بقلم - أسامة الرنتيسي
“اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع” وفي اللهجة المصرية “اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع”، لا أعرف بصدق هل هذه أمثال أم أقوال مأثورة أم حكم، لكن معناها العميق يعجبني ويدهشني أيضا.
تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع خبرا عن قيام الهيئة الخيرية الهاشمية والنقابات المهنية بتسليم مشروع مدرسة ‘الحكمة’ للحكومة الصومالية وذلك خلال الزيارة التي قام بها وفد الهيئة والنقابات إلى حكومة بونت لاند الصومالية الفدرالية.
المدرسة مساحتها ١٠٠٠ متر مربع وتتألف من ١٢ غرفة صفية تتسع لـ ٧٥٠ طالبا.
لا اعتراض على فعل الخير، ولا اعتراض على تقديم الأردن أي مساعدة يستطيع تقديمها للشعوب العربية المنكوبة، فكلنا في الهم شرق.
لكن؛ تعرف الهيئة الخيرية الهاشمية، كما تعرف النقابات المهنية أن مدارس في جبل النزهة وجبل القصور وفي الجحفية وفي صبحا وصبحية، وفي مخيم الشهيد عزمي المفتي، وفي البصيرة وذيبان وفي مدارس الزرقاء (الملك غازي والمنصور ومحمد بن القاسم ومحمد الخامس ومدرسة فاطمة الزهراء وعائشة بنت أبي بكر والرازي والرملة وعكا وحسان بن ثابت وأسد بن الفرات وخلايلة بني حسن الأساسية وعثمان بن عفان) او المدرسة التي مدخلها قبو يؤدي الى الصفين الدراسيين بمدرسة شرحبيل بن حسنة الأساسية للبنين في بلدة كفريوبا، تحتاج الى مساعدات عاجلة لكي تتحول الى مدارس تصلح لتعليم الطلاب.
أحوال البنية التحتية لكثير من المدارس الحكومية متهالكة، وبعضها مستأجر، منافعها من وحدات المياه والحمامات بدائية لا تصلح للاستعمال الآدمي، ومع هذا تحاول وزارة التربية والتعليم بما يتوفر لها من إمكانيات تحسين أوضاعها، كما تقدم الجهات الداعمة كل ما تستطيع لتحسين البنية التحتية لمدارسنا، وبناء مدارس حديثة في المحافظات والمناطق الفقيرة.
هذه المدارس اولى بالدعم والمساندة من قبل الهيئة الخيرية الهاشمية والنقابات المهنية أكثر بكثير مما تحتاجه مدارس الصومال.
الأقربون أولى بالمعروف، فمدارس قطاع غزة المدمرة أولى بالاهتمام وتقديم المساعدة، (وأعرف أن الهيئة والنقابات لا تبخل على القطاع ) وبناء غرف صفية حديثة تؤوي الطلبة للدراسة كما تؤوي أهاليهم الذين دمرت بيوتهم وما زالوا لاجئين في هذه المدارس، أولى بالدعم والمساعدة من مدارس مقديشو وحكومة بوند لاند الفدرالية الصومالية.
في فترة الانتخابات النيابية قام مرشحون بدعم المدارس في مناطقهم، وتابعت عن قرب ما قدمه النائب المحامي اندريه حواري العزوني من دعم لمدارس عمان الأولى، كان بالنسبة لهم استبدال الألواح المدرسية التي تستخدم الطباشير بألواح حديثة وايت بورد أكبر انجاز، وتحسين البنية التحتية وخدمات المدارس حلم انتظروه طويلا.
الدايم الله…