إذا كانت رواية استمزاج اليابان في تعيين لينا عناب سفيرة للاردن ورفض طوكيو لهذا الاستمزاج صحيحا بناءا على احتجاجات شعبية وصلت السفارة اليابانية في عمان، فإن هذا مؤشر اكثر من خطير، على سوء الادارة في الدولة الاردنية، وعلى حجم الاستخفاف بمشاعر الناس ثانية، حتى لو كانت لينا عناب “مقطوع وصفها”.
أتنتظر الجهات المسؤولة عن الرقابة ومكافحة الفساد والنائب العام بلاغًا حتى تتحرك لسؤال السلطة التنفيذية عن قراراتها، أم أنها تنتظر حتى تشاهد او تسمع عن أخطاء فيها شبهات فساد؟.
هل من المعقول أن تصدر خلال عام واحد عدة إرادات مَلِكيّة سامية في شخص يُنقل من مكان في المسوؤلية إلى مكان آخر، كأنه أبو العريف مقطوع وصفه؟.
وهل من المعقول أن تصدر عدة قرارات من مجلس الوزراء بحق أشخاص خلال عام واحد يتم تدويرهم على عدة مواقع وكأن البلد لم تنجب غيرهم.
لِمَ تنحصر الوظائف القيادية في 20 – 30 شخصًا تتم مناقلاتهم بطريقة تستفز الأردنيين.
وزير يؤتى به في حكومة لعدة أشهر ثم يُخرج في تعديل وزاري لا تُفهم أسبابه، وما هي إلا أشهرٍ حتى يُرى هذا الوزير سفيرًا في عاصمة عربية.
وزير آخر يُنقل من سفارات الخارجية إلى مكاتب الدوار الرابع ليصبح معالي، يغادر موقعه في الحكومة من دون تفسير أيضا، فما تنقضي أشهر قليلة إلا وتراه سفيرا في دولة أوروبية.
ووزير آخر ما أن يغادر موقعه بعد سنوات طوال، حتى تشتغل الماكينة في البحث عن موقع جديد له ليصبح مستشارا او مقررا أو رئيسا لمجلس إدارة!
قيادي ومدير عام وقبل ان يقترب من الستين بعدة أشهر وهو على رأس عمله يتم نقله إلى موقع قيادي آخر غير محكوم بمعادلة التقاعد على سن الستين، وبراتب أضعاف راتبه.
موظف برتبة مدير في دائرة خدماتية، يُنقل إلى وظيفة سياسية برتبة أمين عام، وبعد ذلك يُحال على التقاعد ويعاد تعيينه مستشارا في المؤسسة التي أخْرِج منها.
مدير عام في مؤسسة أمضى فيها سنوات لا يستطيع قائد المؤسسة الجديد إنهاء عقد عمله لوجود دعامات قوية له، يبقى في المؤسسة ذاتها بوظيفة مستشار وبالراتب والمزايا عينها، لا بل ويمنح مكافأة على راتبه.
الأمثلة كثيرة، وفي علبة المواقع القيادية مجموعة لا يخرجون من باب إلا وتجد أبوابا أخرى تفتح لهم، ولا تعرف قصة عبقريتهم كيف يحصلون على هذا التدوير، ومن هي الجهات التي تحملهم على أكف الراحة، وتقدمهم دائما إلى ما يشتهون من مواقع.
شعور الظلم الذي يلمسه الطامحون في الأردن يخلق غصات كثيرة، لِمَ هناك دائما “أبناء الدّاية” لكل المواقع القيادية، وهناك أبناء الرّعيان لا يجدون إلا الضنك والتعب ولا أحد يسأل عن أحوالهم.
يخنقك أكثر أن اول خطابات الحكومة في بيان الثقة ركز على قضية العدالة والمساواة وإتاحة الفرص أمام الجميع، الطيبون وحدهم (وأنا منهم) بلعنا هذا الطعم على اعتبار أننا في مرحلة جديدة، وبداية لتغيير النهج.
خربانة.. وحياتك يا دكتور ثروت خربانة…..
الدايم الله….