بقلم - أسامة الرنتيسي
ما يجري تسريبه من معلومات عبر وسائل الإعلام الإلكترونية عن التعديل الوزاري المتوقع الأحد، إن صحت الاخبار، يدعو للغثيان والبؤس والإحباط.
فسياق المعلومات أن تعديلا سادسا على الحكومة يفكر بإجرائه رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي المرهق صحيا وسياسيا، يعتمد للأسف على تكريس المحاصصة والمناطقية والاسترضاء، ولا أحد يتحدث عن معيار الكفاءة للأسماء المتوقع خروجها، ولا للأسماء المتوقع دخولها الحكومة.
ولنتحدث بالمفتوح والأسماء الصريحة والأسباب حتى تصل الفكرة كاملة.
قيل إن رئيس الوزراء يحتاج الى نائب قوي في الفترة المقبلة لأن ظروفه الصحية قد تفرض عليه غيابات طويلة، وعندما طرحت الأسماء تم التفكير بأسماء من مناطق غاضبة تحتاج الى مسكنات وتضميد، فالكرك ومعان غاضبتان، فتم التفكير بالوزراء السابقين توفيق كريشان وحسين المجالي وجمال الصرايرة، وهؤلاء أبرز الأسماء المرشحة لمنصب نائب الرئيس في التعديل المنتظر.
وقيل إن مدينة السلط غاضبة وتشهد احتجاجات يومية، فتم التفكير بأبناء السلط الدكتور رجائي المعشر وعبدالإله الخطيب ومازن الساكت، فتمت مشاروتهم واعتذروا عن المنصب والمشاركة في الحكومة (المعشر والخطيب).
تفكير المحاصصة يطغى كثيرا على الحياة السياسية الأردنية، وعلى تشكيل أية حكومة او مجلس او لجنة، وأصبحت تقاليد الحكومة أن تضم أبناء الشمال والجنوب والوسط كما تحافظ على تمثيل الأقليات بحيث يكون هناك وزيران او ثلاثة مسيحيون، وثلاثة او أربعة من أصول فلسطينية، وفي الفترة الأخيرة أصبح التمثيل الفلسطيني يعتمد على السيدات، في استنتاج لا أجد له تفسيرا!.
ما المشكلة لو كان كل أعضاء الحكومة من مدينة الكرك وحدها او إربد او السلط او معان او عمان او الزرقاء، او من عيرا ويرقا ما دام المعيار الوحيد هو الكفاءة والقدرة على إدارة شؤون الحكومة وصعوبات المرحلة.
ما المشكلة أن يكون رئيس الوزراء مسيحيا او درزيا، شاميا أو عقباويا، من دون الالتفات الى أصوله ومنابته، فقط الالتفات الى كفاءته وسمعته ونظافته وتأريخه.
أحوالنا تغيرت كثيرا، لكن للأسف لم تتغير المعايير عندنا، ولا تزال عقلية المحاصصة تتحكم في كل حياتنا، ولا زلنا نفكر داخل العلبة ذاتها.
نريد من رئيس الوزراء ان يخرج للناس شاهرا خطابه المرتبك ويعلن الأسباب الرئيسية للتعديل، وهل هو قراره، وهل فعلا فشل الوزراء المغادرون في عملهم وفي تنفيذ مهماتهم، وهم المعوقون لنجاح أعمال الحكومة؟.
لنعترف مع ارتفاع منسوب الإحباط والقهر، فقد الأردنيون حماسهم المعهود للتغيير الحكومي، مع أنه كان الشغل الشاغل للصالونات السياسية. واختفى بشكل لافت الحماس للتعديل الوزاري.
بالمحصلة، والأهم من كل ما قيل، فإن شعارات الشارع تجاوزت الحكومة والفريق الوزاري والتعديل، إن كان سياسيا أو ترميما أو ترقيعا أو إطالة عمر ليس إلا.
الدايم الله….