقيم المغربية ولقضايا الوطن العليا بحرفية وخيال عاليين، نراهم يشجعون على المزيد من الانحلال والميوعة السينمائية التي لم يجن منها المغرب سوى المزيد من ترسيخ الصور السلبية عنه وعن نسائه ورجاله في مخيلة الأجانب.
إن أخطر هجمة تمارس اليوم على العائلات المغربية، أي على اللحمة الرئيسية للمجتمع المغربي، هي تلك التي يشنها هذا المد السينمائي «التغريبي» بواسطة تلك الأفلام والمسلسلات التي جعلت من مواضيع الاغتصاب والشذوذ والضعف الجنسي والعلاقات الغرامية مواضيع رئيسية ويومية.
وخطورة تلك المسلسلات البرازيلية والتركية والهندية والمكسيكية التي تشتريها قنوات الإعلام العمومي بضرائب المواطنين، تكمن في أنها ترسخ في لاوعي أبناء وبنات المغاربة نماذج عائلية ومجتمعية قادمة من ثقافات مسيحية وغربية مناقضة لثقافتنا المغربية الإسلامية.
إنها، ببساطة، حرب على الهوية المغربية، الهدف الرئيسي من ورائها هو القضاء على الحشمة، الخندق الأخير الذي يحمي العائلات المغربية من التفسخ.
إن المأساة الحقيقية هي أن هذه الحرب القذرة تشن ضدنا وضد أبنائنا بأموال ضرائبنا، أمام صمت الأحزاب وجمعيات حماة المستهلكين والبرلمان والحكومة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا زين لا مجي بكري لا زين لا مجي بكري



GMT 19:47 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 19:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الوفاء غائب ولغة التخوين والحقد حاضرة

GMT 19:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حين ينهار كلّ شيء في عالم الميليشيا

GMT 19:37 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 19:34 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الرفاق حائرون... خصوم ترمب العرب

GMT 19:29 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«وين صرنا؟»..«وين دُرة؟»!

GMT 19:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وجه أمريكا العجيب

GMT 19:20 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

لوائح المتنزه (1)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib