أسامة الرنتيسي
راجعت تصريحات منسوبة للقيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، عدة مرات، وانتظرت توضيحا يصدر عن قيادة الحركة تستنكر فيه هذه التصريحات لكنها لم تفعل، ولهذا علينا التعامل مع ما قاله يوسف بجدية واعتباره موقف الحركة، وهي بتقديري المتواضع ليست قريبة من تأريخ الحركة ولا خطابها السياسي.
صحيح؛ أن أحمد يوسف، ومنذ بدأ نجمه يبزغ في قطاع غزة، تعتبره أوساط قريبة من حركة حماس أنه القيادة المرنة البرغماتية الجديدة في الحركة، ويزيد بعضهم، انه من “زلم” الأمريكان في طريقة التفكير، مثلما كانت هذه الصفة ملتصقة بالقيادي موسى أبو مرزوق، خريج الجامعات الأميركية.
تصريحات أحمد يوسف المثيرة كانت مرتبطة بعلاقة الحركة وتيار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، حيث اعتبر لقاء التيار مع قيادة حماس في القاهرة وضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بملف الشراكة السياسية مع الكل الفلسطيني، وأن تيار دحلان قدم أفكارا لإدارة القطاع، مؤكدا أن الفكرة لاقت قبولاً من جانب (حماس) خاصة ويزيد يوسف أننا نرى أن الحكومة الفلسطينية (حكومة عباس) غير معنية بحل مشاكل قطاع غزة، وأن استمرار الوضع على حاله في قطاع غزة، سيدفع حماس وتيار دحلان إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني.
المصيبة في التصريح التالي عندما يتجاوز مدح دحلان الى القول إن “دحلان أحد المكونات الوطنية الموجودة في الساحة، كما أنه لا يمكننا أن نحاسب أحداً على علاقاته السابقة بالإسرائيليين، ودحلان كان خصماً سياسياً، لكنه اليوم صديق، يبحث عن تجسير العلاقة مع حماس”.
لا أعرف منذ متى لا تعترض حماس على العلاقات مع الإسرائيليين، ولم قامت بتنفيذ عقوبة الإعدام بحق فلسطينيين اتهمتهم بالعلاقة مع إسرائيل.
أعرف أن حركة حماس تتغير منذ إصدار الوثيقة السياسية الجديدة، التي اعتبرها يوسف أنها لم تشكل اختراقا مثلما كانت ترغب قيادة الحركة، لكن لا تستطيع حماس أن تلعب على الوجهين كثيرا، فالأسلوب الذي تتبعه في علاقاتها مع القوى الفلسطينية، خاصة القوى المسلحة، حين تدعوها بين فترة وأخرى، إلى ضرورة التوقف عن إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية، وإلى تجميد (أو تعليق) عملياتها المسلحة ضد العدو الإسرائيلي على خطوط التماس مع قطاع غزة، يحتاج إلى مراجعة حقيقية.
حركة حماس، لا تتردد، في إصدار أوامر واضحة وصارمة، تكلّف أجهزتها الأمنية ضبط خطوط التماس، ومنع الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة من العمل ضد العدو الإسرائيلي.
في الوقت نفسه لا تتوقف حماس عن الحديث عن المقاومة، والممانعة، والصمود، وغير ذلك من التعابير، في سياق محاولة مكشوفة لاحتكار المقاومة كقطاع خاص بها، وفي محاولة لتصوير وضعها وكأنه معيار المقاومة الرئيس وشبه الوحيد.
وفد حركة حماس عاد الى قطاع غزة بعد ثلاثة اسابيع امضاها في حوار الطرشان مع حركة فتح في القاهرة، لم نعرف حتى الان الى ماذا توصل الطرفان من اتفاقيات حول موضوع المصالحة (مصالحة مو صالحة).
ولم نعرف بالضبط حقيقة المعلومات التي ذكرتها قناة الجزيرة القطرية أن وفد حركة حماس شبة معتقل في القاهرة، ولا يسمح لاعضاء الوفد بحرية الحركة وكأنهم في إقامة جبرية.
الدايم الله…