بقلم : أسامة الرنتيسي
شجعني أكثر من صديق (حقيقي وإلكتروني) أنحملة واسعة لمقاطعة شراء القهوة بعد الارتفاع الكبير في أسعارها غير المبرر خاصة من قبل محال بيع القهوة الشهيرة وآخرها “بن العميد” الذي قرر رفع أسعار كيلو القهوة بمعدل دينار و60 قرشا للكيلو الواحد ليصل سعره إلى 12 دينارا و 60 قرشا.
جاء هذا التشجيع بعد أن نشرت بوستًا على صفحتي الخاصة في الفيس بوك، طالبت فيه من جمعية حماية المستهلك أن تقود حملة واسعة لمقاطعة القهوة، فكانت المفاجأة في أكثر من تعليق ورسالة خاصة، أن الجمعية (صافة على اليمين) غائبة عن ممارسة أهدافها منذ فترة، حتى عن البيانات التي كانت تصدرها في العادة عند أية قضية متعلقة بالمستهلكين.
من تعليقات بعض المتابعين كان التركيز عاليا على غياب ثقافة المقاطعة عن يوميات الأردنيين، مع أنها من الثقافات التي غيرت كثيرا من المواقف في دول عديدة
زميلة صحافية من الجزائر (جميلة أم معاذ) تفاعلت مع المنشور وعلقت على البوست: إنهم في الجزائر يمارسون هذه الثقافة منذ سنوات وقد نجحت في أكثر من مرة حيث تم في فترة ما رفع أسعار الدجاج، فتحركت حملة واسعة تحت شعار “خلِّيه يدوُِد..” وبالفعل بعد أيام عادت الأسعار إلى ما كانت عليها في السابق.
ومن التعليقات المهمة أيضا ما كتبه الصديق زيد حتر من الفحيص (في بيت أبوي من ٤٠ سنة بشتري قهوة خضراء ويحمصها بالبيت ويطحنها حلوة وسادة، وأطيب قهوة وأرخص بالسعر لو تتعمم الفكرة لـ ٦ أشهر حتى يتعلموا الأدب وبتنزل الأسعار).
“نقاطع شو وإلا شو يا ابو عمر….” تعليقات كثيرة ركزت على مدى الارتفاعات في أسعار كثير من السلع وهل سنقوم بمقاطعة كل شيء.
آخرون؛ إقترحوا بدائل لأصناف القهوة التي تباع بأسعار عالية واقترحوا أصنافا أخرى تباع في وسط البلد / عمان ومدن خارج العاصمة بأسعار أقل بكثير مما يبيعه أصحاب المحال المشهورة.
بشرني أحد التجاروهو من كبار المستوردين – قائلا: “لعلمك سعر كيلو القهوة حسب تكلفة اليوم راح يصل ١٧ دينارا، وأن معظم المواد الغذائية بارتفاع في العالم… فترة غريبة. السبب قلة الانتاج وقلة عدد العمال بالعالم بسبب كورونا”.
بعد كل هذا، هل نستطيع فعلا المساهمة في زرع ثقافة المقاطعة في عقول الأردنيين حتى نسهم في تصحيح مسار الارتفاعات غير المقنعة لأسعار بعض السلع…
الدايم الله….