بقلم - أسامة الرنتيسي
منذ أن بدأ رؤساء حكومات أردنية يتغنون بأنهم لا يبحثون عن الشعبية، وأنهم لن يرحلوا المشاكل، وأحوال المواطن الأردني من سيئ إلى أسوأ.
على اعتبار أن رئيس الوزراء يتمتع بشعبية طاغية، قبل أن يتولى الولاية العامة، وبعدها، فإنه يعزف عن البحث عن رضا الشعب الأردني، ولا يهمه سوى معالجة المشاكل، وآخر هذه الوعود، انتظروا بعد أربع سنوات لتنعموا بالرفاهية والبذخ وتصحيح الأوضاع الاقتصادية، وهذا الوعد تنطبق عليه قصة الحمار وصاحبه، ولن أرويها لكم لأن جميعكم تعرفونها..
رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي لم يعير انتباها لمقولة الشعب الأردني “خذ على راسها دولة الرئيس”، عندما قال أمام حشد من نواب الكتلة الديمقراطية النيابية إن حكومته “هي أقوى حكومة”، وإنه لا يخشى رحيل حكومته من جراء القرارات التي ستُقدم عليها الحكومة ولو أرادت أن تكون ضعيفة لما فعلت شيئا، ….يا لطيف!
لا يوجد أردني غير مقتنع بالأزمة المالية للموازنة، وهو بكل ضمير صاحٍ، رضي أن يشد الحزام منذ السنوات العجاف لعل البلاد تخرج من محنتها، وتتجاوز العسر الذي أصابها نتيجة سياسات مالية واقتصادية عقيمة ومجربة، مع أنه يرى بعينه أن السياسات هي ذاتها، ووصفات صندوق النقد والبنك الدوليين هما أساس العملية الاقتصادية في البلاد برغم الويلات التي جرَّتها في السنوات الماضية.
من يستمع لأرقام الحكومة عن الكارثة المالية التي تنتظرنا إذا لم تتخذ سلسلة الإجراءات بدءا من قانون الضريبة إلى أن وصلت إلى الخبز، يعتقد أننا نخطط لعشرين عاما مقبلة، مع أن كل المؤشرات تكشف أن واقعنا الاقتصادي مبني على نظرية (سارحة والرب راعيها).
أيام تفصلنا عن مشروع الموازنة الجديدة، لا نريد أن نستمع إلى مشروعات بالآلاف ومليارات بالعشرات، نريد فقط الحد الأدنى من الحقوق والكرامات، ولا نريد أن نسبح في أوهام المليارات ومئات المشروعات، ونحن نعرف البئر وغطاها.
لا نريد من الدكتور هاني الملقي، دولة الرئيس إلا أن يأخذ “على رأسها شوية” لعلنا نجتاز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة بأكملها، ولسنا نحن ببعيدين عن نارها وكوارثها.